السلام عليكم ورحمة الله
شيخ الإسلام و تلميذه البار ابن القيم حيث قال الثاني في كتابه القيم (الوابل الصيب من الكلم الطيب) ص181 ما نصه
الفصل الخامس والستون فيما يقول من اغتاب أخاه المسلم
يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته تقول (اللهم اغفر لنا وله) ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال : في إسناده ضعف وهذه المسألة فيها قولان للعلماء - هما روايتان عن الإمام أحمد وهما : هل يكفي في التوبة من الغيبة للاستغفار للمغتاب أم لا بد من إعلامه وتحليله ؟ والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره والذين قالوا لا بد من إعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية والفرق بينهما ظاهر فإن الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق بها وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع صلى الله عليه وسلم فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدا وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم صلى الله عليه وسلم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى أعلم
لا تظن أن الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض