تسلمى ي قمر لمرورك الجميل دا
يلا مع حلقه جديده
الجاى احلـــــــــى
38
**********
شهقت نسمة في دهشة وهي تضيء نور الغرفة, لتجد هالة جالسة في هدوء في احد الاركان ممسكة بهاتفها في صمت.
نسمة: بسم الله الرحمن الرحيم, انتي قاعدة كده ليه؟, خضتيني.
هالة: .....
نسمة: ايه ياهالة ماسكة موبايلك ليه؟.
هالة: اسلام يا نسمة , مش عاجبني من يوم ماكنا برة سوا.
جلست نسمة بجانبها وهي تقول.
نسمة: ليه يا بنتي, ماهو جالنا بعدها, وكان عادي جدا , ايه المشكلة؟.
هالة: لا مش عادي, انتو بس مخدتوش بالكو, اسلام بقى مفتعل كده وبيكلمني ع القد, ومش مستريح ولا مريحني.
نسمة: طب تفتكري ليه كده؟.
هالة: ....من يوم ما شفنا ساندي.
نسمة: لا يا شيخة متقوليش كده حرام عليكي, اسلام اعقل من كده.
هالة: لا يا نسمة, انتي متعرفيش اسلام, انا قلت الموضوع بتاع عمرو دا ماتنسيش اصلا, وكان عندي حق, اسلام مش هو من ساعتها.
نسمة: طيب...طيب ماتصارحيه.
هالة: مينفعش, لو صارحته يبقى الموضوع بجد كان فيه حاجة, وانا لسه بفكر فيه, ولو استنيته ينطق انا هموت.
نسمة: والله لو مكانش متفاهم وهيتعبك بالشكل دا يبقى نصيب ربنا بقى يا هالة.
هالة: بس انا بحبه يا نسمة, بحبه بجد, مقدرش اسيبه.
صمتت نسمة في حيرة ثم قالت.
نسمة:....... بجد مش عارفة اقلك ايه.
******************
اية: يعني المصري ميعرفش انك رجعتي لشادي؟.
ندى: لا.
اية: ولا شادي يعرف ان بتكلمي المصري؟.
ندى: لا.
اية: يخرب بيت دماغك, انتي هتضيعي نفسك على فكرة.
ندى: معرفش بقى , اهو الي حصل, انا معرفش ايه الي خلاني مقلش لعلي اني رجعت لشادي, وخلاص معادش ينفع ارجع في كلامي دلوقتي.
اية: انتي بتلعبي بالنار, هيحصلك مصيبة على فكرة.
ندى: يباي, انتي ليه كده, بقلك محدش يعرف اني بكلم المصري الا انتي, حتى اخواتي, وهما مالهمش علاقة بشادي.
اية: يا بنتي انتي خلاص, كلها 3 شهور وشادي يجيب تقدير ويجي يخطبك, بتتغابي ليه قبل الموضوع ما يتم, عايزة تبوظي كل حاجة.
ندى: شوف مين الي بيقولي , يعني انتي اصلا مكنتيش طايقة شادي.
اية: مكنتش طايقاه عشان مكانش مبين انه ناوي جد معاكي, لكن هو دلوقتي قالك
انا جاي , واداكي وقت قصير, مش قادرة تصبري على نفسك, انتي فاكرة ان شادي
لو عرف هيسيبك تبقى صاحبة المصري لو اتخطبتو؟, ولا فكرك ان انتي والمصري
ممكن ترجعو اصحاب تاني اصلا, بقى بالله عليكي مش حاسة ان بينكو حساسية
اكتر من الاول.
ندى: لا بالعكس انا تقريبا نسيت الي كان حاصل.
اية: وايه ضمنك ان هو نسي؟, هو مش قالك انا مرجعتش لغادة, انا بحب واحدة
تانية؟, جابلك سيرة التانية دي من ساعتها؟, مش لو كنتو اصحاب بجد زي ما
بتقولو كان حكالك عليها, دا اذا ماكانتش انتي اصلا.
ندى: لااا انتي اكيد هبلة, انا مين يا اية, بقلك مبيكلمنيش في حاجة خالص.
اية: عيبك انك غبية, علي يا بنتي بيتعلم من اخطائه, عارف ان هو لما صارحك
اول مرة انتي بعدتي عنه, لو كلمك تاني هتضيعي منه بقى المرة دي على طول,
لو عايزك بجد , هيصبر عليكي, بس هيبقى كأنه صاحبك قدامك.
قالت ندى في غير تصديق.
ندى: لا اكيد محصلش دا, انتي هبلة, مينفعش اصلا.
اية: مينفعش ليه بقى ان شاء الله, محرم؟؟, اخوكي ؟, خالك؟, عمك؟.
ندى: بصي يا اية, انا فرحت لما المصري رجع يكلمني تاني من غير حساسيات,
فمتبوظيش عليا الدنيا, وبعدين انتي محموقة عشان بتحبي المصري اكتر من
شادي, مش بعيد تكوني بتقوليلي كده خايفة عليه هو مش عليا.
اية: انا قلتلك الي انا شايفاه وانتي افهميها زي ماتفهميها, بس انا بحذرك يا ندى, انتي هتضيعي نفسك.
ندى: لا ان شاء الله مفيش حاجة.
*****************
نظرت هايدي الى اسلام بخبث, قبل ان يلمحها تدخل الجيم بهدوء, فبادلته نظرة
مملوئة بالعداء, فلم يشح بعينيه عنها بعد ان رآها, وتجهم وجهه, لقد كانت
تسير مع ساندي, شعر بالغضب يملؤه, انه لم يهدأ له بال اصلا منذ ان رأى
الفتاة تعانق هالة, ورأى وجه هالة يتلون بالثلج بعد مقابلتها لها, انها لم
تنس عمرو, ولن تنساه, لم يمنعها حبه من نسيان الماضي, او بالاحرى لم يمنعه
هو حبها من نسيانه.
هايدي: هاي.
قال اسلام من بين اسنانه.
اسلام: اهلا.
هايدي: كويس انك موجود, اصل احنا كنا جايين نحجز, وقالولنا ان راندا عندها
كله كومبيليت فكنت عايزاك تكلمهالنا تحطنا معاها في اي مجموعة.
نظراليها مغتاظا من لهجاتها الخبيثة.
اسلام: طبعا يا هايدي, دا البيت بيتك, انتي واصحابك.
هايدي: اه صحيح, نسيت اعرفك, ساندي.
اسلام: ما احنا اتشرفنا قبل كده.
قالت ساندى بوجه كالورقة.
ساندي: انت خطيب هالة, مش كده.
اسلام: ايوة.
ساندي: اهلا.
واستدارت تدخل مكتب الاستعلام في سرعة تاركة هايدي مع اسلام واقفين بمدخل الجيم ,فقال اسلام لهايدي بسخرية.
اسلام: انتي مش كنتي الاسبوع الي فات بالحجاب؟, ايه الي حصل؟, ولا انتي بتلبسيه اتنين وخميس بس.
نظرت اليه هايدي بلا مبالاة وقالت.
هايدي: اخبار هالة ايه؟.
قال اسلام بعداء واضح.
اسلام: كويسة طول مانتي بعيد عنها.
قالت بعصبية.
هايدي: انت فاكر انك خلاص كده بقيت مع هالة؟, انا هالة بتاعتك دي اعرفها
اكتر من 10 سنين , ومحدش هيحبها زي ماكنت بحبها ولا حتى انت شخصيا, هي بس
الي اتغيرت وعايشة في الدور شوية وانت مصدقها.
هتف بها اسلام.
اسلام: بقلك ايه يا هايدي, انسي بقى هالة وطلعيها من دماغك, انتي كنتي
مرحلة وسخة في حياتها , واتقطعت الحمد لله, واديكي لقيتيلك واحدة تانية
تشتغليها, بس ابعدي عنها بقى انتي وعيلة مجدي كلها.
قالت هايدي مدافعة عن موقفها.
هايدي: انت لا هتقدر تاخد مكاني ولا مكان عمرو في حياتها, واديك شايف بنفسك.
قال اسلام متصنعا البرود.
اسلام: انتي للدرجة دي فاضية ومش لاقية حاجة تعمليها؟, فقاعدة تدوري على
حاجة تبوظي بيها حياة اصحابك القدام, روحي يا هايدي, روحي شوفيلك حاجة
تشغلك وابعدي عنا بقى وريحي دماغك.
نظرت اليه هايدي بغضب, ثم استدارت عنه محتقنة الوجة, بينما حافظ هو على
قناع البرود على وجهه وان كان قلبه يشتعل اشتعالا من الغيرة, لقد سمع قول
هايدي, وادرك جيدا انه لازال يحارب ذكرى عمرو في قلب هالة, وان كانت لا
تبدي هذا له, واكد الكلام مخاوفه, وشعر بالغضب يسيطر عليه, واستسلم تماما
لافكاره السوداء.
*******************
ندى: ايه ياشادي؟, قاعدة من الصبح بطلبك, مبتردش ليه؟.
شادي: نايم مقتول يا ندى على اخري, مش عارف انا ازاي نمت على المشروع بالمنظر دا, انا مطحون ع الاخر.
ندى: معلش يا حبيبي استحمل.
شادي: ماهو انا لازم اطلع الاول الترم دا ياندى, انشالله الترم دا بس,
عشان بابا يعمل الي قالي عليه وخلاص, منا مبقاش ماشي كويس بقالي اربع سنين
واجي افوت في السنة المهمة.
ندى: للدرجة دي بتحبني يا شادي يا حبيبي.
شادي: امال انا بعمل دا كله عشان مين.
ندى: ان بحبك اوي اوي اوي, انا مش عارفة حياتي من غيرك ممكن تبقى عاملة ازاي.
شادي: ان شاء الله مفيش ثانية جاية هتبقى من غيري اصلا, ولا انتي ناوية؟.
ندى: اخص عليك يا حبيبي متقلش كده.
شادي: انتي نازلة مع اية النهاردة؟.
ندى: ايوة يا حبيبي.
شادي: ندى, مابلاش تدخلي سينما.
ندى: ليه كده بس ياشادي, احنا مش كنا اتفقنا يا حبيبي, والله ما هنتأخر,
احنا هندخل بدري, وبعدين انت عارف احنا مش هنبقى بنات كتير, يعني شكلنا مش
هيبقى ملفت, ومروة جاية من اسكندرية مخصوص عشان تخرج معانا وعايزة تدخل
معانا الفيلم ,احنا متجمعناش من زمان, وصدفة ان اية والاء كمان هنا,عشان
خاطري ياشادي, عشان خاطري.
شادي: .........خلاص ياندى, بس متتأخريش, ولو عرفتي تحجزي كرسي فاضي جمبك احجزي , وخدي بالك من نفسك.
ندى: حاضر يا حبيبي.
شادي: وابقى كلميني اما توصلي, ولو معرفتيش تروحي كلميني اجي اخدك عشان النهاردة فيه ماتش, والله ماكنت عايزك تنزلي يوم الماتش دا.
ندى: خلاص بقى يا دودو.
شادي: خلاص يا ستي, خدي بالك من نفسك.
ندى: حاضر يا حبيبي.
********************
جلست ندى في السينما تراقب الفيلم في اهتمام بينما مروة تتحدث في الهاتف بصوت خفيض.
مروة: ايوة ايوة, لا طبعا محجزتلكش..... طيب استنانا برة....يعني ايه مش
هتعد كل دا مستني....طب اقطع تذكرة وادخل....طب يعني انت شفت الفيلم سيبني
اشوفه بقى.......يعني ايه...هتدخل....طيب ....مستنيينك.
همست ندى.
ندى: مين دا الي جاي؟.
مروة: دا المصري.
اختفى الدم من وجه ندى, وغصت بالفيشار الذي تأكله وسعلت مرتين قبل ان تقول فضربت ايه على ظهرها وهي تقول.
اية: مالك يا بنتي هتموتي كده ليه؟.
التفتت اليها تهمس بوجه محتقن هذه المرة.
ندى: علي جاي.
اية: بجد ؟, طب كويس.
ندى: كويس ايه انتي كمان, بقلك جاي يتفرج معانا على الفيلم, انا حالفة ايمانات الله لشادي ان مفيش معانا صبيان في الخروجة.
اية: طب ونعملك ايه يعني, ماهي مروة متعرفش ان فيه شادي , ولا الاء, ولا المصري نفسه, هتقوليلهم ميجيش ليه بقى.
ردت ندى بخوف.
ندى: معرفش.
اية: عادي يا بنتي, ماهي مش مشكلة, يعني هتعملي ايه يعني, يعني هو شادي
واقفلك برة, دا تلاقيه قاعد يتفرج على الماتش, ومش في دماغه انتي خالص.
