وحشتونـــــــــــــــــــى كتيييييييييييير كتيييييييييييييييييير
تسلموا ع المرور
ويالا نبتدى الحلقات الجديده ي عساسيل
30 و 31
************************
قالت ام هالة لها بعصبية.
الام: يعني ايه مش عاجبك؟, بتقولك عنده مطعمين في امريكا, وولد زي الفل.
ردت هالة بهجوم.
هالة: زي الفل على نفسه, دا عايش دور شبشب بصباع.
قالت هايدي وهي تجلس بجانب والدة هالة.
هايدي: دا مفيش شبشب بصباع الا انتي , دا يا طنط عنده حتة بي ام.
هالة: يغور بالبي ام بتاعته بغلاسته بمناخيره بنضارته ببابا غنوجه .
هايدي: هه, دا قمر, اتكلمي بقى, مناخيره مش عاجباكي.
هالة: كله مش عاجبني , ومغرور كده, وشايف نفسه ع الفاضي,اخر مرة يقولي , لوسافرتي معايا هوريكي الاركتكتشر الي على اصولها مش لعب العيال الي عندكو هنا, عنده عقدة نقص متعرفيش ,ولا ايه ماله.
الام: يعني الولد فتح الكلام معاكي اهه, انتي مش عاجبك عشان مش مكمل تعليمه يعني؟, يعني هما الي كملو عملو ايه؟.
هالة: انا مقلتش كده, انا معنديش مشكلة لو مش مكمل وبني ادم محترم, بس ميبقاش هو زفت وشخصية زفت , وتقيل على قلبي واقبل عشان عنده وعنده, ايه ياماما؟.
هايدي: انتي بقيتي غريبة, طب ما عمرو كان زي الزفت وشخصية زفت, وكنتي موافقة وكان على قلبك زي العسل.
تغير لون وجه هالة حين ذكر اسم عمرو, فشعرت هايدي بالندم , حين قالت هالة بهدوء .
هالة: اذكروا محاسن موتاكم.
وخرجت من الغرفة , فقالت هايدي.
هايدي: انا ايه الي انا قلته دا بس.
****************
قال شادي لندى في الهاتف بصوت غاضب.
شادي: بطلب من الصبح مبترديش.
ندى: والله؟, يبقى اكيد ما سمعتش الموبايل.
شادي: انتي بتتكلمي منين؟.
ندى: من البيت, هيكون منين يعني.
اكمل باسلوب التحقيقات الذي اعتاد عليه.
شادي: انتي كنتي فين الصبح؟.
ندى: انا مش قلتلك؟, كنت في الجامعة.
شادي: روحتي امتى؟.
ندى: الساعة 4.
شادي: و الساعة دلوقتي كام؟.
نظرت ندى الى الساعة خلفها.
ندى: 11.
شادي: من اربعة لحداشر مش سامعة الموبايل, ازاي يا ندى؟.
ندى: عادي يا شادى, اصل انا مشغولة اوي اليومين دول وداغي مش فيا ,عندي امتحانات, مانت عارف الامتحانات , مانت خبير في الانشغال.
شعر بلمحة استهزاء في صوتها فقال.
شادي: انتي بتتريأي يا ندى؟.
ندى: ابدا يا حبيبي.
شادي: انتي هتنزلي امتى؟.
ندى: مش هينفع انزل خالص ,الا لما الامتحانات تخلص.
شادي: برضة ياندى؟.
ندى: معلش يا حبيبي اعذرني ,والله انا مفيش وقت اتنفس خالص, انا حتى فرح علياء بنت خالي مش هحضره.
شادي: هفففف, طيب , بس ابقي تعالي اول ما تخلصي متعديش عندك, انتي هتخلصي على امتى كده؟.
ندى: على يوم 20 ان شاء الله.
شادي: طيب يا ندى, بس المهم تجيبي تقدير الترم دا بقى, انا مش حمل سنة كمان في القرف دا.
ندى: ان شاء الله يا حبيبي.
وبعد ان انهت المحادثة, نظرت اليها اية في قلق.
اية: انتي ايه الي خلاكي تقوليله انك هتخلصي يوم 20؟.
ندى: احنا مش متفقين نعد يومين هنا , نتفسح مع العيال قبل ما نرجع؟.
اية: ايوة , ماقلتيلوش ليه؟.
ندى: اصل شادي معادش ينفع معاه الصراحة خالص, لازم تكدبي عليه عشان يرتاح, شفتي انا من ساعة ما قلتلك اني هريحه, مبقناش نتخانق ازاي.
اية: عشان كده مقلتيلوش اننا كنا خارجين النهاردة.
ندى: انتي مجنونة؟, عايزاني اقله اننا خرجنا مع المصري نتغدا؟, عايزاه يموتني.
اية: اهو انا مش مستريحة انك بتكدبي عليه.
ندى: ولا انا, بس هو مش مريح دماغه, وعشان انا اريح دماغي, مش لازم اقله كل حاجة بقى خلاص, يعني هو هيعرف منين , انا بيني وبينه كام بلد يا بنتي.
*****************
امسكت نسمة بورقة امتحانها في قلق وهي تقول.
نسمة: انا مش قلقانة من حاجة الا اني كاتبة السؤال الاول في الاخر وعاملة سهم, ممكن ميتشافش.
ضحكت ميسون.
ميسون: عاملة سهم؟, ربنا يشفي.
نسمة: يعني كنت اعمل ايه يعني؟ , الصفحة مكملتش.
ميسون: ومكتبتيش انظر الصفحة الي ورا ولا ايه؟.
نسمة: انتي هتتنصحي عليا ولا ايه يا ميسون هانم, والله وطلعلك لسان.
ميسون: اصلك اتسربعتي اوي وخلصتي اول واحدة , وطلعتي , وحالة كله , عايزة ايه بقى؟.
قاطع حديثهما صوت شاب يقول بهدوء.
مصطفى: ازيكو يا بنات؟, عملتو ايه في الامتحان؟.
التفتتا اليه , وردت نسمة في شبة تساؤل, بينما احمر وجه ميسون في شدة, واطرقت في خجل.
نسمة: الحمد لله,...؟.
قال الولد مبتسما موجها حديثه هذه المرة لميسون.
مصطفى: ازيك يا ميسون؟.
تمتمت ميسون بشيء بمعنى "الحمد لله", فنظرت اليها نسمة في دهشة.
مصطفى: شفتك وانتي خارجة من اللجنة, قلت اجي اسلم عليكي.
قالت ميسون بنفس اللهجة الخجلى.
ميسون: انت امتحانك عملت فيه ايه؟.
