إذا كنتم ترغبون حقا بالتغيير في واقعكم الذي إن وصف سيوصف بالمرير...
فإليكم هـذه الضوابط التي يجب أن توضع في الإعتبـــــــار لأضعها بين يديك لتغيير الطبع السيئ ، والخلق المشين ، والتصرّف الأهوج ، والسلوك المعيب والفكر السقيم....
1ـ إحمل شعارك في التغيير أينما كنت
إذا كنت جادّاً في تغيير طباعك وعاداتك وأفكارك وسلوكك ليكن شعارك
" ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النيّة "
أي أن عزمك على فعل شيء أو تركه هو القوّة الدافعة والمحركة ، فإذا كان عزمك وتصميمك قويين إستجاب البدن لأوامرهما وأنصاع.
2 ـ إقـرأ تجارب غـيرك ممّن قـرّروا ونجحوا :
تجارب الذين حاولوا تغيير طباعهم ونجحوا تنفعك في معرفة الطرق التي إستخدموها للوصول إلى
التغيير ، وفي الإرادة التي إستقووا بها على إنجاز خطوات التغيير وبلوغ النتائج المذهلة .
3 ـ إن تجربة واحدة ناجحة مغـرية
إذا جرّبت أن تغيّر سلوكاً أو طبعاً معيناً ، أو كسرت عادة مألوفة فلم تعد أسيرها ولم تعد تستعبدك ،
فإنّ ذلك يعني أنّ لديك القدرة على تغيير سلوك آخر واجتناب عادة أخرى ، كما يعني أنّ إرادتك قويّة ،
وإنّك أنت الذي بتّ تتحكّم بنفسك وغرائزك وشهواتك ، لا هي التي تتحكّم فيك تحت شعار
« خالف هواك ترشـــد ».
الطبع يكتسب من الطبع ، فكما أنّ معاشرة الضعفاء ومسلوبي الإرادة تنقل عدوى الضعف والانهيار ،
فكذلك معاشرة الأقوياء وأصحاب العزائم تنقل بعض شحنات القوة والجرأة التي يتمتعون بها .
فإذا كان صديقك خائر الإرادة مغلوباً على أمره لا يستطيع مقاومة طبع سيِّئ أو عادة سلبية أو خلق
معيّن ،فإنّه قد يترك في نفسك فكرة أ نّك لستَ الوحيد المصروع ، بل الصرعى كثيرون .
ولهذا فأنت بحاجة إلى مصادقة ومعاشرة ومسايرة الذين إقتحموا أسوار الضعف والتردد ، وتمكّـنوا من مقاومة بعض أو جميع الطباع السيِّئة .
4ـ الاستعاضة عن عادة سـيِّئة بأخرى حميدة
يطرح بعض المهتمين بشؤون النفس والتحكّم بها والقدرة على الإقلاع عن العادات السلبية
المشينة أسلوباً عملياً لتغيير الطباع والعادات المستحكمة ،وهو أن تستبدل العادات القديمة بأخرى
جديدة حتى تنسخ الجديدةُ القديمةَ ، ويقترحون أن تكون العملية تدريجية ، ذلك أنّ العادة
المستحكمة لا تزول بسرعة وإنّما تحتاج إلى شيء من الوقت .هذه العادات الجديدة جيِّدة وصحّية
ونافعـة ، ومع الإصرار والمواصلة والإنتباه ستقلع عن عادتك القديمة .
5ـ ضع قائمة بالتغييرات التي ترغب بإحداثها
ابدأ كلّ عملية تغيير في الطباع والسلوك بكلمة ( أريــــــــد ) ..
اكتب ذلك وتابعه وتذكره دائماً ، فإذا كنتَ تعيش القلق قـــــــــــــــل
( أريد أن أتغلّب على قلقي )
إبحث عن سبل الخلاص منه .. ضع خطّة ونفِّذها ، فذلك يزيد في قدرة الوعي والإرادة والتحكّم ،
ولا تنسَ أنّ بناء العادة السلبية إستغرق زمناً وانّــه جاء نتيجة الإهمال واللاّ مبالاة وعدم التصدي لها في مهدها.
ولـــــــــــذا .. لا تغيِّر عدّة طباع دفعة واحدة .. ركِّز على طبع واحد ولا تنتقل إلى غيره حتى تطمئن أنّك قـد تغلّبت عليه .
6ـ لا تفكّر في ضخامة العوائق
لو كان متسلّق الجبال قد فكَّــر في الصعوبات فقط لما إستطاع أن يصل إلى سفح الجبل
وليس إلى قمته ، وهكذا أنت فلو كان إهتمامك منصبّاً على العوائــق والعقبات التي تعترض طريق
تغيير طباعك ،وتبالغ في تصوّرها ، وأنّها ستفشل خطّتك وستحول دون إمكانية التغيير فإن ذلك فعلاً
سيحصل وسيثبّط همّتك ،
فكــــــــر بالعوائق ولكن بحجمها الطبيعي ، وتذكــر أن الكثير منها وهمي أو مخاوف نفسية ، ولــــــذا
فإن من عمل بالقاعدة التالية أفلـــــــح
« إذا هبت أمراً فقــــع فيه فإن شدة توقيــه أشر من الوقوع فيه » .
7ـ إلتفت إلى ما لديك من قدرات
وهناك نقطة جوهرية في إحداث التغيير أو التبديل أو التعديل في الطباع وهي أنك لابد أن تعرف أن
طبيعة كل إنسان غـنية بالإمكانيات والمواهب والقدرات التي عليه أن يكتشفها ويحسن استغلالها .
فإنّ الذين غيّروا طباعهم وثاروا على نقاط ضعفهم هم الذين وضعوا أيديهم على مكامن القدرة
في شخصياتهم ووظفوها أفضل توظيف ، وبإمكانك أنت أيضاً أن تشـق طريق التغيير مثلهم .
8-إعتماد الاعتدال والتوازن
الطباع السيئة أو العادات القبيحة غالباً ما تكون نتيجة
إما إفراط.... أي إسراف ومغالاة وتجاوز .
وإمّا تفريط... أي تقصير وإهمال وتهاون .
وإعتماد قاعدة العدل والوسطية في الأمور كقاعدة حياتية عامة ، طريق آخر ومهم من طرق تبديل الطباع ونبذ الفاسد منها .
فإن الشراهة في الأكل ، عادة ســيئة ، لكنّ الاعتدال في تناول الطعام هو الحل الأمثل للتخلص منها
10ـ افتح باب النقــد وإستقبله
الآخرون مرايتــــــــــك. نرى في وجوههم إنعكاس
أعمالنا ، فإذا رأوا خصلة أو عادة أو طبيعة مخلّة إرتسم ذلك على وجوههم إمتعاضاً وكراهية مما
يدعونا إلى أن لا نكرر ذلك مستقبلاً .
والنقــــــــــد سواء كان ذاتياً ، أي ( محاسبة ) أو
موضوعياً ، أي تسديداً ونصيحة ، مطلوب لتعديل ما إعوج من سلوكنا وما نشز من طباعنا ،
وما من إنسان شاباً كان أو كبيراً إلا وهو بحاجة إلى النـقدين معاً لإجراء التحولات في عــاداته وسلوكه .
« فـــ مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها ، كالزارع بغير أرضه »
التغيير في الطباع يحتاج إلى وقت ، ولكنّك يمكن أن تتلمّس آثاره الأولية كلّما خطوت خطوة في اتجاه إصلاح ما فسد منك .
( إنّ الله لا يغيِّر ما بقوم حتّى يغيِّروا ما بأنفسهم ).
فإجعل شعارك { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله علية توكلت وإليه أنيب }
ودعها سماويةً تجري على مهلِ * * * لا تفسدنها برأي منك منكوس ِ
سهرت أعينِ ونامت عيـــــــــونِ * * * في شئون تكون أو لا تكــــونٌ
إن رباً كفاك ما كـــــان بالأمس * * * سيكفيك في غـــدِ ما يكــــون
فمنك يبدأ التغيير ، وعلى مقدار وعيك وجهدك تحصل التبدلات الإيجابية
فــ ضـــع قدمك على طريق التغيير .. توكّل على الله .. وسيأخذ الله بيدك .
{ ودع ما يريبك إلى ما لا يريبــــك }