فماذاا تختارون .
ما أصعب أن يبتعد الإنسان عن إنسان آخر يحبه..
وما أصعب أن ينهار مستقبلك أمام عينيك..
لا أعلم أيهما أصعب أهو الابتعاد عن الحبيب والفرار إلى المستقبل...؟
أم انهيار المستقبل واللجوء إلى الحبيب..
فعندما يخيرك الزمان...بين الحبيب الذي تهواه وبين مستقبلك.....
فماذا ستختار ؟ ولماذا ؟
في كل الأحوال عندما تختار أحد هذين الأمرين فإنك حتما ستخسر الآخر..
ولكن يختلف مقدار الخسارة لكل منهما ..
فالأول إذا لم تختاره فإنك ستخسره ولن تستطيع تعويضه أبدا ...
والثاني إذا خسرته فإنك ستستطيع تعويضه..
هذا من وجه نظر البعض وقد تختلف وجهات النظر حول هذا
الموضوع من شخص إلى آخر…
ونحن نعلم كم هو مهم المستقبل ولكن المشكلة تكمن في أنه لا يوجد من يطيق
الابتعاد عن حبيبه وليس في الأهمية...
إذ لو نظرنا إلى الأهمية لكان المستقبل هو الذي يجب علينا اختياره وليس من
نحب ونهوى لأن الإنسان في طبيعته محبا لذاته ومن البديهي أن يختار مستقبله
ويفضله على غيره…
نعود ونطرح السؤال نفسه وننظر له من زاوية أخرى ..
(أيهما نختار المستقبل أم الحبيب ) ؟ هذا السؤال كلما طرحته على أحد فإنه
يحتار ولا أعرف لماذا…
فالإنسان المخلص لحبيبه لا يمكن أن يحتار في هذا السؤال إذ لا مجال للحيرة
فيه..لأنه كيف لإنسان أن يترك من يحب ويفر إلى مستقبل مجهول ويستظل به
وهو لا يعرف ما الذي يحمله هذا المستقبل بين طياته أخير أم شر؟.
.كيف تترك أيها الإنسان من الذي في حزنك يواسيك ومن إذا جرحت يداويك
وإذا اشتكيت فإنه أذن صاغية إليك وإذا بكيت يمسح الدموع التي على وجنتيك
وإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت فإنك ترتمي في حضنه و إذا ثقلت الهموم
التي على عاتقيك فإنه يحملها عنك..كيف تترك أيها الإنسان من يشاركك في
سعادتك وحزنك وألمك وجراحك وتلجأ إلى من تظنه سيحقق لك الأمنيات
والأحلام ؟؟
.كيف تلجأ إلى مستقبل رسمته بأحلامك ونسجته خيالاتك وتذر حبيبا تراه حقيقة
أمام عينيك..كيف تترك الحقيقة وتسير تابعا الظنون تركض لاهثا إلى أسرابها
عندما يخيرك الزمان بين حبيبا تهواه وبين مستقبلك فلا تختار من يفرض عليك
الوقت أن تختاره بل اختر من تشعر بأنك ستحقق السعادة والنجاح إذا استمريت
معه حتى ولو تحدتك الظروف فلا تستسلم لها ...
وعموما ليس لنا أن نتحكم فيما كتبه الله لنا بل يجب علينا نقنع به
ولو أنه لم يكن هو الذي كنا نتمناه ...
المستقبل ... يحمل الكثير ...
ولكن ... هل سيؤمن لي الحبيب مستقبلي الذي سوف أضحي به من أجله ...
إذا لم يستطع تأمينه ... هل سيستطيع تعويضي عنه ...
إذا اخترت المستقبل ... سوف أرضى بما كتبه الله لي ...
ولكن إذا اخترت الحبيب ... ولم يؤمن لي أو يستطع أن يعوضني ما قد تركته من
أجله ... فهنا بالتأكيد ... سوف أموت حسرة وندماً على ما قد ذهب ...
وحينها لن ينفعني أحد ....!!!!!!!
...الحبيب .....ام المستقبل ..؟؟