مصطفى: الحمد لله , دا عشان بس انا شفتك الصبح, اصلي بتفائل بوشك.
قفز تعبير الاستنكار لوجه نسمة في حدة, وهي تنقل بصرها بينهما, وما كان منها الا ان قالت.
نسمة: طيب الحمد لله, واحنا كمان كان امتحاننا كويس, وميسون حلت كويس, يلا يا ميسون ياحبيبتي عشان نروح.
وجذبتها من امامه وسارت بها مبتعدة , فقالت ميسون بلهجة طفولية.
ميسون: ايه يا نسمة؟ , كده احرجتي الولد.
هتفت نسمة بحدة.
نسمة: يا حلاوتك انتي وهو , نازلين تسبيل لبعض, وموقفيني قرطاس مابينكو, وابقى كده احرجت الولد, ايه حكايته يا ست ميسون, كل شوية ينطلنا ليه؟.
وقفت ميسون تقول بوجه محتقن.
ميسون: عادي يا نسمة ,بيسأل علينا.
نسمة: لا هو مكانش بيسأل علينا , كان بيسأل عليكي انتي, وكان بيسبلك انتي , وانتي كمان جبتي ميت لون اول ما شفتيه.
ارتبكت ميسون.
ميسون: عادي يا نسمة, دا زميلنا.
نسمة: لا مش عادي, وهو مش زميلنا, دا في سنة تالتة, ومن امتى احنا لينا زمايل صبيان عادي, انا كنت فاكرة ان احنا حاطين حدود للزمايل الولاد يا ميسون, يادوب على قد الحاجة, مش بتفائل بيكي مرة , ومرة يقلك وشك حلو ,بكرة اديكي حلوة, لا عنيكي حلوة , وخلاص بقى, ماهو كله بيبدأ كده.
قالت ميسون بضعف.
ميسون: ايه دا كله يا نسمة, مفيش حاجة من دي, انتي مالك طالعة فيا كده ليه؟.
صاحت بها نسمة.
نسمة: عشان انتو كلكو واحد , بنات تحرق الدم, انا هلاقيها منك ولا من اخواتي, مبتتعلموش ابدا؟, مهما حصل؟,دا ايه دا.
اندهشت ميسون لغضبها.
ميسون: اهدي يا نسمة, مفيش حاجة حصلت, انتي اخواتك بس الي تاعبينلك دماغك, انا استحالة اعمل حاجة غلط يا نسمة, انتي عرفاني, دا بس هو بيحب يسلم وكده.
نسمة: لا ,معادش يسلم تاني.
ميسون: حاضر.
نسمة: ولا تديله وش.
ميسون: حاضر.
نسمة: ولو اديتيله وش تاني هكسرلك انا وشك, انتي فاهمة؟.
ميسون: حاضر حاضر.
******************
نظرت هالة الى محمد في غيظ, وهي تتذكر اصرار امها على النزول لمقابلته, باعتباره عريسا لا اكثر, وفكرت كيف عساها ان تتقبله زوجا , وهي تكاد لا تحتمل الانصات لحديثه اصلا.
محمد: قلت انا طز, في ستين داهية, يروح يجي عشره غيرة, اصل انا عندي في المطعم مدير انا اصغر منه بعشري سنة, وبيشتغل تحت ايدي, اه والله العظيم, مش دا بقى الي هيجي يعمل عليا مدير في الفرع التاني, لا دانا اجيب مدير يسمع الكلام ويكون احسن منه كمان.
قالت هالة بملل.
هالة: ممممم.
محمد: انتي لو جيتي معايا ان شاء الله , هوريكي, بيحترموني ازاي, الناس دي بقى مفيش عندهم مصري ولا هندي ولا تايواني, المهم الراجل يكون بيشتغل صح وبس.
هالة: وعلى كدة انت اتأثرت بحاجات كتير من هناك؟.
محمد: طبعا, بس مخبيش عليكي, انا من جوايا راجل شرقي اوي, شرقي شرقي يعني.
هالة: طيب وايه العيب في كده؟.
محمد: لا مش عيب ولا حاجة, بس يعني هما هناك مثلا عادي ان الستات بتوعهم يحضرو عشاء العمل, انا شايف ان مالهاش لزمة, بيفهمو في ايه هما في العمل عشان يحضرو, والراجل لمؤخذة هناك يخاف يستقيل مثلا قبل مايستشير المدام, دي برضة حاجة انا محبهاش.
هالة: ممممممممم.
وشعرت بالصداع يكتنف رأسها.
محمد: انتي بقى تحبي تشتغلي؟.
هالة: اه طبعا, امال اهلي هيعدو يصرفو عليا 5 سنين عشان اطلع اعدلهم في البيت واعلق الشهادة على الحيطة؟.
محمد: اهو انا بقى بشوف ان شغل الست دا ملوش لزمة, لان كده كده لما بتتجوز بتتشغل وتعد في البيت وكده, بس انتي لو تحبي تشتغلي براحتك, انا راجل فري وعايش الانفتاح.
ردت بسخرية مبطنة.
هالة: ماهو باين.
محمد: اصل حكاية الشهادات دي مبتجيبش همها الا هنا في مصر, الناس واخدة على النفخة وبس ,قال ايه معاه شهادة, وهو يبقى صايع قاعد ع القهوة طول اليوم.
هالة: ايوة.
محمد: بس انا كنت عايز اسألك سؤال يعني كده, ومتزعليش,....هو انتي ليه بتعرجي شوية وانتي ماشية.
نظرت اليه في دهشة, وتمتمت بخفوت.
هالة: حلاق حلاق يعني.
محمد: نعم؟.
قالت بصوت مسموع هذه المرة.
هالة: اصلي عملت حادثة من سنة كده.
محمد: حادثة؟, حادثة ايه يعني؟.
نظرت اليه هالة مطولا , قبل ان تقول .
هالة: انت راجل فري طبعا وعايش الانفتاح, واكتر حاجة تهمك الصراحة.
محد: طبعا, دي اهم حاجة اتعلمتها من برة ان الواحد يكون عقله منفتح.
نظرة اليه هالة بحزم هذه المرة وهي تقول بمكر.
هالة: طيب انا هحكيلك بقى كل حاجة بكل صراحة, وبكل انفتاح.
ضحكت ندى بشدة لحديث علي , وهما يجلسان وسط اصدقائهما في النادي, وهي تقول.
ندى: ولا يوم ما كنا بنتغدا في تويتي, وشفنا المعيد ابو شعر ملزق مع البت كوثر.
اية: لا, متفكرنيش, كانت هي الي ماسكة ايده.
وانفجر الجميع في الضحك, فقال علي بعد ان هدأوا قليلا.
