36 و37
قالت والدة هالة بغضب.
الام: يعني ايه مش عايزة؟, انتي عايزة تجنيني؟, كل ما
يجيلك عريس ترفضي؟.
قالت هالة بوهن.
هالة: ماما, الله يخليكي سبيني في
حالي.
الام: يعني ايه؟, تقدري تقوليلي ماله اسلام؟, مش مكمل تعليمه هو
كمان؟.
هالة: ياماما انتي عايزة ترميني وخلاص؟, ايه؟, محسساني اني عنست وقاعدة
على قلبكو.
الام: الولد زي الفل , زي الفل يا بنتي , تشوفيه في الشارع كده يشرح
القلب, وانتي مافيكيش غلطة, مالك؟, حكاية رجلك دي هتجنك ليه؟.
هالة: يا ماما ,
رجل ايه وبتاع ايه ارحميني بقى, انا تعبانة ومش مستحملة.
الام: امال مالك, قاعدة
تطفشي كل العرسان ليه؟.
علا صوت هالة قليلا.
هالة: ياستي عرسان ايه وتطفيش
ايه بس, انا مش فاهمة انتو مستعجلين على ايه؟, هو انا جالي الا اتنين اصلا, انا
حيالة عندي واحد وعشرين سنة, انتو محسسني ان خلاص لو متخطبتش في الكلية
هضيع.
سمعت الام صوت الاب من الخارج يدخل المنزل, فقالت بصوت خفيض
مهددة.
الام: انا مش عايزة اسمع كلام خايب, متخلنيش اقول لابوكي, ومن هنا ورايح
, تقوليلي لما يجيلك حد, لو مكانتش ندى قالتلي مكنتش عرفت.
تمتمت هالة
بضيق.
هالة: ماهي ندى دي انا هقطع لسانها.
خرجت الام من الغرفة غاضبة,
فاعتدلت نسمة تهمس لهالة.
نسمة: انتي يا بنتي انتي, انا مرضتش اتكلم وماما هنا,
بس انا شايفة انك هبلة, ماما عندها حق, اسلام من ناحية شكله كعريس , زي
الفل.
هالة: انتو مش فاهمين حاجة يا جماعة بجد.
نسمة: لا حول ولا قوة الا
بالله, انتي قصدك ايه؟.
اعتدلت هالة وهي تقول بصوت هامس ولكن مسموع بالنسبة
لنسمة.
هالة: اسلام يانسمة مانسيش اني كنت مع عمرو, فاكرلي وهيفضل فاكرلي, اول
حاجة سألهالي كانت انتي لسه بتحبي عمرو.
نسمة: بس عمرو مات يا هالة.
هالة:
الكلام دا انا اقوله, بس مين يسمع, الي زي دا هيفضل طول عمره بيحارب خيال, ضل واحد
مش موجود اصلا , وهيهريني شك.
ودمعت عيناها وهي تقول بأسى.
هالة: الظاهر اني
فعلا مش هقدر اتجوز الا واحد من برة زي ما كنتو بتقولو, واحد ميعرفش حكايتي
القديمة, اسلام دا عارف تاريخي.
نسمة: لا حول ولا قوة الا بالله, يا بنتي
متقوليش كده.
هالة: هي دي الحقيقة يا نسمة.
نسمة: لا طبعا, انتي متعرفيش ,
انتي بتقولي كلام نظري, مجربتيش عشان تقولي.
هالة: انا مش قادرة حتى اني
اجرب.
نسمة: يا بنتي متخافيش, لو خفتي هتفضلي طول عمرك كده, اتوكلي على ربنا
ومتخافيش.
هالة: لا يانسمة, انا مش عايزة اموت تاني مع حد
تاني.
*****************
شادي: ماما , معلش ملكيش دعوة بقى.
صاح شادي
بهذا,قالت الام بهياج.
الام: يعني ايه ماليش دعوة, يعني ايه ماليش دعوة, انا الي
اقول انت تخطب ولا لا.
شادي: معلش ياماما اهي دي الحاجة الوحيدة الي مالكيش
فيها, مش انتي الي هتختاري.
الام: ندى دي انا مبحبهاش اصلا من ساعة مانت
عرفتها.
شادي: ماهو مش مهم انتي تحبيها.
الام: انت عايز تشلني؟, ابدا يا شادي
بقى, اهي ندى دي لو اخر واحدة في الدنيا مش هتاخدها.
صاح شادي بغيظ.
شادي:
ياماما ليه؟, انتي مش عايزة تعمليلي حاجة تريحني ليه؟, انتي مبتحبيش حد, لو جبتلك
ملكة جمال العالم مش هتعجبك برضة, انتي بس مش عايزة تريحيني وخلاص.
الام: انا
نفسي افهم انت مستعجل كده ليه؟, مش هتطير يعني, دي لازقة فيك زي البرغوت.
شادي:
ماما لو سمحتي متشتميهاش وبطلي تضايقيني.
قالت الام بغضب عارم.
الام: انت مش
طلعتني من الموضوع خلاص, وخليت ابوك هو الي يتصرف, خلاص يا شادي انا مالييييش دعوة
بيك, اتفلق.
شادي: بس كده هو دا الي انا عايزه منك, مش عايز حاجة تاني.
الام:
بس مترجعش تزعل بعد كده, وتقولي ياماما كان عندك حق.
شادي: ان شاء الله مش
هقول.
************************
اسلام: هالة, انتي برضة مديتينيش رد مقنع
لغاية دلوقتي, يا بنتي انتي مش صغيرة زي ما بتقولي, انتي خلاص سنة وتخلصي كلية,
وعندك 21 سنة , والي زيك بيتخطبوا والله عادي انا مش جاي اضحك عليكي انتي مش 12 سنة
وانا مش عيل بلعب, انتي مالك يا بنتي خايفة كده ليه؟.
اعتدلت هالة في كرسيها وهي
تقول.
هالة: مينفعش اخاف يعني؟, انا من حقي اخاف.
اسلام: خايفة مني؟, طيب دا
انا محدش في الدنيا حبك ولا هيحبك قدي, دانا هحبك اكتر من عمرو, انتي فاكرة ان عمرو
دا كان بيحبك ولا بيقدرك, الي بيحب حد يخاف عليه مش يضيعه منه.
تجهم وجه هالة
وقالت باستياء.
هالة: اهو هو دا الي انا خايفة منه.
اسلام: ايه هو دا؟,
قوليلي فهميني.
قالت بعصبية.
هالة: انك تفضل طول عمرك بتقارن نفسك,او علاقتي
بيك بعلاقة تانية, بسابقة ليا, غلطة انا عملتها, وواحد كان انتهى من حياتي قبل ما
حياته تنتهي, انت بتحبني اوكاي, انا فاهمة, بس انا خايفة ان طريقة تفكيرك دي تدمرنا
في يوم من الايام لو ارتبطنا, حتى لو كان عمرو موجود دلوقتي مش هو ابدا الي اتمنى
اكمل معاه حياتي.
اسلام: خلاص يا ستي, لو كانت سيرة عمرو بتنرفزك كده, مش هجيب
سيرته خالص, هو دا بقى يا ستي الي مخوفك؟.
هالة: .....يعني.
ابتسم اسلام برقة
وقال.
اسلام: يعني عايزة تبوظي الدنيا وتخليني ابعد عنك عشان شوية صراصير في
دماغك, وحسستيني اني جاي اخطب واحدة قاصر, ومزعلة الست الطيبة الي قاعدة مع مامتي
هناك دي, ومخلياها مكشرة, يا ستي طب دانا مامتي ومامتك حبو بعض وهيبقو اصحاب اهم,
مالك بقى.
هالة: ............
اسلام: بصي ياهالة, خدي وقتك يا حبيبتي وفكري,
ممم,...وابقي اسألي عني.
ضحكت هالة من الكلمة, فقال هو ضاحكا.
اسلام: اه,
اسألي عني , وابعتي باباكي زي الافلام يسأل تحت بيتنا , وخليهم يقولوله ولد بايظ ,
وخليه هو الي يرفض.
هالة: هههههههه.