ندى: ربنا يستر, انا قلقانة اوي ومش مستريحة يا اية.
اية: طب هششش بقى عشان علي داخل اهه.
اقترب منهم خيال علي في بطء, واتخذ مجلسه بجانب مروة, وسلم عليهن, ثم اكملوا مشاهدة الفيلم في صمت.
قال علي اثناء خروجهم من الفيلم وهو يقترب من ندى.
علي: انتي مكنتيش مركزة ليه في الفيلم يا ندى؟, كنتي سرحانة.
حاولت السير مبتعدة عنه في قلق وهي تقول.
ندى: اصل انا كده لما بركز.
عاد علي ليقترب منها قائلا بمزاح.
علي: دا على اساس اني مدخلتش معاكي سينما قبل كده وعارفك.
قالت مروة بلؤم.
مروة: وانت بقى كنت بتتفرج على الفيلم ولا على ندى؟.
شعرت ندى بالحنق لتعليق مروة.
ندى: اصله فاضي.
بينما خرج الجميع وتوقفوا امام باب الخروج , ليجدوا زحام .
علي: الله يخرب بيت الماتش على الزحمة.
اية: صحيح يابني انت مش ولد برضة وليك في الماتشات, ايه الي جابك.
علي: انا قلت كده كده هعرف النتيجة, وبعدين انا مفوتش سينما انتو متجمعين
فيها ابدا زي زمان, وهو فيه احلي من السينما وهي فاضية,.....كابتن هو مين
الي كسب؟.
صاح الشاب الذي سأله علي وهو يركض بسرعة مهللا.
الشاب: الاهلي طبعا يا ابو الكباتن... الكبير كبييييير.
اية: ييييييييه.
علي: ايه؟, احنا هنغلط في الاهلي؟.
اية: انت ليك عين تتكلم اصلا وانت متفرجتش ع الماتش.
بينما اخرجت ندى هاتفها المحمول الذي سمعته بصعوبة لتجيب, محاولة الاستماع رغم الصوت العالي لمشجعين الاهلي بجانبها.
ندى: الو....ايوة مين؟.
شادي: مين ايه يا بنتي انا شادي.
ندى: شادي؟,....الرقم مظهرش عندي , الشبكات داخلة في بعضها باين عشان الماتش.
شادي: انتي فين؟.
ندى: انا...انا قدام السينما.
شادي: مانا كمان قدام السينما, انا كنت بتفرج ع الماتش في الكافية جمبكو
قلت اعدي عليكي اروحك, لان مش هتعرفي تمشي من الزحمة,....انتي فين انا مش
شايفك,,....لا استني خلاص انا اهه شفتك...................ندى..........هو
المصري دا الي واقف جمبك؟.
وسقط قلب ندى في قدميها.
نظرت ندى
في حسرة الى شادي الذي استدار دون ان ينطق بعد ان تسمر قليلا, ثم شرع في
الانصراف, ولم تستطع حتى النطق وهي لا تزال ممسكة بالهاتف على اذنها بعد
اغلاقه الخط, وتجمدت للحطات عاجزة عن التفكير والحركة, ثم تحررت اخيرا من
جمودها لتركض صوب المكان الذي كان فيه مخترقة الزحام حولها, لتختفي في
لحظة من امام اصدقائها.
اية: ايه يا بنتي انتي فيه ايه,.....ندى,.....يا ندى.
الاء: مالها دي جريت كده ليه زي المجنونة؟.
بينما قال علي في هدوء.
علي: هي قالت شادي وهي بتجري....ولا انا سمعت غلط؟.
بينما انطلقت ندى تركض محاولة اللحاق بخطوات شادي المسرعة حتى لحقت به.
ندى: شادي شادي....عشان خاطري تقف.
قال شادي باقتضاب عاقد الحاجبين كاظما للغيظ وهو يضغط على الكلمات.
شادي: ارجعي ياندى لاصحابك.
قالت برجاء تكاد تبكي.
ندى: لا يا شادي, بالله عليك تسمعني دا مفيش حاجة, دا هو جه صدفة والله العظيم صدفة.
توقف للحظة وصاح بها.
شادي: علي الي في اسكندرية جه صدفة في السينما الي انتي فيها, مختوم انا على قفايا, غوري من وشي يا ندى لحسن والله ماهسيطر على نفسي.
قالت برجاء شديد.
ندى: والله العظيم, والله العظيم ما كنت عارفة انه جاي, والله العظيم جاي صدفة, والله العظيم....
شادي: اخرسي بقى, انتي خنقتيني منك ومن غلطاتك الي مش باينلها اول من اخر,
كل مرة اقول هتتنيلي تتعدلي فيها ترجعي تستعبطيني تاني, وانا زي الاهبل كل
مرة بصدقك, بس انا ابقى عيل لو شفتي وشي تاني.
صاحت ندى وهي تبكي بالفعل.
ندى: لا يا شادي, اوعى تسيبني دانا اموت والله يا شادي, انا عمري ما كدبت
عليك من ساعة اخر مرة اتخانقنا, انا اصلا مقدرش اكدب عليك,انت مش مصدقني
ليه, انا والله العظيم ماكنت عارفة خالص انه جاي, فعلا كانت صدفة.
قال محاولا تمالك اعصابه امام رجائها.
شادي: طيب يا ندى امشي بس من وشي دلوقتي عشان انا عفاريت الدنيا كلها
بتتنطط قدام عنيا, فاشتري نفسك وابعدي عني بدل ما اقول او اعمل حاجة
تزعلك, امشي ياندى.
قالت ندى بعناد باك.
ندى: وانا بقى مش همشي.
شادي: خلاص يبقى همشي انا.
جزبته ندى من ذراعه توقفه , وهي تقول.
ندى: لا يا شادي اقف, واسمعني , انت ليه مش مصدقني.
عاد ليصيح.
شادي: عشان انا خلاص مبقتش عارف صدقك من كدبك.
ندى: انت متأكد ان انا بحبك.
شادي: والي بيحب حد بيخبي عليه يا استاذة ندى؟, ولا بيكدب عليه , ولا انتي
اخدتي على كده من كتر ما بعديلك, وانتي من يوم ما عرفتك مبطلتيش كدب يا
ندى.
صاحت ندى بصوت متقطع من شدة البكاء وهي ترجوه.
ندى: انا بكدب؟,انا بكدب؟, امتى كدبت عليك, الا هي مرة واحدة, وعاقبتني
عليها وذلتني كأني عمري ماعملتلك حاجة حلوة, انا المفروض تصدقني من غير ما
احلفلك, انا على اطول بسامحك وانت على طول ظالمني.
شادي: ايوااااااه ابدأي الافلام بتاعتك, وعيطي وهللي , انا مبقاش يدخل عليا الكلام دا خلاص.
ندى: انا بعيط وبهلل, انت ظالمني ومش عايز تسمعني حتى, وانا قاعدة بذل
نفسي ولسه بتحايل عليك , وانت بتننطط عليا عشان انت عارف اني بحبك.
شادي: بس يا ندى , انتي اخر واحدة تنطق عن الحب, عشان انتي لا تعرفيه ولا
حستيه, امشي يا ندى من قدامي, امشي لحسن انا قرفان منك امشي, او سبيني
امشي.
شعرت ندى بدموعها انهارا تنساب على عينيها, وهي لا تستطيع رد اهانات شادي لها, وعلى الرغم من كرامتها المجروحة قالت بألم.
ندى: يعني خلاص مش هتسمعني.
لم يجبها شادي بل تركها وانصرف كالاعصار, فشعرت هي بالذل والحزن يكادا يقتلانها.
*****************************
جلست نسمة بين اسلام وهالة في حرج, وهي تشعر بالتوتر السائد بينهما والصمت
الذي كان لا يقطعه الحديث الا نادرا, وشعرت بكل منهما عكر المزاج, دون
ابداء الاسباب, فقالت محاولة المزاح.
نسمة: وحدوووه.
قال الاثنان في جدية.
هالة-اسلام: لا اله الا الله.
نسمة: ايه ياجدعان احنا شوية كده ويطردونا عشان مخروسين, ماتتكلمو, بتبص
على ايه انت ياعم الحج, ايه ؟, كليبات؟, مش عيب وجمبك مزة زي القمر, بدل
ماتعد تعاكسها.
قال اسلام بدون مزاج.
اسلام: ودا اقصدك بقى ان المزة دي انتي؟.
