الموت أم الحياة

أعـــــزائــي
غمرتني السعاده وانا اقرأ اسمي في صفحه الوفيات مع انني مازلت من جماعه الاحياء،واجلس في ركن بيتي .
راقبت اسمي طويلا وانا المأسوف على شبابي،والمرحوم،والمغادر بلا رجعه.
وضحكت اخيرا من قلبي، انا ميـــــــــــت في صفحه الوفيات! اذن، علي ان افتح صفحه جديده لحياتي! لماذا لاأختفي مثلا؟؟؟
وراح هاتفي يرن.انهم ألأصدقاء وألأقارب وألأهل,وغرباء لاأعرفهم. . . يتصلون بي ليطمئنوا انني الميت فعلا!!
طبعا لم اجاوب، ولم ارد على احد،ليتاكد الخبر على الجميع,وأردد"ماأجملني ميـــــــــتا"
يخطر على بالي كميت،ان ارى العالم بطريقه اخرى.
راحت الرسائل على الهاتف تتضاعف وتتكاثر وكلها من نوع"هل فعلتها"؟ "هل مت ياصديقي"؟ "طمني انك حي ترزق".
كنت استمتع بقلق الاخرين.. اشعر بالنشوة لدى سماعي رنين الهاتف في ارجاء غرفتي،واسمع اسمي في الفضاء الالكتروني.

سأختفي,لاأعرف مالذي سيحدث بعد موتي:ان اعرف ماذايكتب الاصدقاء عني شعرا,ماذاسيكتب زملائي،واين سيضعون خبري: في الصفحه الاولى,اوعلى الغلاف،او في اسفل الصفحه؟؟
أريد ان اعرف اعدائي: هل سيذرفون الكلمات الموجعه مثلا،ويكرج حبرهم سما بين السطور؟؟
ماأجمل الميت حين يرى جنازته,يراقب الذين يبكونه,ويعرف من مشى خلف جثمانه،ومن شيعه,ومن تخلف عن التشييع؟!
مااجمل الميت حين يسمع بكاء الاخرين و حزن الاخرين ,ليعرف الوفاء والاوفياء!
مااجمل الميت حين يحوم ويرفرف ويتامل ويصغي الى مايقوله الاخرون عنه بعد الغياب,خصوصا الين كانوا ينتظرون رحيله.
اسمي في صفحه الوفيات! لم يكن موجودا ،بل كانت واحده من امنياتي ,وارغب في ان احققها يوما.!!
تحيــــــــــــــــــــــــــاتــــــي،