اسلام: ايوة كده اضحكي, وبعدين انا مامتي
معجبة بيكي جدا, قالتلي انك كنتي حلوة زمان, بس دلوقتي بقيتي احلى.
هالة: اصل
مامتك زمان اول مرة شافتني كنت في ثانوي باين, بس كان لبسي وقتها ولا الرقاصات يا
اسلام, انا فاكرة ساعتها, حتى هي جت شدتلي البادي كده وضحكت, وقالتلي يا حبيبتي
انتي لابسه هدوم اختك الصغيرة.
اسلام: اههه, لا بس هي مش فاكرة الموضوع دا, اوعي
تفكريها الله يخليكي.
هالة: لا متخافش, انا عايزة ابقى صاحبة حماتي.
قال
اسلام بحماسة.
اسلام: حماتي؟؟؟, يعني انتي كده خلاص وافقتي؟؟؟.
هالة: عندك
مانع؟.
اشرق وجه اسلام وقال.
اسلام: انتي فرحتيني على فكرة اوي, يارب تحبيني
يا هالة.
قالت هالة بصدق.
هالة:....يارب.
******************
جلست سلمى
مع سامح وريهام في الكافية وهي مطرقة الرأس مستسلمة لافكارها, التي تمحورت في
الايام الجميلة حين كانت الجلسة تكتمل بوجود شادي قربها, ومنعت نفسها من الارتجاف
كلما ذكر سامح اسم شادي في سياق الحديث, فلاحظت ريهام صمتها.
ريهام: ايه يا لومي
مالك؟.
سلمى: مفيش يا حبيبتي.
نفث سامح دخان الشيشة وهو يقول.
سامح: لا
انتي مش في المود خالص النهاردة.
سلمى: عادي يا جماعة بجد, انا معاكو.
سامح:
انتي متضايقة عشان انتي وشادي متخانقين؟.
سلمى: لا ابدا, انا وشادي مش متخانقين
ولا حاجة.
سامح: بس انتو مبتتكلموش.
سلمى: دا مش معناه اننا متخانقين.
ظهر
في هذه اللحظة شادي مقبلا عليهم, فقال سامح.
سامح: جبنا في سيرة القط.
اختفى
الدم من وجه سلمى , وشحبت بشدة, وهي تنظر الى شادي الذي اقترب منهم ببطء.
شادي:
ازيكو.
سامح: اعد يابني , لسه بنجيب في سيرتك.
شادي: على الله
بخير.
ريهام: طبعا بخير, اخبارك ايه؟.
شادي: تمام,...ازيك يا لومي.
تمتمت
سلمى بصوت غير مسموع.
سلمى: الحمد لله.
سامح: بتعمل ايه هنا؟.
شادي: مفيش
كان المفروض اشوف ندى, قالتلي معرفش انا رايحة فين عند خالتي ولا بتاع ايه, قلتلها
طب استناكي اما تخلصي, قلت اعدي عليكو اعد معاكو شوية.
انقبض قلب سلمى حين ذكر
اسم ندى, وتأكدت انه عاد اليها.
سامح: هي هتفوت عليك يعني؟.
شادي: اهه هتفوت
عليا, يعني بذكاء اهلك كده هتفوت عليا باية, انا طبعا الي هفوت عليها.
سامح:
يعني انت ياروح امك الي هتفوت عليها بايه مانت هتدبسني اوصلك.
استغلت سلمى
انشغالهما بالحديث فحاولت التسلسل منصرفة, وهي تشير لريهام, فقال سامح.
سامح:
رايحة فين؟.
فقالت بسرعة.
سلمى: ماشية بقى عشان صدعت,شكل الشيشة
دوختني.
ريهام: قلتلك متشربش واحنا معاك.
سامح: ليه حوامل؟, ماتعدي ياختي
انتي كمان, جبتيلي الكلام.
سلمى: لا معلش يا سامح, بجد صدعت.
ريهام: طب استني
نوصلك.
سلمى: لا ملوش لزمة, باي يا سامح, باي يا شادي.
وانطلقت راكضة, فتبعها
شادي بنظره في حسرة, بينما ريهام تتبعها لتركبها تاكسي.