نسمة: دا بغض النظر يعني عن اني احلى واحدة في الكافيه اصلا, بس فيه هالة برضة ماتكلمها مالكو ساكتين ليه, انتو مملين اوي النهاردة.
هالة: مالنا يا بنتي ماحنا كويسين اهه.
نسمة: لااا دانتو غلسين بجد, انا هطلع اعد مع اصحابي فوق, لما تيجو تروحو رنو عليا انزلكو, بس اوعو تضربو بعض لما اسيبكو.
هالة: انتي هبلة يا بنتي, ماحنا كويسين, انتي الي عايزة تروحي تعدي مع اصحابك ماتوجعيش دماغنا بقى.
قامت نسمة وقد شعرت بعصبية اختها وتوترها,وهي تقول.
نسمة: طيب طيب يا ستي, يعني افهم ان انتو بس مكسوفين مني, طيب هقوم عشان تحبو في بعض براحتكو.
وقامت تنصرف و في نيتها ان يختلي كلاهما ببعضهما البعض عسى ان يتصارحا,
فساد الصمت بعد انصرافها ايضا, وشعرت هالة بالضيق من صمت اسلام, انه متغير
تماما و لايبدي اي مشاعر من اي نوع,لا غضب ولا حب ولا اي شيء, فقط تلك
اللامبالاة التي صارت تخنقها.
وبعد استمرار الصمت حتى بعد انصراف نسمة, قررت هالة ان تتحدث بما يضيق صدرها, فقالت مباشرة باقتضاب لاسلام المتشاغل بمتابعة التلفاز.
هالة: عاجبك اوي؟.
التفتت اليها وقال بهدوء بارد.
اسلام: ايه يا حبيبتي؟.
هالة: ايه الي ايه يا حبيبتي, انت جاي عشان تتفرج على التليفزيون ولا ايه؟
, لو كان كده احنا برضة عندنا تليفزيون في البيت كان ممكن نكمل القعدة
هناك.
اسلام: فيه ايه ياهالة؟.
هتفت به بعصبية .
هالة: انت الي فيه ايه ؟, مالك كده بارد ومش مريحني.
اسلام: ايه يا هالة بارد دي, حاسبي على كلامك, خدي بالك انتي بتقولي ايه.
هالة: بقول ان انت مش طبيعي, مقلوب عليا وانا مش عارفة ليه؟, يعني لو بتعاقبني على حاجة ياريت تعرفني هي ايه.
قال بقلق في داخله وان لم يبده على ملامحه.
اسلام: ايه الي خلاكي تقولي كده؟.
هالة: تصرفاتك كلها بتقول كده, لو كنت ضايقتك في حاجة افتكر من حقي اعرفها.
اشاح بوجهه عنها وهو يشعر بالرغبة في مصارحتها ,وقال.
اسلام: مفيش حاجة يا هالة.
هالة: يعني هو الحل كده خلاص, تدور وشك وتسيبني اخبط دماغي في الحيط.
عاد يقول متظاهرا بالهدوء.
اسلام: يعني اعملك ايه يعني ياهالة؟.
هالة: قولي انت مالك, بقالك اسبوعين مش معايا خالص, معايا ومش معايا, لما انت متضايق من وجودي اوي كده بتعد معايا ليه.
اسلام: ايه الي يخليكي تقولي كده؟.
هالة: اسلام...بطل تلف وتدور, متخنقنيش لو سمحت, انا واحدة عصبية وانت بتتبارد عليا, ممكن تقولي مالك يا اما تروحني.
صمت اسلام ينازع نفسه ,وشعر بالرغبة في ان يخبرها كم يحبها وان مايقلقه
انها قد تكون لازالت عالقة بحب عمرو مجدي كما اكدت له هايدي, ثم قرر الا
يخبرها, وكيف عساه يخبرها بانها تحب شخصا اخر, وكل شيء حولها يدل على ذلك,
وشعر بانقباض في قلبه, انه يحبخا بشدة ,وارتجفتا شفتيه وهو ينظر اليها في
حب, ثم اختفت تلك اللمحة وحل محلها البرود الذي رسمه عليه, وقال.
اسلام: مفيش حاجة يا هالة.
صمتت هالة تنظر اليه بغيظ ووجهها يشتعل احمرارا من الغضب, ثم قالت.
