ربنا يكرمك ي زيزو
يلا ي قمامير ندخل ع الجديد
62 و 63
***********************
هايدي: انا مخنوقة اوي من حياتي يا نسمة, عارفة الكلمتين الي قالهملي علي دول وجعوني اوي, هو اكيد مكانش قصده, بس عارفة تحسيه كان بيرفضني بالذوق, انا حسيت اني رخيصة اوي, واني كنت بحدف نفسي عليه.
نسمة: يعني انتي حاسة باية دلوقتي؟.
هايدي: انا مش حاسة بحاجة, انا قرفت, قرفت من كل حاجة, من الولاد والخروج ومن اصحابي ومن الدنيا, انا مش عارفة ربنا سايبني كده ليه؟.
نسمة: استغفر الله العظيم, ايه يا بنتي الي بتقوليه دا, انا قلتلك الكلام دا ميت مرة من زمان, انتي الي مصدقتنيش, قلتلك الي بيحصلك دا كله والدنيا الي واخداكي وكل الي بتعمليه دا مسيرك تزهقي, انتي فاكرة انك كده مبسوطة عندك شلل اصحاب, وكل يوم في حتة شكل, ومسافرة من مكان لمكان, واللبس واللف بالعربية, كل الحاجات دي حلوة بس فيه حدود وفيه اهداف تحطيها , وفيه حقوق ليكي وحقوق عليكي يا هايدي.
هايدي: بس انا كنت فاكرة ان الي بعمله عادي, مانا كل اصحابي كده, وماما عمرها ماقالتلي انتي بتعملي ايه.
نسمة: بس انتي كنتي من جواكي حاسة ان فيه حاجة مش مظبوطة.
هايدي: انا زعلانة اوي, انا نفسي ماكنتش اعرف الولاد دول كلهم, نفسي ماكنش قابلت حد فيهم, انا كان نفسي ابقى زيك, انا بحسدك اوي يا نسمة , انتي بتحبي عمر بجد وهو كمان بيحبك, انا مفتكرش ان بقى عندي روح احب تاني خلاص, انا على قول كريم اشهر من نار على علم, ونمرتي بتيجي من مجلة النجوم, متتخيليش يانسمة كريم دا كلامه عمل فيا ايه, انا قرفانة من نفسي بشكل.
نسمة: بصي ياهايدي انتي محظوظة ياحبيبتي , بنات كتير كانو زيك ومجاتلهمش الفرصة يكتشفو ان الي كانو فيه غلط, وفضلو في التوهان دا كتير, انتي المفروض تحمدي ربنا ان انتي عرفتي دلوقتي ان كل دا مالوش لزمة, انا بقول انتي لازم بقى تصلي ركعتين شكر لربنا يا هايدي, اللي انتي فيه دا نعمة مش حاجة وحشة.
*********************
سلمى: انا اسفة يا شادي, انا مكنتش اتمنى اني اكون سبب مشكلة بينك وبين ندى.
شادي: يا لومي مش انتي السبب, المشاكل الي بيني وبين ندى كتيرة واسبابها كتير مش انتي بس.
سلمى: برضة انت غلطان ياشادي مقلتلهاش ليه؟, الموضوع مفيهوش حاجة يعني.
شادي: انتي ليه مصرة تتكلمي عن المواضيع دي, يا لومي احنا خارجين من المكتب عشان نغير جو, تقومي تفكريني وتخنقيني.
سلمى: انا اسفة يا شادي, اصل انا حاسة بالذنب, يعني لو ممكن اروح افهمها......
قاطعها بحدة.
شادي: تفهمي ايه يا شيخة, انتي بتفهمي عربي يا سلمى, بقلك ندى مش شايفة قدامها, قاعدة بتشوط وبس .
قالت باستسلام.
سلمى: المهم انت متضايقش نفسك.
شادي: انا مش متضايق, انا بس متضايق عشانها, هي حامل ومينفعش الي بتعمله كده, كله على اعصابها بالشكل دا.
وصمتا لفترة فقالت هي محاولة تغيير مجرى الحديث.
سلمى: انا معجبة اوي بفكرة المكتب, انا معاكو من الالف للياء طبعا, ايه يعني الصبح في الشركة وبالليل ابقى معاكو, لغاية بس مايقف المكتب على رجليه, وبعدين نبقى نسيب الشغل, مش زي ما المجنون وليد هيعمل, هيسيب الشركة ويتفرغ ليه.