علي: والله هتوحشوني ياعيال اوي, الاجازة بتبقى رخمة اول ما الواحد يرجع بيتهم.
ندى: انا ان شاء الله ناوية اوحشك وحشة طويلة, بإذن الله يارب كده بس ان شاء الله اجيب تقديرالترم دا والجاي, وانفخ من هنا بقى.
علي: اه ولا لو حد فيكو حول كمان , هتبقى مشكلة.
اية: مستعجل على ايه؟, انت قدامك سنة واحدة بس, وانت الي هتسيبنا خالص.
ندى: ماتسقطلنا سنة يا علي.
علي: وحياة خالتك؟, طب ماتعدي انتي هنا على طول.
ندى: انا لو عليا مفيش مشكلة, المشكلة كلها في شادي.
رامي: انا لو جبت تقدير السنة دي, والله ولا اعرفكو, اول واحد هحول.
ندى: واطي طول عمرك.
مروة: انا مش هتكلم, عشان انا ناوية انقل اقامتي هنا خلاص ان شاء الله, كل واحد ظريف فيكو قاعد يتكلم عن التحويل كأنه حاجة عادية, طب على الاقل انتو بترجعو تشوفو اهاليكو, انا الي قاعدة هنا صيف وشتا لما هتجن, فيه حد بياخد اجازته شهر واحد يا عالم.
الاء: طب منا قاعدة معاكي ياتحفة انتي.
مروة: دا عشان سيادتك بتشيليلك كل سنة مادة .
الاء: الله اكبر.
مروة: وهو انا كده بحسدك يا ذكية,هههههه.
عادوا للضحك ثانية , بينما شعرت ندى ببرد في اوصالها فتمتمت.
ندى: اوووف ع البرد, ياريتني اخدت الجاكت بتاعي.
انتبهت لها اية, فقالت.
اية: انا مش قلتلك الجو هيبرد اوي باليل, مسمعتيش كلامي.
ندى: اه , طلع عندك حق.
وعقدت ذراعيها حول جسدها علها تدفأ, ثم شعرت بجاكيت يوضع حول كتفيها في رفق, فالتفتت لتجد علي يضع جاكيته عليها, فقالت في سرعة وهي تخلعه.
ندى: لا لا , لا يابني, انت كده هتبرد , لا.
ابتعد عنها علي بعفوية حين حاولت رد الجاكيت وقال.
علي: لا ياندى , والله مابردان خليه معاكي.
واصلت مد يدها بالجاكت له, وهي تقول.
ندى: لا ماينفعش, خد يا مصري الجاكت بقى.
قال علي باصرار وهو يبتعد عنها.
علي: والله ابدا مانا واخده , وانتي هتلبسيه, خلاص حلفت متخلينيش اصوم بقى.
نظرت اليه وهو يبتعد بمقعده عنها لكي لا تعطيه الجاكيت, وشعرت بالمتنان الشديد له,ولم تر بدا الا ان تضعه على كتفيها, وتصاعدت رائحة عطره الى انفها , فأخذت تفكر في علي , ....كم هو لطيف.
**************
قالت هالة بهتاف من بين دموعها, وهي تدور في غرفتها.
هالة: انا قلتلك يا ماما انا مش عايزة, انا الي مكنتش عايزاه , ليه اجبرتيني انزل اشوفه؟, ليه تحطيني في موقف زي ده؟.
الام: ما هو يا هالة حد يعمل الي انتي عملتيه؟, حد يقوله انا عملت حادثة مع واحد كنت بحبه.
قالت بغضب.
هالة: هي مش دي الحقيقة ولا مش هي؟, وهو كان مسيره يعرف ولا لأ؟.
الام: لا طبعا مش مسيره يعرف, هيعرف منين وهو عايش برة؟.
هالة: ولحد امتى هفضل انا استنى واحد ميعرفش عشان استخبى فيه, وافضل خايفة لو عرف؟, انا اصلا مكنتش طايقة محمد ده, وكنت عايزة انا الي ارفضه , مش هو الي يرفضني.
الام: بس يا حبيبتي هو مرفضكيش.
هالة: اههه , مرفضنيش , بس رجع امريكا بس, ودا يبقى ايه؟, انا موافق بس ابقو ابعتوهالي ع الميل.
الام: يا هالة اهدي.
هالة: لا مش ههدى, انا غضبانة وزعلانة منك جدا ياماما, انتي الي خلتيني اجي على نفسي واروح اشوفه وانا اصلا مكنتش عايزة, وهو عاملي فيها منفتح وفري , وهو من جواه جزمة, ولا بيقدر الصراحة ورجعي ومتخلف , وبني ادم غبي.
الام: خلاص ياهالة مش انتي اصلا مكنتيش موافقة عليه , انتي موضوع الحادثة دا عملك عقدة ليه؟, انتي يا حبيبتي سليمة وزي الفل ومافيكيش حاجة, وبعدين ماكل البنات بتغلط.
هالة: ولما انتي كنتي عارفة اني بغلط ,كنتي سايباني ليه؟.
احتارت الام قليلا امام ثورة ابنتها, ولم تدر بم تجبها فقالت في عطف.
الام: عشان انا بحبك ,..وكنت عايزة اصاحبك.
هالة: انتي كده مساعدتنيش, انتي اذتيني زي ما بتأذي ندى دلوقتي.
الام: يا حبيبتي انا يهمني الي يريحك.
هالة: راحة,...يلا يا ماما ربنا يسامحك.
حاولت الام تهدئة ابنتها .
الام: , خلاص بقى يا حبيبتي.
هالة: خلاص يا ماما معادش يجي منه, ربنا يلطف بقى.
*******************
وضع شادي ذراعه خلف كتفي ندى في الكافيه , وهي تتحدث اليه .
ندى: بس انت وحش يا دودو, مش راضي تيجي معايا المنيا.
شادي: يا حبيبتي منا جيت معاكي مرة خلاص , وكان يوم صعب ورجعت منه عيان ,عايزة ايه تاني؟.
ندى: لا , انت جيت معايا قبل الدراسة, انا عايزاك تيجي معايا في الشتا هناك, الشتا اجمل.
شادي: ياروح قلبي, انا معاكي في كل حتة , مش في المنيا بس.
ندى: مش غريبة يعني, سلمى معادتش بتكلمني تسأل عليا, متعرفش ليه؟.
ارتبك شادي.
شادي: سلمى ؟؟؟؟؟...., معرفش.
ندى: هبقى اكلمها انا اسأل عليها .
قال بسرعة.
شادي: لا ,....قصدي, بلاش تلاقيها مش فاضية, متعوديهاش على كده, عشان متاخدش عليكي.