سامح: ايه ياد , مالك
هتموت عليها كده ليه؟.
شادي: ولا هموت ولا حاجة, بس هي البنت دي غلبانة اوي,
بتحبني بجد.
سامح: ياعم هو فيه حاجة اسمها حب, انت بتصدق.
شادي: هي عرفت اني
ناوي اخطب ندى؟.
سامح: ومين هيكون قالها, والله مجنون اصلا الي يخطب
دلوقتي.
شادي: يا سلام , يعني انت لو جاتلك فرصة دلوقتي انك تخطب ريكا مش
هتخطبها.
سامح: خطوبة ايه ياعم الحج صلى ع النبي, انا مش ناقص وجع دماغ, وبعدين
اخطبها ليه, ماحنا مقضيينها.
شادي: نعم؟, ليه ؟,هو انت مش بتحبها؟.
سامح:
بيقولولك بقى ايه, الجواز مقبرة الحب, وانا مش عايز اموت, اوجع دماغ اهلي ليه من
دلوقتي, انت بس الي عاشلي دور الحبيب, وعايز تتدبس, اتفضل اتدبس.
نظر اليه شادي
في دهشة عظيمة قبل ان يقول.
شادي: سبحان الله, انت نسخة من هاني اخويا, بس
النسخة الكبيرة المعفنة.
سامح: انا قلت برضة الواد هاني دا هو الي
بيفهم؟
شادي: والله لا انت ولا هو فاهمين حاجة.
******************
وضعت
ندى يدها في يد شادي, وهي تسير معه قائلة.
ندى: ان مش عارفة هي كانت مكبرة
الموضوع ليه, ماهي عارفة اسلام من زمان, اول مرة هتعرفه يعني, وعارفة انه بيحبها,
تاخد الي يحبها ومتاخدش الي تحبه.
شادي: انا مبيعجبنيش المثل دا, مش صح ان
الواحد ياخد الي بيحبه , لازم يكون هو بيحب الي معاه.
ندى: ازاي بقى, الي بيحب
التاني اكتر بيبقى مستعد يشيله في عنيه ومبيزعلوش, لكن لو هي اخدت واحد بتحبه اكتر,
هيطلع عينها.
قال بمكر.
شادي: ممم زيي كده معاكي؟.
ندى: يا حبيبي انا
بموووت فيك, وانت كمان بتموووت فيا.
شادي: ايوة كده.
ندى: بس بقى, ناويين
يعملو خطوبة, ....عقبالنا يا حبيبي.
قال شادي بسرعة.
شادي: قريب ان شاء
الله.
فقالت غير مصدقة.
ندى: بجد يا شادي؟.
شادي: مين عارف يا رب.
ندى:
لا والله يا شادي لانت قايل, قلتلهم في البيت ولا عملت ايه؟,قول بقى متبقاش
رخم.
شادي: فيه ايه ياندى, افرضي قلتلهم يعني هتفرحي؟.
ندى: لا, بجد , شادي,
بجد, باباك قالك ايه؟.
ابتسم شادي , وقال.
شادي: قالي لو طلعت الاول على
الدفعة في الترم الاول هنيجي نقرا فتحة.
عجزت ندى عن الحديث, وامتلأت عيناها
بالدموع, وقالت بفرحة.
ندى: بجد يا شادي؟.
شادي: بجد يا روح قلب
شادي.
ضغطت على كفه بشدة, وهي تقول.
ندى: انا النهاردة مفيش حد في الدنيا دي
فرحان اكتر مني.
&&&&&&&&&&&&&&&&
قال نسمة لندى وهما تسيران في الجامعة
سويا.
نسمة: على فكرة فيه واحدة قاعدة تبصلك من ساعة ماوقفنا, شوفي كده
يمكن تعرفيها.
التفتت ندى تنظر صوب الفتاة التي كادت تأكلها بعنينها, وقالت في
دهشة.
ندى: يااااه, دي غادة الي كانت صاحبة المصري, ايه الي جابها
هنا.
نسمة: انتي مش قلتي انها محولة من السنة الي فاتت, انا باين
شفتها في الجامعة قبل كدة.
ندى: اروح اسلم عليها ولا ايه؟.
نسمة: متتعبيش نفسك هي جاية.
اقبلت الفتاة عليهما وقالت في ابتسامة
لاذعة.
غادة: ندى , ازيك, هاي.
ندى: ازيك يا غادة اخبارك ايه؟.
غادة: ايه دا انتي حولتي معانا
هنا؟.
ندى: اه الحمد لله, سبت المنيا.
غادة: مممم, يعني هنشوفك كتير.
قالت الكلمة وكأن مضمونها " يادي
النيلة".
ندى: اه ان شاء, الله اخبارك
ايه؟.
غادة: دا علي جاي بعد شوية, هبقى اسلملك
عليه.
اندهشت ندى من الكلام, وقالت بدهشة حقيقية لم
تخفها.
غادة: علي جاي؟؟.
غادة: ايوة , اصله اشتغل هنا انتي متعرفيش ولا ايه؟, انتو
مبتتكلموش؟, اصله خلاص اشتغل وهيستقر هنا شوية, اصل احنا رجعنا لبعض انتي
متعرفيش.
قالت الفتاة كل هذا الحديث وكأنها تغيظ به ندى, وليس مجرد سرد
للمعلومات.
ندى: لا معرفش, امتى الكلام دا.
غادة: من الصيف.
ندى: طب كويس, انا فرحتلكو.
عادت الفتاة تقول بنفس الطريقة
المستفذة.
غادة: طيب يا ندى , ابقى اشوفك بقى,
باي.
ندى: باي.
قالت نسمة بعد انصراف غادة.
نسمة: ايه البت الرخمة دي.
ندى: دي؟؟, دي صاحبة المصري يا ستي, الباشا رجعلها, بعد ماكانت
دوخته و طلعت عينه, معندوش شخصية.
نسمة: شوف مين الي بيتكلم.
ندى: لا لو سمحتي , فرق كبير اوي بيني انا وشادي
وبينهم.
نسمة: ايوة ,ان علي الي هيموت عليها وانتي الي هتموتي على
شادي.
ندى: لا, انا وشادي بنحب بعض وان شاء الله ربنا يكرمه وفي نص
السنة نتخطب, بس دول معرفش ايه حكايتهم.
نسمة: وهو قاعد هنا عشانها
بقى؟.
ندى: معرفش.
نسمة: كشرتي ليه؟.
ندى: متضايقة , كده انا هرجع اشوف المصري تاني, ودا هيعمل مشاكل
مع شادي وانا كنت ماصدقت.
نسمة: يادي شادي ويادي المشاكل ويادي القرف تاي بقيتي فيه دا
بقى, انا زهقتلك.
********************
ندى: الو؟؟.
علي: ايوة, الناس الواطية, الي مبتعزمش حد على خطوبة اختها,
ومطنشين ع الاخر وبيغيرو نمر موبايلاتهم.
صاحت بمزيج من السعادة والقلق.
ندى: علي المصري.
علي: ايوة يا ندلة , يا واطية , يابق... مش عارف اقلك ايه تاني
خلصت فيكي الشتايم.
ندى: والله يا مصري....
قاطعها مهللا.
علي: والله يا مصري....ايوة...احلفى , هتقولي ايه؟, والله
ايه؟.
ندى: ايه؟, انت مالك داخل تهليل ليه من االصبح, ايوة نعم, غيرت
نمرتي, مالك, مانت كنت قافل موبايلاتك, وبعدين انا برضة الي نقلت هنا ومعرفتش حد,
...بقى اعرف من غادة انك بتشتغل هنا , مين فينا
الواطي.
علي: غادة؟؟, وانتي شفتي غادة
فين؟.
ندى: في الجامعة ياتحفة.
علي: اه صحيح.
ندى: امال انت جبتني منين؟.
علي: من مروة.
ندى: ماشي يا معلم, ولا يهمك, انت اخبارك
ايه؟.
على: واحشاااني اخر حاجة, هتكوني امتى في الجامعة يوم
الاربع.
ارتبكت ندى للحظات.
ندى: الاربع ؟,....ليه؟.