شادي: انا شايف ان وليد عنده حق, لازم يكون عينه على ماله عشان يشتغل ويحط كل مجهوده فيه, هيسيب شغله عشان يركز في حاجة واحدة, لان صاحب بالين كداب.
سلمى: وانت هتعمل ايه؟.
شادي: لا طبعا مقدرش اسيب دلوقتي, انا عندي مسؤليات و البيبي الي جاي دا مش عارف والله هعمله ايه, احنا اخر فلوس معانا حطيناها في المكتب, والعربية ماما جابتها.
سلمى: يابني متحسبلهاش, الولاد بيجو برزقهم وببركتهم.
نظر اليها قليلا قبل ان يقول.
شادي: انا كان نفسي تكوني انتي وندى اصحاب, انتي واحدة كويسة اوي.
سلمى: يوووووة بطل بقى, واحدة كويسة واحدة كويسة, وهو انا كنت قلتلك اني مش كويسة.
"لا مش ممكن, اخر اتنين كنت اتخيل اشوفهم ابدا في حياتي".
قاطعهما صوت ساخر مهلل, فالتفتا ليجداه سامح صديقهما العتيد.
شادي: لا مش ممكن سامح.
قبل سامح شادي, وقال وهو يجلس الى طاولتهما.
سامح: ازيك يا بنت يا لومي, والله وحشاني.
قالت ببرود.
سلمى: ازيك.
شادي: ايه ياخبارك يا عم؟, انت عارف ان من يوم فرحك مسمعتش عنك حاجة, اخبار ميسون ايه؟.
سامح: ياعم جيب سيرة حاجة كويسة, انا طفشان, انت اخبار ندى ايه؟.
شادي: الحمد لله, دي ندى حامل.
سامح: مبروك ياباشا, يلا يتربى في عزك, انا برضة مراتي حامل.
شادي: لا والله الف مبروك,بتشتغل فين دلوقتي , سمعت انك نقلت.
سامح: انا مقدم في شركة في السويس, شركة بترول كده يعني, ربنا يكرم بس, اهو الواحد يعد هناك يغير وقت, وبعدين كام كيلو وابقى في السخنة, اهو تغيير.
شادي: شوف الواد يقول ربنا يكرم, وبعد كده عايز يشتغل عشان يروح السخنة على طول.
سلمى: طول عمره عايز ربنا يكرم بالطريقة دي.
سامح: ياستي بلا نيلة, الا اخبار الواد هاني اخوك ايه, الواد دا حبيبي كان خليفتي في الملاعب.
شادي: اهو هاني دي بقى الي فلت فلتة هباب, سجاير وحشيش وبنات واخر بوظان والاسم ظابط.
سامح: ابقى سلملي عليه, دا واد مية مية.
شادي: امي عايزة تخطبله, بتدورله على عروسة عشان يتلم.
سامح: اوبا , الواد دا مالوش في الجواز على فكرة, هيعذبكو.
سلمى: ربنا يهدي.
سامح: وبمناسبة الهداية, شفتلك مين بقى, هايدي مراد, البت ماشية متعرفهاش, اقسم بالله كنت شايفها من اسبوعين رقاصة ماشية, امبارح شفتها لابسة طرحة ومفيش نقطة ميك اب في وشها وشكلها زي الي ميتلها ميت.
شادي: اصلها عقبال عندك ربنا هداها بجد , بطلت كل حاجة.
سامح: في اسبوعين, انت بتصدق, يابني دي هايدي, ام اللخبطة كلها, يعني يومين وتلاقي كبارية اشتغل في وشها.
سلمى: الله اعلم انت دخلت جوة قلبها يعني.
شادي: مالك يا لومي بتكلميني بغلاسة ليه؟, ولا عشان يعني جيت قطعت عليكو.
احمر وجهها بشدة وقالت بهجوم.
سلمى: انت هتستهبل يا سامح, ايه بقطع عليكو دي؟, احنا نازلين نتغدا بره عشان هو مفيش حد عنده في البيت يغديه, وكنا بنتكلم في شغل.
سامح: ماشي ياحنينة, متتحمقيش اوي,انا مسألتش كنتو بتعملو ايه, المهم اني شفتكو.