ندى: الله , مش انت الي دايما تقولي اسأل عليها, وابقى ابدأ انا بالكلام عشان نبقى اصحاب, مش انت الي كنت بتقولي كده؟.
شادي: لا مش مهم, مانتو اصحاب.
ندى: مممم, انا مش عايزة اعرف ليه, بس بصراحة كده اريحلي.
"ندى"
التفتت ندى لصوت الفتاة التي هللت حين رآتها.
ندى: يويو.
يارا: ازيك يا بنتي, الواحد بيشوفك في المنيا اكتر من هنا, ايه الصدفة العسل دي؟.
قامت ندى من جانب شادي لتقبل الفتاة ,والفتاة تقول.
يارا: ازيك يا شادي اخبارك ايه؟.
اعتدل شادي في جلسته وابتسم مرحبا بيارا.
شادي: الحمد لله, ازيك يا يارا.
ندى: اخبارك ايه يا قمر؟.
يارا: الحمد لله,ايه يا بنتي؟, دانا مشفتكيش من اخر يوم امتحاناتي.
ندى: اه فعلا, خدنا على اننا ساكنين قصاد بعض.
يارا: بس انا خلصت بدري , اسمع ان ناس مخلصوش الا يوم 18.
ندى: مانتي واسطة بقى يا بنتي , قعدنا احنا منفوخين كام يوم.
يارا: انتي قاعدة هنا شوية؟.
ندى: اه, انتي طالعة تعدي فوق؟.
يارا: اه, ابقى اشوفك وانا نازلة ان شاء الله, انا فرحت اني شفتك.
ندى: وانا كمان ياقمر, يلا, سلام.
وعادت لتجلس بجانب شادي الذي تغيرت ملامح وجهه بشدة, فقالت باندهاش.
ندى: ايه يا دودو مالك؟.
نظر اليها ولم يجب, فقالت بقلق.
ندى: فيه ايه يا شادي؟, ايه الي حصل؟.
قال شادي من بين اسنانه بغضب مكتوم.
شادي: انتي خلصتي امتحاناتك يوم 18 مش عشرين.
ردت ببساطة.
ندى: اه.
كرر ثانية بغضب اكبر.
شادي: يوم 18 مش 20.
عادت تقول بدهشة.
ندى: ايوة يا شادي وفيها ايــــ....
وقطعت حديثها وهي تشهق بشدة, لقد تذكرت كذبتها عليه, وتذكرت انها اخبرته بأن امتحاناتها ستنتهي بعد يومين من الموعد الحقيقي, فقالت بصوت شاحب.
ندى: لا يا شادي استنى, .....اصلي افتكرت...دا كان امتحان تاني....
شادي: ششششششششششششش.
نهرها في غضب.
شادي: اخرسي ياندى, انتي بتكدبي عليا؟؟؟.
اختفى الدم من وجهها .
ندى: لا يا ياشادي افهم بس,.... دا كان ,.... دانا كنت نسيت.
هتف شادي.
شادي: نسيتي تفهميني الحقيقة؟, ولا نسيتي انك قعدتي يومين مع المصري واصحابك تتسرمحو في المنيا؟.
قالت وهي ترتعش.
ندى: لا, لا يا شادي لا, متقولش كده عيب, انا معملتش حاجة, دا كان بس,...يومين ,...والله يومين مش اكتر.
زجرها بعنف.
شادي: خلاص ياندى, يومين شهرين, انتي مينفعش فيكي الكلام خلاص.
ندى: يا شادي والله, والله انا خفت تزعل لما اقلك.
صاح.
شادي: تقومي تكدبي عليا؟.
هتفت برجاء.
ندى: انت ليك كل الحق تزعل,انا عارفة, بس افهم.
شادي: انا مش عايز افهم خلاص.
وقام , فأمسكت ندى بيده.
ندى: شادي متمشيش بس استنى, مينفعش تمشي وانت مش فاهم كده.
شادي: ماهو انا متأكد ان انتي معندكيش حاجة تفهميهيالي اصلا, عشان كده انا هوفر عليا وعليكي الكلام.
وافلت يدها , وهو يضع النقود على المنضدة, وينصرف.
********************************
نقلت نسمة عينيها بين ندى وهالة , اللتا اطرقتا بوجهيهما ,كل منهما اسيرة افكارها.
ميسون: انتي يابنتي, ماتشوفي اخواتك.
نسمة: اعملهم ايه يعني؟, كل واحدة فيهم حالها ما يعلم بيه الا ربنا.
ميسون: بس هالة اختك صعبانة عليا اوي.
نسمة: على اساس انها مش سامعاكي.
بدا على هالة انها لم تسمعهما حقا, فقالت ميسون.
نسمة: ندى , موبايلك بيرن.
افاقت ندى للهاتف الذي يرن في يدها.
ندى: ايوة يا مصري,...لا مفيش,...مفيش جديد...
واخذت الهاتف وتركت الغرفة.
ميسون: هما خلاص سابو بعض؟.
نسمة: ومالك هتموتي وتعرفي ليه؟.
استندت ميسون برأسها لخلف وهي تقول بلهجة حالمة.
ميسون: اصل شكلها بتحبه اوي.
نسمة: وانتي من امتى حنينة كده؟.
ميسون: انا مش حنينة, بس نفسي اشوف هابي اند.
نسمة: يارب ....ارحمني يارب , عشان انا مش مستحملة مصيبة تانية, كفاية عليا ندى اوي.
قالت ندى في هذا الوقت لعلي في الهاتف.
ندى: انا حاولت اكلمه على الموبايل كتير مقفول.
علي: طب ماتكلميه ع البيت, انتي مش بتقولي شفتيه طالع بيته, كلميه.
ندى: لا يا مصري اخاف, امه رخمة اوي.
علي: ايه يا بنتي, انتي مش عايزة توصليله وخلاص, رخمة بقى مش رخمة , المهم تكلميه.
ندى: يعني انت شايف كده.
علي: شوفي انتي دماغك ايه؟, تستحملي امه خمس دقايق ولا تفضلي على نارك كده على طول.
ندى: طيب امشي انت دلوقتي, هكلمه ع البيت, وابقى اكلمك بعدها.
علي: اوكاي, بس افتكري, انتي الي غلطانة صحيح, بس متضيعيش كرامتك, فاهمة؟.
ندى: فاهمة فاهمة.
علي: يلا ربنا معاكي بقى يا بنتي.
ندى: باي.
علي: سلام.
******************
ارتجفت ندى لدى سماع صوت ام شادي ترد عليها, وعلق الكلام بلسانها لحظة قبل ان تقول بخفوت.
ندى: سلامو عليكو, لو سمحت ممكن اكلم شادي؟.
صمتت الام قبل ان تقول بلهجة عدائية.
الام: مين معايا؟.
توترت ندى, وابتلعت ريقها في خوف, قبل ان تقول.
ندى: انا ندى يا طنط.
قالت الام بسخرية.
الام: اااه, ندى , لا ياحبيتي شادي مش موجود.
ندى: بس...
فكرت ندى ان تقول لها انها رأته منذ قليل صاعدا بيته, ولكنها آثرت الصمت, فأكملت الام بنفس اللهجة العدئية النافذة الصبر.
الام: انتي يا بنتي مش في صيدلة برضة, ذاكري بقى وسيبي الواد يذاكر حرام عليكي, بقى عامل ذي العصاية من يوم ما عرفك, وفي النازل على طول, انتي يا بنتي اذاي اهلك سايبينك كده, انتي معندكيش حد ينصحك يا حبيبتي, خدي بالك من مذاكرتك يا ماما وبطلي تكلمي ابني مادام هو مش عايز يكلمك,مترميش نفسك عليه ومترخصيش نفسك عشان مصلحتك ,وياريت متطلبيهوش تاني بقى.
واغلقت الخط في جه ندى, التي تسمرت امام الهاتف , والدهشة لم تفارق وجهها الذي اصبح احمر اللون من الخجل.
********************
علي: ايوة يا ندى, مالك؟, صوتك عامل كده ليه؟, رد عليكي؟.
قالت ندى بصوت مختنق.
ندى: لا مردش.
علي: امال مالك؟.
ندى: امه,....مسحت بيا البلاط يا علي.
علي: ياخبر؟, ازاي؟.
بدأت تتخطى مرحلة الاختناق شيئا فشيئا, وتحررت دموعها وهي تقول.
ندى: هزأتني , وقالتلي مترميش نفسك عليه تاني.
علي:..........
ندى: انا مخنوقة اوي يا مصري, ياريتني مكلمتها.
علي: انا اسف يا ندى اني خليتك تكلميها.
بكت ندى.
ندى: انا مش عارفة اعمل ايه؟, انا مش طايقة نفسي.
علي: لو مكنتش مشغول مع بابا النهاردة, والله كنت جيتلك يا ندى, ...خلاص متعيطيش,...انتي عارفة انها اصلا خنيقة , زعلانة ليه؟.
ندى: انا رامية نفسي عليه؟, انا مرخصة نفسي؟, ليه؟, انا عملت ايه يعني؟, انا عمري ماهكلمه تاني , ومش هتصل بيه , لا على البيت ولا على اي زفت تاني.
علي: هو دا عين العقل, خلاص يا ندى الي يبيعك بيعيه, انا مش عارف اصلا انتي لسه ليه متمسكة بشادي دا يعد كل الي بيعمله فيكي.
ندى: لا خلاص انتهى, بعد الي حصل دا انتهى, انا مش عايزة اشوفه ولا اسمع صوته, وياريت لو نعزل من هنا كمان.
علي: خلاص يا نودي , متزعليش نفسك دلوقتي وقومي كده فوقي, مفيش حد يستاهل منك انك تضايقي نفسك, دا كفاية امه عليه, الله يكون في عونه,....ههههه,...يلا بقى ياندى اضحكي بقى,..اضحكي,...طب والله ماقافل الا لما تضحكي.
ندى: ماليش نفس يا مصري.
علي: انا حلفت, طب عشان اجيبلك ايس كريم من الي بتحبيه.
ضحكت ندى دون مزاج.
ندى: ههه, خلاص بقى يا شادي عشان خاطري.
علي: انا مش شادي يا نودي, وانسي بقى, الي يضايقك في جزمتك.
ندى: ايوة , عندك حق, في جزمتي.
علي: خلاص بقى يا حبيبي, روق بقى, وانا هبقى اكلمك لما ارجع برضه, قشطة يا نودي.
ندى: مم.
علي: يلا , خدي بالك من نفسك, سلام.
ندى: سلام.
******************
سلمى: شادي,...امبارح ندى كلمتني.
نظر اليها شادي بوجه خال من المشاعر, بينما شعرت هي بالدم يفور في رأسها.
سلمى: كانت زعلانة اوي.
قال بسخرية.
شادي: ايه كانت عايزاكي تصالحينا على بعض؟, لا ومنقية, ملقتش الا انتي تكلمك.
احمر وجه سلمى بشدة حين اهانها, وقامت من مقعدها تنصرف, فقام شادي لاحقا بها.
شادي: سلمى, سلمى استني ,...انا اسف, سلمي.
وقفت سلمى تقول في انفعال غاضب.
سلمى: انت متضايق وتعبان وكل حاجة ماشي, بس مزاجك الزبالة دا تخليه على نفسك, انا مش ملزمة استحمل الي بيحصل لك, كل واحد فيه الي مكفيه يا شادي.
شادي: انا عارف يا لومي, واسف بجد, مكانش قصدي, انا بس كنت متوتر جامد, ومن الصبح تعبان, عشان خاطري عديلي, لو كان ليا عند خاطر, وتعالي اعدي تاني.
قاومت سلمى الذهاب معه بشدة , وقالت بسرعة.
سلمى: لا يا شادي, مينفعش, انت فعلا متوتر وكده القعدة هتقلب بغم, انا هقلك البنت قالتلي ايه وخلاص, قالتلي انها كلمتك على البيت ومامتك قالتلها مترميش نفسها عليك, وهي هتعمل كده فعلا, عشان الكرامة ليها حدود, وهي اسفة انها غلطت فيك واسفة كمان انها ضيعتلك وقتك, وبس.
بدا على وجه شادي الالم.
شادي: معرفتيش كلمت ماما امتى؟.
سلمى: معرفش, ومش عايزة اعرف, ومن هنا ورايح مشاكلكو دي تحلوها بعيد عني, معادش ينفع اكون فيها خلاص, ولا اتدخلكو فيها.
شادي: ماهو خلاص, معادش فيه مشاكل, عشان معادش فيه حاجة بينا خلاص, انا مش عايز اكلم ندى تاني, بعد ماكدبت عليا, وهي كمان, شكلها اخدت قرار برضة.
قالت سلمى بضيق.
سلمى: برضة انا ماليش دعوة,انتو حرين, ترجعو لبعض ,تولعو في بعض انا معادليش دخل تاني خااااالص.
******************
نظرت نسمة الى ميسون في شك وهي تتحدث في الهاتف وتبتسم, وانتظرتها بصبر حتى انتهت, والتفتت وهي تبتسم ففوجئت بنسمة امام وجهها.
ميسون: ...نسمة ...خضتيني.
نسمة: ليه ؟, عفريت؟.
ميسون: لا طبعا يا حبيبتي .
نسمة: كنتي بترغي مع مين ؟.
ميسون: انا؟,...دي رانيا بنت خالي.
نسمة: اه الي في قطر؟, بتتصل دولي بقى؟, كل دا؟.
ميسون: لا مش دولي, دي هي هنا من اسبوعين.
نسمة: غريبة, هتبقى هنا في نص الدراسة كده.
ميسون: معرفش بقى انا اشعرفني بظروف الناس.
نسمة: ماشي يا ميسو , انا مصدقاكي.
ميسون: انتي ناوية تحضري المحاضرة الجاية ولا ايه؟, اصل انا مش عايزة.
نسمة: نعم ياختي؟, امال احنا جايين ليه؟,دا معندناش غيرها.
ميسون: طيب بجد, انا مش قادرة اطلع, احضري انتي, واكتبيلي الي اتقال, وانا هستناكي لما تنزلي.
نسمة: هتعدي لوحدك.
ميسون: مش مهم انا مصدعة بجد, لما تنزلي رني عليا.
نظرت اليها نسمة, وقالت.
نسمة: انتي حرة, لما ارن عليكي الاقيكي قدام المدرج , ماشي.
ميسون: ماشي, بتبصيلي كده ليه؟, بس بقى.
نسمة: يا خوفي منك يا برعي.
وبعد فترة قليلة من انصراف نسمة, جاء مصطفى ليجلس بجانب ميسون.
**********************
اية: طب دا احمد فوزي دا هيموت عليكي , شفتيه وهو بيسبل .
ندى: يع , دا شكله وحش خالص, انا مكنتش طايقة اعد خالص, انتو منكو لله , ذنبتوني.
قالت مروة , وهي تفرغ حقائبها.
مروة: انا جبتلكو رنجة على فكرة, مين الي كان طالبها ندى باين.
الاء: دا ايام ما كان ليها نفس تاكل, دلوقتي ندى ماشية على المية بس.
مروة: ليه خير؟, ايه الي حصل تاني وانا معرفش, شادي عايز يرجع ولا ايه؟.
الاء: لا , وهي دي اخبار تسد النفس برضه؟, اصلها قررت تذاكر ومتاكلش, عشان تموت يمكن تصعب عليه.
ندى: بطلي تريأة يا ست بتاعة انتي, دمك مش خفيف على فكرة.
الاء: يا بنتي دا عيل جزمة, سيبك منه , بقى يسيب امه تهزأك, مش عارف يرد عليكي هو, مش راجل دا ولا ايه؟.
قامت ندى من الصالة تقول بغضب.
ندى: انا كنت عارفة اني مش هخلص منكو.
ودخلت غرفتها, فتبعتها الاء.
الاء: انتي زعلتي يا بنتي ولا ايه؟, احنا بنهذر, انتي بتعيطي كمان.
ندى: عشان انا تعبانة, والموضوع جد مش هذار, وانتو كده بتزودو عليا .
الاء: احنا مكانش قصدنا يا ندى وانتي عارفة, وبعدين زي ما المصري قالك, الي باعك بيعيه, يعني هو حارق دمه مثلا زيك كده دلوقتي؟, لا طبعا, تلاقيه ولا على باله اصلا.
ندى: ماهو دا الي تاعبني, انا مبفكرش يا الاء الا في الموضوع دا, كل دقيقة وكل ثانية في اليوم بتموتني يا الاء, والي بيتعبني اكتر فكرة انه مش بيفكر فيا, وانه عايش حياته, للدرجة دي انا هنت عليه.
الاء: يا بنتي دا واحد اناني, وطول ما كنتي معاه كنتي تعبانة, انتي مشفتيش نفسك كنتي عاملة ازاي؟, كنتي على طول حاسة ان فيه عسكري على دماغك, للا كنتي بتخرجي ولا بتاخدي راحتك,ولا حتى بتتأخري في الكلية,وما بتلبسيش على مزاجك, شوفي دلوقتي انتي ازاي ماشية براحتك, وبتروحي وبتيجي ومحدش عاملك فيها بوليس.
ندى: ايوة عندك حق.
الاء: يلا بقى , قولي انا مش عايزاه, انا الي مش عايزاه مش هو الي مش عايزني, مكانتش الحياة معاه جنة يعني.
ندى: بس انا لسه بحبه يا الاء, انا بحبه اوي.
الاء: وقت وهيعدي وهتنسي, اسأليني انا, طارق عمل فيا اكتر من الي عمله فيكي شادي, وشفتي نسيته ازاي, بمجرد ما هتعرفي واحد تاني, وتحبيه هتنسي شادي.
ندى: واحد تاني ايه يا بنتي, انا مش ممكن اعرف حد تاني, او احب حد غير شادي.
الاء: طيب يا ستي , بس المهم تسيبك منه.
ندى: اصلك مش فاهمة, شادي دا هو الي مربيني, انا عرفت كل حاجة منه ومعاه, دا اقرب من اخواتي البنات ليا, كل حاجة حصلتلي كان هو فيها معايا.
الاء: ماهو طارق كان نفس الوضع, بس هو اخد على اني بسمع الكلام, واني على طول تحت عينه, وهو بيعمل الي هو عايزه, وجه كله فوق دماغي , وكنت انا هنا, وكان هو بيعرف عليا واحدة واتنين وتلاتة, اما خالد بقى , هو الي بيحبني, انا الي اقوى في العلاقة, عارفة انه بيموت في التراب الي بمشي عليه, بيتمنالي الرضا ارضى, عشان كده يقولولك خدي الي يحبك ومتاخديش الي تحبيه.
ندى: انا عايزة شادي, انتي عارفة انا في الاول افتكرت اننا هناخد شوية وقت بعيد عن بعض زي كل مرة, ونرجع تاني, بس المرة دي هو بعد اوي, وقسى عليا جامد, وطولنا اوي, انا بدأت اتعب متأخر, لما خلاص معادش عندي امل انه يرجعلي, انا,..انا مش متخيلة حياتي من غيره اصلا, دا هو كل حاجة في الدنيا بالنسبة لي, دنا كل ذكرياتي معاه, وكل لحظة حلوة قضيتها كان هو فيها.
وعادت للبكاء.
الاء: انسي بقى كل لحظة حلوة معاه, ودوريلك على لحظة تانية مع حد تاني, مع نفسك, اشتري نفسك يا بنتي , هو الي خسرك مش انتي.
زفرت ندى, وهي تحاول ابتلاع دموعها, وشعرت بقوة كلامها يدفعها للهدوء.
ندى: انتي عندك حق.
الاء: طبعا عندي حق, دنا خبرة يا امي.
ندى: على قد ما انا لسه بحبه اوي, انا نفسي انساه زي ما بتقولي.
الاء: اقولك, اشغلي نفسك عنه اوي, كلمي اخواتك على النت, ذاكري, اخرجي , اعملي كل حاجة هو كان حارمك منها, ولما تحسي بالفرق هتبدأي تاخدي على البعد.
ندى: بس مافيش حاجة ليها طعم من غيره يا الاء.
الاء: انسيه بقى الله يحرقه, اهو انا بتنرفز كل ما بسمع سيرته بيفكرني بطارق.
ندى: انساه....تفتكري هقدر؟؟.
********************
لس شادي في الدرس شاردا يسترق النظر بين الحين والاخر لوجه سلمى الجالسه بعيدا عنه, وقد توردت وجنتاها وهي شاعرة بنظراته تستقر عليها بين الفينة والفينة, وحاولت ابقاء تركيزها كاملا قدر الامكان مع مايشرحه المعيد, الا ان رغما عنها لم تستطع فهم كلمه واحدة مما قال حتى انتهاء الدرس, قال لها شادي وهما خارجان.
شادي: انتي مروحة على طول كده, ماتيجي نسلم على بسنت, تلاقيها واحشاكي.
سلمى: انا لسه شايفاها امبارح.
شادي: طب تعالي نشرب حاجة في اي حتة, احنا بقالنا كتير ما خرجناش سوا.
حاولت التملص من دعوته.
سلمى: معلش يا شادي, بلاش.
نظر اليها برجاء وقال.
شادي: عشان خاطري يا لومي.
صمتت سلمى وهي تحاول مقاومته, الا انها لم تستطع, فقالت.
سلمى: ماشي يا شادي.
بمجرد ان جلسا في الكافيتيريا, بادرها شادي قائلا.
شادي: لو متضايقة بلاش يا لومي.
قالت بلهجة هادئة.
سلمى: لا عادي, ليه بتقول كده.
شادي: اصل شكلك مش مبسوط.
سلمى: لا عادي يا شادي.
قال باستياء.
شادي: انتي ليه بتقوليلي شادي, ليه مبقتيش تقوليلي دودو زي زمان؟.
سلمى: عادي.
شادي: لا لو سمحتي كلميني زي ماكنتي متعودة تكلميني, احنا ايه الي اتغير بينا يا لومي؟.
نظرت اليه بحزن.
سلمى: انت عايز الحقيقة ولا ....
شادي: الحقيقة.
نظرت اليه بحزن.
سلمى: احنا بنقاوح عشان نرجع اصحاب, ومش عارفين.
شادي: انا عايز نرجع زي زمان.
سلمى: معادش ينفع.
شادي: انا عايز نرجع اقرب من زمان يا سلمى.
سلمى: اديك قلتلي سلمى اهه ومتضايقتش.
شادي: متهربيش من كلامي, انا عايز اقرب منك اكتر.
توترت سلمى.
سلمى: شادي بقلك ايه؟, احنا قلنا هنشرب حاجة ع الخفيف ونروح.
شادي: انتي بتهربي من مشاعرك ليه؟.
سلمى: وانت عايز من مشاعري ايه؟.
شادي: انا بقى في قلبي حاجة ليكي.
سلمى: انت مفيش حاجة في قلبك الا لندى وبس.
شادي: يا سلمى انا سايب ندى بقالي شهور ولا نسيتي.
سلمى: شهرين وعشر ايام.
شادي: طيب, مانتي شاطرة في العد اهه.
سلمى: انت لسه مش عارف انت عايز ايه؟.
نظر اليها بطريقة آسرة ثم قال.
شادي: تفتكري؟.
ارتعشت لدى نظرته, وقررت ان تهرب من الحديث.
سلمى: على العموم يا شادي احنا كلنا حواليك, ومش هتحس انك لوحدك ابدا, احنا كلنا اخواتك واصحابك.
امعن النظر فيها ثانية وهو يقول.
شادي: بجد؟, اخواتي واصحابي؟.
تحاشت النظر لعينيه وهي تقول.
سلمى: طبعا.
شادي: يعني هو دا اخر كلام عندك؟.
نظرت اليه بتحد وهي تقول.
سلمى: دا اول واخر كلام ياشادي, انا عمري قلتلك كلام تاني اصلا؟.
شادي: بصراحة عمرك.
سلمى: طيب ايه الي هيخليني اغير كلامي دلوقتي؟.
رد باقتضاب.
شادي: عندك حق.
سلمى: خلاص يا شادي قوم بينا نروح يلا, عشان انا زهقت.
شادي: زهقتي مني؟.
سلمى: لا زهقت من القعدة.
شادي: طب نتمشى شوية.
سلمى: ............
شادي: زي زمان يا سلمى, ...عشان خاطري, احنا بقالنا كتير متمشيناش.
سلمى:......حاضر.
*******************
دخلت هايدي غرفة هالة , فقامت من نومها , تفرك عينيها.
هالة: ايه يا بنتي؟, خير؟, هي الساعة كام؟.
قالت هايدي وهي تفك حجابها بسرعة وتعيد ارتدائه.
هايدي: اتناشر , قومي يا نسمة بسرعة هاتيلي تليفون البيت.
قالت نسمة الراقدة في سرير ندى.
نسمة: انتي يا بنتي كنتي فين لغاية دلوقتي وراجعة كده زي المسروعة؟.
هالة: هاتي بس التليفون.
قامت نسمة تحضر الهاتف, بينما قالت هالة.
هالة: انتي كنتي نازلة بشعرك ولا ايه؟, انتي عاملة شعرك ليه؟.
دخلت نسمة بالهاتف,فاختطفته هالة.
هالة: الو...ايوة يا ماما...ماهو فصل...مكنتش عارفة اتكلم يا ماما طنط كانت بتتكلم في التليفون معرفتش اكلمك.
نظرت نسمة الى هالة في قلق لكذب هايدي.
هايدي: خلاص ابعتيلي بابا يجي ياخدني..طيب...يلا باي.
نظرت اليها هالة وقد فهمت الامر.
هالة: كنتي فين يا هايدي؟, ومع مين؟.
قالت هايدي باستياء للهجة هالة المعادية.
هايدي: انا اصلا مكنتش عايزة اعرفك حاجة عشان هتعمليلي شغلانة.
قالت هالة بصرامة.
هالة: انتي رجعتي للسلاموني تاني يا هايدي؟, هو مش اتجوز؟.
هايدي: احنا اصحاب بس مش اكتر.
هالة: ورحتو فين يا اصحاب؟.
هايدي: كان مسافر وقالي تعالي معايا, نسافر ونرجع صد رد, بس.
هالة: يخرب بيتك يا هايدي, انتي مبتحرميش؟, سافرتي معاه؟, دا متجوز يا بني ادمه انتي, ولو مش متجوز , انتي متعلمتيش من الي حصلي, افرضي كان حصلتلكو حادثة, كان هيبقى شكلك ايه؟.
هايدي: انا مبفكرش كده يا هالة.
هالة: انتي مبتفكريش اصلا, السلاموني يا هايدي, برضة , انتي ايه؟, مش هتيجي الا لما تتجوزيه عرفي؟.
هايدي: هالة , انا بحبه يا هالة , انتي ليه مش فاهمة.
هالة: بس هو مبيحبكيش بدليل انه اتجوز.
هايدي: هو بيحبني, بس مش بايده.
هالة: خلاص اتفلقي, بس انسي ان انا هغطي عليكي تاني, متبقيش تتحججي بيا لمامتك بعد كده.
هايدي: مانا ياما غطيت عليكي , نسيتي؟,ولا انتي لما احتاجك ملاقيكيش.
قالت هالة باستنكار.
هالة: انا عمري ماطلعت مع عمرو على طريق يا هايدي ,وانتي عارفة كويس دا.
هايدي: طب وحكاية السجاير.
نظرت اليها هالة بغضب شديد.
هالة: دي كانت مرة واحدة كنت بجرب وانتي الي ماصدقتي واخدتيها تسلية ولا نسيتي, ايه ياهايدي انتي واخداها واحدة بواحدة, لا يا ماما انا مش زيك, وانتي عارفة كويس, وبعدين انا اتغيرت جامد, ودلوقتي كمان انا مقدرش استحمل منك الي كنت بستحمله زمان, واداري على غلطاتك الي على طول دي, ايه ياهايدي, هو فيه واحدة عاقلة تمشي مع راجل متجوز.
هايدي: يييييوة ماتفوقي بقى من الدور الي انتي عايشاه دا, انتي ايه صدقتي نفسك؟.
هالة: معلش يا هايدي, انا بقلك تاني انا مش هقدر افضل صاحبتك وانتي مبتقليش النصيحة ومصرة على غبائك دا .
نظرت اليها هايدي غير مصدقة ماتقول.
هايدي: يعني هي بقت كده؟.
هالة: ايوة, لحد ما تفوقي للمصيبة الي بتعمليها دي.
*****************
"ندى..ندى.........ندى"
توقفت ندى على مضض اثر صوت علي الذي ناداها وهو يركض نحوها .
علي: ايه يا ندى مش سامعاني؟.
ندى: لا سمعاك , منا وقفت اهه.
علي:ايه النظام؟, الجدول نزل ولا لسه؟.
ندى: جدول ايه يا بني, طلعت اشتغالة, جدول ايه الي ينزل قبل الامتحانات بشهرين دا.
علي: انتي ايه حكايتك, مش عايزة تعدي معايا خالص ليه؟, كل ما اعد في مكان تختفي.
ندى: عشان انا مش طايقاك يامصري.
علي: ماخلاص قلتلك سوري والي حصل كان اي كلام وانسي, مالك بقى.
ندى: عشان انت مستفز, عايز تعمل الي تعمله وبعدين تقول سوري وهوبا اقوم انا انسى كل حاجة.
علي: بصي يا ندى, انا قلتلك الي فيها وانتي فكري, مش عايزة انتي حرة, انا مش هغصب عليكي, وهنفضل برضه اصحاب.
ندى: ماهو احنا اصحاب مينفعش نبقى غير كده.
علي: انتي لسه بتفكري في الجزمة الي اسمه شادي؟.
ندى: لو سمحت يا مصري, انت متعرفوش عشان تشتمه.
علي: انتي حرة, انتي الي خسرانة يا ندى, انا برضة لسه اعز اصحابك, متفتكريش انك هتعرفي تخلعي مني.
ندى: انت بني ادم خنكة.
علي: بس برضة متقدريش تستغني عني.
ندى: ياربي عليك.
علي: يلا يا نودي اضحكي بقى, ومتعمليش فيلم هندي, تعالي العيال كلهم هيتغدو في تويتي تعالي نروح.
ندى: ماشي , مع اني بجد مبقتش طايقالك.
****************
انتظرت نسمة الى ان لمحت مصطفى سائرا امامها , فتبعته الى ان توقف ونادت عليه, فقال مرحبا.
مصطفى: ازيك يا نسمة اخبارك ايه؟.
قالت نسمة دون مواربة.
نسمة: انا كنت عايزة اكلمك في موضوع.
مصطفى: طبعا اتكلمي , انا تحت امرك.
نسمة: .... كنت عايزة اكلمك عن ميسون.
مصطفى: مالها ميسون؟.
نسمة: مصطفى البنت دي كويسة اوي, وانا مش عايزة انها تعمل حاجة مش من طبعها وتقولي دا عادي , واحنا مالناش اصحاب صبيان زي مانت عارف, ف..., فلما الاقي ان انتو اصحاب "عادي" احب احذرك ساعتها ان دا مش عادي , وانت لو تهمك ميسون زي اختك , ترضى اختك يكون ليها صاحب في الكلية؟.
مصطفى: احنا زمايل يا نسمة , وبعدين طبيعي ان البنت يكون ليها صحاب ولاد في الجامعة.
نسمة: معلش خدني على اد عقلي بس, ميسون بتعزك اوي, وانت لو فعلا بتعزها , خليها زمايل وبس , متخليهاش اكتر من كده.
قال مصطفى بهدوء.
مصطفى: وانا مش عايز اصلا اكتر من كده.
قالت وهي تنهي الحديث.
نسمة: جميل يبقى متفقين.
مصطفى: مسألتنيش ليه يعني؟.
توقفت بعد ان كادت تهم بالانصراف.
نسمة: ليه ايه؟.
مصطفى: مش عايز من ميسون اكتر من كدة.
قالت في حيرة مندهشة.
نسمة: ليه؟.
مصطفى: انا مش معجب بميسون يا نسمة لو كان دا قصدك ,انا معجب بواحدة تانية خالص.
نسمة: طيب ماشي منا فهمت , خلاص يبقى برضة متفقين.
مصطفى: مسألتنيش الواحدة دي مين؟.
نسمة: وانا اسألك ليه؟, انا ماليش دخل في حاجة خاصة بيك.
مصطفى: حتى لو كانت الواحدة دي انتي.
نسمة:.....................