هالة: يعني هو كده؟,...خلاص يا اسلام, روحني.
وقامت دون اي كلمة اضافية , متوجهة الى السيارة تاركة اياه في بحر من الاضطراب والالم.
**********************
قالت ندى بصوت متحشرج في التليفون.
ندى: الو.
علي: ايه يابنتي مشيتي كده , لا سلام وكلام ايه الي حصل؟.
قالت بضيق.
ندى: مفيش ياعلي.
علي: مفيش ايه دانتي معيطة جامد اهه, ايه الي حصل؟.
ندى:............
صمت علي للحظة قبل ان يقول بهدوء.
علي: شادي؟.
ندى: ..........
علي: انتو رجعتو لبعض من امتى؟.
سمع صوت نهنهاتها دليلا على معاودتها البكاء في صمت.
ندى: ومقلتليش ليه يا ندى؟,...... احنا مش اصحاب؟.
ندى: ........... مفيش حاجة يا مصري , خلاص , معادش فيه.
وفكرت "ارحمني مش كفاية انت انت السبب".
قال علي بنفس الهدوء الغريب الذي يتحدث به.
علي: على العموم يا ندى انا كنت فاكر اني صاحبك, واني قريب منك اكتر من
كده, بس مادام بتعتبريني غريب بالشكل دا, انا هضطر اسحب نفسي من حياتك
لغاية ما تعرفي انا ايه بالنسبة لك, لان شكلك لسه مش عارفة.
عادت ندى تبكي بقوة, والام يمزق قلبها.
ندى: علي, بالله عليك انا مش ناقصاك خالص.
علي: انا عارف يا ندى, بس كان لازم احط شوية نقط على الحروف قبل ما امشي, سلام ياندى.
صاحت.
ندى: باي.
واغلقت الهاتف والقت به على السرير في عنف, وهي تعاود البكاء, وتهتف.
ندى: هو انا ناقصاك انت كمان.
اعتدلت هالة عن سريرها ,وهي تقول بهدوء وبوجه شاحب.
هالة: ماخلاص بقى يا ندى, ماانتي الي غلطانة, وشادي عنده حق.
صرخت ندى وهي تدور في الغرفة.
ندى: لا ياهالة شادي هو الي بقى بيستهبل, انا معملتش حاجة, هو الي بقى
بيتللكلي , انا مش طايقاه انا بكرهه, مش عايزة ارجعله, انا ؟؟,انا يذلني
بالشكل دا؟؟, اجري وراه في الشارع واتحايل عليه , وهو ولا هو هنا.
قالت هالة وهي تتنهد محاولة اخفاء المها هي الشخصي.
هالة: انتي الي ذالة نفسك عليه من الاول .
ندى: بس مش هيحصل تاني ابدا, والله يا شادي بحق ماانت جارحلي كرامتي بالشكل دا انا مش عايزاك تاني ابدا.
دخلت نسمة من باب الغرفة في سرعة تقول.
نسمة: انتي يا مجنونة انتي يالي صوتك عالي, بابا لو خرج من الحمام هيسمعك, اسكتي.
ندى: الي يسمع يسمع انا خلاص مبقتش طايقة حد.
وخرجت من الغرفة طارقة الباب خلفها بعنف.
نسمة: البت دي خلااااص شادي مسحلها دماغها.
قالت هالة بهدوء.
هالة: ربنا يهديها.
فالتفتت نسمة الى وجهها الشاحب وقالت.
نسمة: مش هتقوليلي بقى ايه الي حصل .
هالة: والله يا نسمة ماحصل حاجة, هو مقاليش حاجة انا اتعصبت وسبته, خلاص اسلام بقى حاطط بيني وبينه سور, ومش ممكن هنعديه ابدا.
نسمة: لا اله الا الله, طب وايه الحل؟.
هالة: الحل وحش اوي يانسمة, وحش اوي.
نسمة: لا ان شاء الله مايكون هو دا الحل ابدا.
هالة: اسلام مش هيريح نفسه ابدا, وهيفضل بارد معايا كده معرفش لامتى, انا
قلبي واجعني اوي يا نسمة ومش قادرة افكر اصلا, وندى معصباني بالي هي قاعدة
تعمله دا.
نسمة: ندى اصلا مبقتش شايفة الا نفسها, ربنا يستر عليكي انتي يا هالة يا حبيبتي.