وصمت قبل ان يقول لسلمى بلهجة ذات مغزى.
سامح: على فكرة شفت صاحبتك وجوزها, وبصتلي من فوق لتحت اوي يعني, ابقي قوليلها مين فات قديمة تاه ياريكا.
وغمز بعينه في سخرية, قبل ان يقول.
سامح: شادي حبيب قلبي, على تليفونات بقى, وابقى تعالالي السخنة, هههههههه.
وانصرف فقالت سلمى بعد انصرافه بغيظ شديد.
سلمى: يااااااه الولد دا مقرف بشكل, دي الحمد لله ان ربنا خلص ريكا منه, دي ربنا بيحبها انها بعدا عنه قبل ماتتدبس فيه.
**********************
هالة: انا عايزة اتكلم معاكي ياندى.
افاقت ندى من شرودها واعتدلت وهي تزيح كوب الشاي الفارغ من امام المنضدة, وعدلت من وضع ساقيها على المقعد الصغير بشرفة المنزل ببطء.
ندى: اعدي.
جلست هالة وهي تقول.
هالة: عاجبك قعدتك دي هنا؟.
ندى: ايه ياهالة, انا مش قاعدة على قلبك.
هالة: وهو انا قاعدة هنا اصلا يا ندى عشان تعدي على قلبي, انا قاعدة في بيتي, وهو دا المكان الي المفروض تكوني فيه, بيتك.
ندى: انا زعلانة من شادي.
هالة: برضة مينفعش, مهما زعلتي واتضايقتي من جوزك, متسبيش البيت, متعوديش الراجل ابدا ان مفيش ست في البيت, ولا تعوديه ان مامته هي الي بتعمله وبتسويله, في ثواني هيتنسي كل الي انتي عملتيه كويس, ومش هيفتكر الا مامته وبس.
اشاحت ندى بوجهها وهي تقول باكبار.
ندى: انا قاعدة عشان عيانة.
هالة: متتلككيش ياندى, انتي قاعدة هنا مريحة, مش عايزة تتحملي مسئولية بيتك, كنتي بتتجوزي ليه بقى لما انتي مش قد الجواز, انتي كبرتي ياندى, بقيتي زوجة وبكرة تبقي ام, لعب العيال دا مينفعش خالص مع الي جاي......
استوقفها في هذه اللحظة سلسبيلا تحاول مد يدها الصغيرة لتجذب هاتف هالة فكاد يسقط, فالتقطته هي بسرعة وهي تشهق, ثم حاولت تخبئته, فاقتربتت الطفلة توق.
سلسبيلا: ماما....عايزة....
هالة: لا يا ليلو دا كخ, روحي العبي بعرايسك هناك اهم.
سلسبيلا: ماما....عايزة...الو...دا....عايزة.
هتفت بها.
هالة: خلاص بقى يا ليلو, يلا روحي لتيتا.
انطلقت سلسبيلا تبكي تبحث عن جدتها.
هالة: كنا بنقول ايه؟,...اه...يا ندى انتي جوزك ابن امه من يومه, وانتي بالي تعمليه دا بتديلها الفرصة ترجع تسيطر تاني...انتي عايزة كده؟.
ندى: لا.
هالة: طيب يا بنتي, قومي ارجعي بيتك, انتي بقالك اسبوع هنا, عيب كده, بتشوفيه ساعة في اليوم زي الغرب, انتي الحمد لله حالتك احسن, وبعدين ماما قالتلك لو على الاكل اهي هتبعتلك كل يوم الغدا مع نسمة, يلا يا ندى اعقلي بقى وقومي واستغفري ربنا كده ربنا يهديكو, انتو بس الي مفضيكو للمشاكل انكو مفيش وراكو غير بعض, بكرة لما يبقى عندكو قرد زي ليلو كده بيلعب في كل حاجة مش هتفضو حتى تتكلمو, قومي يابنتي قومي.
***********************
شادي: حبيبي خليكي انتي مستريحة انا هجيبلك الاكل لحد عندك, انا فرحان انك رجعتي يا ندى.
قامت ندى من الفراش ببطء وهي تقول.
ندى: لا مش عشان اريح نفسي اوسخ اوضة النوم انا كده هتعب نفسي زياة, وبعدين عايزني اسيبك انت تحضر العشا عشان تقلبلي المطبخ مورستان.
شادي: يا ستي انا عايز اريحك.
قامت ترتدي خفيها وهي تقول.
ندى: لا يا سيدي, مش كفاية البيت كله مليان تراب, انت سايبه كده ليه من اسبوع؟, امال فالح بس عند مامتك تعمل المواعين وتنضف وهنا مستني الخدامة, هقوم اشيله انفضه كله بكرة, انت عايز مامتك تفضحنا.
تبعها شادي الى المطبخ وهو يقول.
شادي: انتي غبية ياندى؟, عايزة تقلبي البيت ازاي يعني, كلمي مامتك تبعتلك مرات البواب, والله انتي عايزة تضيعي نفسك.
ندى: حاضر يا حبيبي, هكلمها بس ضروري قبل ما مامتك تيجي, مقلتليشعملت ايه النهاردة؟, العروسة عجبت طنط؟.
شادي: لا يا ستي, بتقول عليها سمرا.
ندى: وهي امك هيعجبها حاجة برضة, عايزة عروسة حلوة ومتدينة وبنت ناس وغنية ومؤدبة, تجيبها منين دي معرفش, وترضى بهاني على ايه انا مش عارفة.
شادي: لا ياستي, دا هاني راكب دماغه مش هيتجوز الا نيرمين الي بيحبها دي.
ندى: نيرمين حمدي, والله الواد دا اهبل, امال لو مكانش عارف سمعتها.
شادي: ماهي سمعتها كلها معاه, ولا انت نسيت اللي فات يا حبي, ماحنا كنا كده برضة.
ندى: لا بس انا عمري ما كنت معاك اوفر كده, لا يا حبيبي شوف نيرمين دي اسمها في اي حتة بيرن ازاي,وانا كنت ازي, بقى انا كنت كده يا شادي برضة اخص عليك.
قال وهو يهم بالخروج من المطبخ.
شادي: لا ياحبي انا اقدر اقارنك بحد اصلا.
ندى: المهم هو هيعمل ايه؟.
هتف وهو خارج.
شادي: مفيش حالف لو مجوزتهالوش هيسيبلها البيت, منا بقلك هاني بقى متدلع على الاخر, وبيقول اشمعنى شادي جوزتوه الي عايزها.
قالت ندى بصوت خفيض متهكم.
ندى: تيجي نيرمين الهبلة دي تتفرج علينا, بكرة تقول ابو الحب على الي عايزة, اهي امه بتطلع اختياره على دماغي انا.
عاد يطل برأسه من باب المطبخ.
شادي: بتقولي حاجة ياروحي؟.
ندى: لا ياحبيبي مفيش, بقول ربنا يعقله او يهدي مامتك وتخليه يتجوزها.
وعادت تقول بخفوت.
ندى: يلا ماهي لازم تجرب برضه, اهي حتى تشيل عني شوية مبقاش انا لوحدي في الهم.
************************
انهت هايدي صلاة العشاء وهي تبكي, وجلست قليلا على سجادة الصلاة.
هايدي: يارب انا مش عايزة حاجة خلاص, انا تعبت ومش عارفة افرح, لو مش عايزني خدني, انا مبقتش عارفة انا عايزة ايه ورايحة فين, انا خلاص مش قادرة اعمل اي حاجة من الي كنت بعملها زمان انا مبقتش مبسوطة, انا متبسطتش مع ولا ولد عرفته و اصحابي كلهم اندال, وزهقت خروج ولبس وفسح وبس, حسيت اني خلصت,انا بجد تعبانة, وماليش غيرك اشكيله, لو مش هتقبلني يبقى خلاص انا ماليش امل, يارب اثبتلي انك قبلتني, انا مستحقش انك تسامحني وتغفرلي, انا قرفانة من نفسي اوي, يارب شيل حبي لعلي من قلبي, انا خلاص مش عايزاه ومحدش هيساعدني غيرك, انا خلاص مبقتش عايزة احب تاني, انا بجد مش عارفة انا عايزة ايه, بس انا الي عارفاه اني مش عايزة ارجع تاني زي ماكنت, يارب ساعدني انضف من كل حاجة وحشة لسه ورايا, يارب ساعدني يارب ساعدني يارب ساعدني.
واخذت تبكي بشدة من قلبها.