علي: عشان ابعتلك فاكس,...عشان اجيلك طبعا يا
بنتي.
ندى: تجيلي؟.
علي: مالك ياحجة اتخضيتي كدة ليه؟, مش عايزة تشوفيني
بلاش.
ندى: لا عيب يا مصري متقلش كده.
على: طيب , اشوفك الاربع الساعة اتنين, هبقى اكلمك, اوكاي, يلا
بقى امشي عشان عندي شغل مش فاضيلك انا, سلام.
ارتبكت ندى اكثر لسرعة حديثه ,وانهائه المكالمة بهذا الشكل,فقالت
بعد ان اغلق.
ندى:..........سلام.
وضعت ندى السماعة , وهي مكتئبة , لقد فرحت لاتصال علي, ولكنها
تذكرت انه لا يعرف شيئا عن رجوعها لشادي, ولا احد يعرف سوى اية, وشادي اذا علم انها
كلمته ستنهد الدنيا فوق رأسها , ماذا ستفعل.
*********************
نهر اسلام نسمة للمرة الثالثة وهو يقود السيارة , بينما هي تخرج
يدها تشير لطفل في الخارج.
اسلام: انتي يابنتي ايه؟, مبتسمعيش الكلام, بطلي تعملي باي
للعيال الصغيرة, انتي مش راكبة طفطف, دخلي اديكي دي
جوة.
نسمة: بس دا يا اسلام كميلة خالص انت مشفتوش, دا
عسل.
اسلام: يابنتي ايه اختك دي الي فاضحانا دي, مركبين عيلة صغيرة
معانا.
هالة: اتلمي يا نسمة.
نسمة: مالكيش دعوة انتي, متدخليش بيني وبين
اسلام.
هالة: يعني اطلع منها انا بقى؟؟ , ماشاء الله
عليكو.
غمز اسلام لنسمة بعينه من خلال مرآة السيارة وقال
مبتسما.
اسلام: انتي بتغيري من نسمة يا هالة ولا
ايه؟.
عقدت هالة حاجبيها في استنكار.
هالة: انا اغير؟, ليه يعني.
اسلام: واخدة بالك يا نوني, اختك بتحبني ومش عايزة
تقول.
صاحت هالة باستنكار.
هالة: اسلام.
اسلام: ايه يابنتي انتي انا بقول ايه يعني,بقول بتحبيني, هو انتي
جايباني من الشارع, دانا خطيبك يا لولو.
هالة: اسلام.
اسلام: انتي خايفة عليها تتكسف؟, دي مش قاصر على فكرة عدت ال18,
انتي مش عدتيهم خلاص يا نسمة؟.
قالت نسمة في مزاح, وهي تترجل من السيارة
خلفهما.
نسمة: اصل هالة وش كسوف.
نظرت اليها هالة في استنكار
لتصمت.
هالة: انتو ايه؟, بتغنو وتردو على بعض, اروح انا بقى وتتعشو
لوحدكو.
سارت نسمة بينهما , وهي تقول.
نسمة: بصراحة اه, انا اصلا بطفش فيكي من
الاول.
قال اسلام ضاحكا.
اسلام: ماشي يا واقعة , بس انا مش هتعشى الا مع
خطيبتي.
توقفت نسمة عن السير وهي تقول.
نسمة: كده بتبيعني اوام؟, يعني انا غلطانة اني نزلت معاكو؟, كنت
اخلي بابا يجي معاكو يعني؟.
والتفتت تقول.
نسمة: ماشي يا ست هالة, .....
وصمتت حين لمحت هالة متجمدة التعابير امام فتاة تعبر من امامها,
وذعرت حين رأت الفتاة هالة , وقالت بدهشة.
ساندي: هالة؟.
واشرق وجهها وهي تترك الشاب الذي معها وتقبل على هالة التي تجمدت
لتقبلها.
ساندي: هالة وحشتيني اوي, اخبارك
ايه؟.
وعانقتها بشدة, فقالت هالة بصوت
شاحب.
هالة: ازيك؟.
ساندي: يااه ياهالة, انا مشفتكيش من
زمان.