*****************************************
عمر: انتي عارفة يانسمة, انا كتير اوي فكرت ابعدك عن هايدي, وقلت سمعتك وكده, كنت بسمع كلام من اصحابي بصراحة عنها وعن شكلها وطريقتها, بس انا دلوقتي بحمد ربنا ان سبتك معاها.
نظرت اليه نسمة بدهشة وهي تقول.
نسمة: غريبة , مع انك عمرك ما بينتلي دا.
عمر: يا حبيبتي انا واثق فيكي, صحيح الصحبة الوحشة ليها تأثير سيء, بس انا كنت حاسس ان تأثيرك انتي ممكن يكون اقوى, وبعدين انتي مكنتيش صاحبتها اوي.
نسمة: والله ياعمر هايدي دي طلعت غلبانة اوي, الي كان مضيعها مامتها والجو الي هي كانت عايشة فيه, انا كنت متأكدة ان اكيد في يوم هتزهق او هيجيلها اكتئاب وتعرف ان كل دا مالوش لزمة, هي كانت عايشة تدور على الحب وبس, عايزة تحب وخلاص مبتفكرش في بعدين, ربنا بس يهديها ويثبتها.
عمر: انا صحيح عمري ماكنت اتخيل اني اقولك الكلام دا, بس انا عايزك متسبيهاش دلوقتي خالص, عايزك تفضلي جمبها عشان هي في مرحلة اللخبطة ومحتاجة حد يساعدها.
نظرت اليه لبرهة.
نسمة: حبيبي انت طيب قوي.
عمر: دا ربنا الي خلاكي سبب في حياتها عشان تغيريها.
نسمة: بالعكس يا عمر انا كنت مبكلمهاش في حاجة خالص, سبحان الله ربنا لما يحب يغير حد بيغيره في لحظة, حتى الناس الي متبقاش متخيل ان ممكن يكونو كويسين بيتغيرو في لحظة, سبحان الله, يعني هايدي دي انا مكنتش بحبها ابدا, دلوقتي صعبانة عليا.
عمر: يا ستي عشان كده انا لما بقلك متحكميش على حد من اول مرة, الله اعلم هيكون مصيره ايه بعدين ممكن كل ذنوبه دي تتقلب حسنات ويكون احسن منك انتي, ادعيلهم وبس, وربنا هو الي بيختار مش احنا يا بطيخة.
نسمة: انا بطيخة.
عمر: اه ويا تطلعي قرعة يا حمرا.
نسمة: انا قرعة؟؟.
عمر: والله معرفش بقى معادش فيها حاجة مضمونة اليومين دول.
نسمة: ماشي ياعمر, يعني انت لازم تكمل كلامك الحلو بكلمتين زي الزفت.
عمر: انا اقدر ياحبيبي, دانا مستني تخلصي بقى عشان نفضى ونعرف تخرج براحتنا , والله يا نسمة انا خلاص اول ما استلم الشقة لازم اخلص شغل فيها على طول وخلصتي بقى دراسات مخلصتيش هنتجوز.
نسمة: عمر!!.
عمر: مش بمزاجك, انا الراجل وانا اقول ويتسمع كلامي, هه بقى يانسمة يالي دماغك ناشفة, انا بصراحة بقى عايز اتجوز, ...ششششش مش عايز مناقشة بقى في الموضوع دا, بطلي بقى, يعني مش هعرف امشي كلمتين عليكي ولا ايه؟, قلت هنتجوز يبقى هنتجوز, بنات ايه دي الي مش عايزة تتجوز, انا هتحايل عليكي ولا ايه.
******************
قالت زوجة ايمن لندى اثناء خروجهما سويا مع زوجيهما.
ولاء: بتقولي على جوزك هادي ياندى, متعرفيش ايمن بقى, ايمن مبيتكلمش معايا الا قدام ماتشات الكورة مبسمعش منه الا جون وشوط ياراجل, غير كده بيرد على قد الكلام فعلا, ومبلاقيهوش بيتكلم ويهرج الا مع اصحابه , زي ماحنا موجودين كده النهاردة.
نظرت ندى الى زوجيهما وهما يضحكان ويتمازحان وقالت وهي تتنهد.
ندى: ماهي المشكلة ان جوزي بيضحك مع اصحابه, انا مش عايزاه مايضحكش معايا بس المهم ميضحكش معاهم.