قالت هالة بصوت مبحوح.
هالة: ...من ساعة الحادثة.
انعقد حاجبا اسلام في دهشة وهو يهمس في اذن
نسمة.
اسلام: مين دي؟.
لم تجبه نسمة.
ساندي: اخبارك ايه؟, ايه دا انتي
اتخطبتي؟.
هزت هالة رأسها في تجمد, فابتعدت عنها الفتاة في رفق, وهي تقول
في شحوب هي الاخرى, ملقية بعينها لتنظر الى اسلام, الواقف في اندهاش
تام.
ساندي: كانت فرصة حلوة اوي يا هالة, ربنا
يهنيكي.
وانصرفت في حزن غريب, فقال
اسلام.
اسلام: انا مش فاهم حاجة, مين دي يا
هالة؟.
قالت هالة وهي كالنائمة.
هالة: دي ساندي مجدي, ...اخت عمرو
مجدي.
*******************
وقفت ندى مع علي وهي تتمزق مابين الشعور بالسعادة لمرآه وبين
القلق الذي يعتريها من رؤيا شادي لها معه.
علي: دي واطية مش عايزة تحول, مادام قاعدة مع رامي خلاص تولع
الدنيا.
ندى: ليه كده بس, خليها قاعدة معاه, ماهو كل واحد بيروح يعد في
البلد الي بيحبه فيه.
علي: قصدك ايه؟.
ندى: الناس الي سابت اسكندرية وجت تعد جمب
غادة.
نظر اليها علي نظرة غامضة.
علي: غادة؟.
ندى: ايوة غادة.
علي: هي غادة فهمتك ايه
بالظبط؟.
ندى: ليه وهو انا غبية, انا فهمت من
نفسي.
علي: انتي فاهمة اني انا وغادة رجعنا
لبعض؟.
قالت في دهشة.
ندى: امال انتو مرجعتوش؟.
ابتسم علي وهو يشيح بعينيه عنها, فدارت هي حوله تلاحق
عينيه.
ندى: لا والله لا انت قايل, انتو
مرجعتوش؟.
اشار برأسه نفيا, فقالت مقلدة صوت
غادة.
ندى: امال دي وقفت تتنفخ عليا و"اه من الصيف الي فات" وحسستني
انها خلاص اتجوزتك.
ابتسم علي, فقالت هي.
ندى: انت مرجعتلهاش ليه؟, انت مش كنت
بتحبها؟.
نظر اليها في هدوء ثم قال وهو يهز رأسه
نفيا.
علي: لا, بحب واحدة تانية.
شعرت بالقشعريرة من لهجته, وندمت لسؤالها هذا السؤال بالذات,
فقالت مغيرة دفة الحديث.
ندى: انت...انت بتشتغل فين؟.
علي: في مستشفى القوات المسلحة.
قالت بسعادة حقيقية.
ندى: بجد يا علي انا فرحنالك اوي انك اشتغلت هنا, وبعدين رجعت
لغادة مرجعتش, اوعى تخلي حاجة تضيعلك مستقبلك.
ابتسم وقال بهدوء.
علي: وانتي اخبارك ايه؟.
ندى: كله تمام.
علي: شادي محاولش يرجعلك؟.
ارتبكت.
ندى:....شادي؟......, ابدا.
علي: احسن يا بنتي انتي تستاهلي احسن منه, دا ميستاهلش لحظة
تفكير واحدة منك, الي ميقدركيش بالشكل دا ويعرف ان في ايده نعمة, يبقى ميستاهلكيش
ابدا,...فوقي لنفسك بقى, وبكرة تلاقي الي يحبك ويقدرك اكتر منه, انا فرحان اوي يا
ندى اني هرجع اشوفك كتير تاني.
قال الكلام الاخير بصوت هاديء واثق, فشعرت ندى بالذعر من مشاعرها
التي اضطربت, لقد تغير علي كثيرا, صار اكثر ثقة وهدوء, ويبدو انه لم يتجاوز رفضها
له بعد, فقالت في رأسها.
" اه لو تعرف اني رجعت لشادي, هنزل من نظرك
اوييييي"