ولاء: اهو انا بقى مش عارفة انتي ازاي بتستريحي لسلمى صاحبته دي؟.
التفت اليها ندى بحدة ونظرت اليها باندهاش قبل ان تقول.
ندى: مش كده برضة؟؟.
ولاء: يعني انا عارفة انها كانت صاحبتكو وانتو في الجامعة, بس انا لو مكانك كنت اتجنيت, انا ايمن خليته يبعد عن كل حاجة كان يعرفها وهو صغير, جامعة ايه انا ناقصة, الرجالة ياختي ملهمش امان خالص مهما كبرو, صحيح انا عارفة ايمن لا بيهش ولا بينش, بس ميتخافش الا من نظام الاصحاب والشغل والحواديت دي, الواحد بيسمع حكاوي غريبة.
ندى: الله!!, يعني مش انا لوحدي بقى.
ولاء: اصل ياندى ياحبيبتي هما بطبعهم اعداء الشغل تقوليلهم ليه يقولولك مبحبش الكلام والهزار والاختلاط والكلام الفاضي دا, وتيجي تتكلمي على مش عارفة مين صاحبته في الشغل تلاقيه بيقلك لا لا لا دي واحدة محترمة, يعني وهو انا لما هشتغل هبقى مش محترمة.
ندى: بس سلمى اصلا....مش مريحة.
ولاء: انا مش عارفة مالهم متمسكين بيها كده ليه؟, دي اسراء كانت اشطر منها, وقال ايه عايزين ياخدوها معاهم في المكتب.
صاحت ندى.
ندى: نعم ؟, كمان؟.
ولاء: انا صحيح اسراء مكنتش بحبها , بس ادينا عارفينها وبننتقضها كلنا, بس يجيبلي واحدة الكل بيشكر فيها , اهو كله الا ده, البنات الي يتخاف منها دلوقتي الي عاملين طيبين دول مش الي باينين على وشهم الحقيقي.
ندى: انتي كأنك تعرفيها بالظبط.
ولاء: انا شفتها مرة يا بنتي ومستريحتلهاش, مسهوكة كده وناعمة, انا مبحبش البنات الورق دول, امال بتشتغل في مكتب فيه تلات رجالة ازاي.
ندى: وهما مش شايفين كده.
ولاء: ياختي علي حصلي لما جيت اقول لايمن كده, قالي انتي لاعاجبك دي ولا دي, لا المحترمة عاجباكي ولا الوحشة كانت عاجباكي اعملك ايه؟.
قالت ندى تحدث نفسها في غضب.
ندى: يعني عايزينها معاهم في المكتب, طيب ياسي شادي.
******************
شادي: مالك؟.
صمتت ندى ولم تجبه ونظرت الى الطريق في غيظ.
شادي: ندى انا بكلمك, متعمليش طرشة الله يخليكي, بوزتي ليه في نص القعدة وقفشتي.
ندى: .......
شادي: فيه ايه مالك ياندى؟, مش هقول تاني؟.
التفتت ندى تقول ببرود.
ندى: مانا مش عايزة اكلمك مادام انت مبتتكلمش معايا.
شادي: اتكلم معاكي ازاي يعني مانا بتكلم معاكي اهه.
ندى: اتكلم معايا كده وقولي الي بيحصل , رجعت تخبي عليا تاني واحنا ملحقناش, ومبقاليش اسبوع راجعة بيتي, تقدر تقولي بقى ليه سلمى هتبقى معاكو في المكتب.
ضرب شادي بقبضتة على عجلة قيادة السيارة في ضيق وهو يهتف.
شادي: ييييه يخرب بيت السوس الي في دماغك دا, ماطبيعي ياندى ان دا الي يحصل, اول ناس عرض عليهم وليد المشروع كان احنا, وهي وافقت تكون فيه, اعمل انا ايه يعني؟, اروح اتشرط عليه اقله بلاش سلمي عشان مراتي راكبها عفريت اسمه سلمى.
ندى: انت بتتريأ ؟, انت مش دافع في المشروع دا وليك حق تتكلم؟؟,طب ياسي شادي انا مش عايزة زفتة دي تشتغل معاك.
شادي: استغفر الله العظيم يارب, انا ماليش اني اقطع رزق الناس ياندى, انا مالي.
ندى: كده ياشادي؟, والله ارجع اعد عند ماما.
شادي: انتي هتتشرطي عليا, ماتعدي عند امك ولا عند ابوكي, انتي حرة, انتي بتتلكي اصلا من ساعة مارجعتي وعايزة ترجعي, انا قرفت من قرفك دا ليل مع نهار.
بهتت لهجومه العنيف عليها وعصبيته فقالت.
ندى: بقى كده يا شادي؟, .....انت بتقولي اتفلق, طب لف, لف رجعني عند ماما, انا اصلا كنت غلطانة اني رجعت البيت, انت مش هتتغير.
شادي: انا برضة الي مش هتغير, شوفي نفسك ياهانم عاملة زي المجنونة وبتمسكي في اي كلمة عايزة تتخانقي, انا اصلا قرفت, قاعدة مقرفاني في حياتي وشغلي, انا مبعملش حاجة غلط, عشان كل شوية تكرهيني في حياتي بالشكل , وقاعد احاسب عليكي احاسب عليكي اقول معلش عشان حامل, بس انا مش هستحمل الجنان دا كتير,مش مشكلتي ان انتي تعبانة في مخك, انتي حرة, روحي مكان مايعجبك.
اندهشت اكثر لانفجاره العنيف بها, فقالت بغضب.
ندى: بقى كده ياشادي, طب والله العظيم مانا راجعة تاني.
شادي: انتي حرة.
********************
قامت والدة ندى تحادث شادي بالهاتف بعد ان سمعت شكوى ابنتها وبكائها.
الام: فيه ايه ياشادي؟, مش معقول كده يا بني, كل شوية خناق وندى تيجي مقموصة, انتو ايه, البنت حامل وحملها وحش وانت عارف كده بتزعلها ليه؟.
شادي: انا يا طنط مزعلتهاش هي ندى بقت بتدور عالمشاكل من الهوا.
الام: بقولكو ايه انا تعبت منكو ومن خناقكو, دا ايه دا كل شوية, انتو عيال صغيرة؟, انا مش عايزة مشاكل ياشادي تعالى صالح مراتك, انت عايز الي في بطنها دا ولا لأ؟, عايزين تضيعو ابنكو, وانت كمان بطل تضايقها , وايه حكاية البنت الي معاك دي, انت مش هتبطل تشككها فيك.
قال شادي بنفاذ صبر.
شادي: اشككها ايه بس يا طنط, دي هي الي مجنونة وبتتخيل حاجات من الهوا, وطبعا الي هيسمعها هيصدقها عشان بتعد تعيط وتنهار.
هتفت به الام في غضب.
الام: اسمع ياشادي, دلوقتي ابوها مسافر النهاردة, مش عايزاه يرجع بكرة يلاقيها عندي في البيت, يقول عليك ايه؟, تعالى صالح مراتك وارجعو بيتكو ربنا يهديكو, دا ايه دا الي كل شوية خناق دا, انتو مجانين؟.
صاحت ندى من خلفها.
ندى: انا مش عايزاه يجي, ومش عايزة اشوف وشه ياماما.
اشاحت لها امها بيدها في غضب بينما قال شادي.
شادي: سامعة يا طنط عشان تعرفي ان مش انا المجنون.
الام: خلاص يا شادي خليك انت العاقل وتعالى.
شادي: حاضر يا طنط عشان خاطرك انتي بس.
الام: ماشي يا حبيبي هستناك.
********************
جلس شادي بهدوء في غرفة ندى التي وقفت تضع كفيها في خصرها بحنق, بينما خرجت والدتها من الغرفة واغلقت الباب خلفها.
شادي: مبسوطة انتي من الي بيحصل دا, كل شوية فاضحانا ومطلعاني عيل عند اهلك.
ندى: ايوااااااااه خدني في موضوع تاني بقى عشان انسى موضوع سلمى, انا نفسي اعرف سلمى دي عملالك ايه وعايزة منك ايه؟.
شادي: انا مش عارف انتي بستفزيني ولا ايه بالظبط؟.
ندى: انا الي بستفزك برضة ولا انت الي خلاص مبقتش طايقلي كلمة.
شادي: انتي الي حاطة كل مشاكل الدنيا في ايدك ومش لاقيه غيري تحدفيهم عليه, عملتلك ايه سلمى فهميني, واحنا صغيرين قلتيلي معرفش اية وبتحبك وبتاع, ودلوقتي عينها فيك, عملتلك ايه هي لكل دا, البنت كافية خيرها شرها مبتعملش غير كل خير, مبقصدهاش في خدمة الا مبلاقيها تعملهالي من غير ماتعوز مني حاجة, غير السوس الي في دماغك دا, لكن انتي ازاي تسكتي, لازم تعملي خناقة وتيجي تعيطي, وتكبري الدنيا وتهري في نفسك عشان الكل يجي عليا.
ندى: انا؟.
شادي: ايوة انتي ودي عادتك من زمان, تيجي تعملي ضحية قبل ماحد يكتشف انتي عاملة ايه.
ندى: وانا عملت ايه ان شاء الله.
عمر: قاعدة بتتهمي جوزك , وفاضيالي بقى, لا رحت لاجيت, وقاعدة مش لاقية مشكلة قلتي تعملي سبمى مشكلتك, مع ان البنت عمرها ما عملتلك حاجة, دي بتعزك مع انك متستاهليش, دي حتى الشغل الي انتي بتشتغليه دا ياهانم هي الي جايباه.
توقفت ندى لبرهة تنظر اليه غير مصدقة محاولة استيعاب حديثه.
ندى: شغل... شغل مين؟, شغلي انا؟, سلمى الي جايبه يا شادي؟, الله يخرب بيتك يا سلمى, انت ازاي تعمل كده, وانت تقولها وتطلب منها ليه, انت مصمم تدخلها في حياتي ليه, انت بتعمل فيا كده,...اطلع برة يا شادي,...وقال جاي تصالحني, انت جاي تشلني,...امشي يا شادي بدل ما امشي انا, ...بس هامشي اروح فين انا في بيت ابويا,....اه انا مش قادرة... اه انا بجد مش قادرة ااااه....الحقني يا شادي.
****************
وقف شادي في غرفة الانتظار بالطواريء بالمشفى مع والدة ندى القلقة , ونسمة التي انزوت تدعو الله , وهو ينظر اليهما في قلق, لقد تشاجر مع ندى بشدة هذه المرة, وعلا توترهما واضطرابهما حتى بلغ من ندى مبلغه, وبدأت في الانهيار, وحدث اثناء ضغط المشاجرة ان داهمها نزيف جعلها تسقط من الاعياء, فما كان منهم الا ان نقلوها بسرعة الى المشفى.
خرجت الطبيبة تنظر الى والدة ندى بضيق وقالت.
الدكتورة: مدام حضرتك والدتها؟.
قامت والدة ندى بفزع.
الام: ايوة انا مامتها.
الدكتورة: للاسف هي النزيف الي جالها دا كان نتيجة توتر كتير حصلها وهي كان عندها مشكلة في تثبيت البيبي اصلا , فالي حصل للاسف انه نزل.
شهقت نسمة واختفى الدم من وجه شادي.
الام: طب وبنتي عاملة ايه؟.
الدكتورة: هو مفيش اي قلق على مدام ندى, وهي لسه صغيرة ان شاء الله وربنا يرزقها بولاد وبنات كتير ان شاء الله, الموضوع دا عادي وبيحصل لبنات كتير, الي مبيكونوش عارفين انهم حاكمل او الي اعصابهم على طول تعبانة, انا بس مش عايزاكو تضايقوها عشان هي ممكن يجيلها زعل جامد بعد الحكاية دي, يعني حسسوها انكو حواليها, عشان هي دلوقتي هتبقى ضعيفة اوي ومش عايزين يجيلها اكتئاب.
بدأت والدتها في البكاء.
الام: يا حبيبتي يا بنتي.
الدكتورة: لا يا مدام امسكي اعصابك, انا بقلك مش عايزة يبان عليكي حاجة عشان صحة بنتك, ان شاء الله تشد حيلها وربنا يرزقها تاني.
وتركتها وانصرفت فجلست الام تبكي, فتوجهت نسمة اليها تهدئها, في الوقت التي وصلت فيه هالة وزجها ليعرفا بالخبر.
كل هذا وشادي متوقف بجانب الباب مندهش تماما لا يكاد يفهم مشاعره التي اختلط عليه فيها الغضب والحزن والضيق والخوف .