[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اهل الكهف ..كهف الرقيم في الأردن أثر اتفقت عليه الروايات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كتب حمد الحجايا من عمان:"ارتبط كهف الرقيم بحيثيات المكان الذي وردت دلائله في قصة اصحاب الكهف كما وصفها القرآن الكريم الذي حدد معطيات ذلك المكان من حيث عدد الفتية والموقع وجهة المدخل ودخول الشمس ووجود المسجد فوق الكهف.
هناك في منحدر جبل الرقيم الصخري باتجاه القبلة ترقد جثامين الفتية السبعة الذين فروا بإيمانهم الى الله فلجأوا الى ذلك الكهف الذي انامهم الله فيه ثلاثمئة وتسع سنين ليوقظهم الله بعدها،ليعرّف سبحانه بهم اهل المدينة التي آمنت بوحدانية الله بعد فرارهم منها واماتهم الله بعد ذلك.
واتخذ اهل المدينة - الذين آمنوا خلال تلك السنين بوحدانية الله التي كان اولئك الفتية يدعونهم لها - من ذلك الكهف مسجدا كما جاء في القران الكريم في سورة الكهف.
ويقع كهف الرقيم على المنحدر الصخري للسفح الجنوبي الشرقي لجبل الرقيم شرقي منطقة ابو علندا في جنوب عمان.
إمام ومشرف موقع أصحاب الكهف الشيخ محمد عبد ربه الحنيطي قال الى وكالة الانباء الاردنية " ان الدلائل الدينية والتاريخية تثبت أن مغارة الرقيم الموجودة في الاردن جنوب شرق عمان هي مغارة أصحاب الكهف ذاتها معتمدا بذلك على دلالات النص القرآني وتفسير العلماء ".
واستدل الشيخ الحنيطي بالنص القرآني " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " موضحا ان المقصود بكلمة الرقيم هو اللوح الذي كتبت عليه أسماء الفتية وليس هناك موقع اخر سوى بلدة الرقيم الأردنية التي تحمل هذا الاسم اعتمادا على المؤرخين والعلماء،وبالرجوع لكتب التاريخ وقد سميت البلدة بالرقيم منذ القدم ".
وقال ان الدليل الثاني هو عدد الفتية وهو سبعة كما يؤكد علماء تفسير القرآن مستدلا بتفسير الطبري الذي قال ان عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، وهذا مطابق الى قول ابن العباس رضي الله عنهما الذي قال " أنا من القليل ممن يعلمهم " مبينا ان عددهم سبعة وثامنهم كلبهم كما جاء في تفسير القرطبي.
واضاف ان ما يؤكد صحة قول ابن عباس " ان عدد القبور الموجودة في الكهف هو سبعة في صناديق حجرية كما هي الطريقة الرومانية القديمة في دفن موتاهم، أربعة منها على يمين الداخل ثلاثة منها ظاهرة والقبر الآخر يقع تحت الممر الذي يفصل بينهما، وعلى الجانب الأيسر هناك ثلاثة قبور حجرية ظاهرة".
والدليل الثالث كما بينه الحنيطي هو قوله تعالى ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه) مضيفا انه حسب تفسير الامام الخازن فان معنى تزاور" أي تميل الشمس وتعدل" عند دخولها باب الكهف من الجنوب الى الشمال حسب الاوقات.
واوضح " ان اشعة الشمس النافعة تدخل من بوابة الكهف من جنوب مدخله منذ بزوغها الى وقت الزوال أي بعد الظهر وبعدها تبدأ اشعة الشمس تدخل من الجهة الشمالية لباب الكهف وهو شمالي الداخل من الجهة الشرقية للكهف اضافة الى دخول اشعة الشمس وقت الظهيرة عندما تكون عمودية عبر النفق العلوي الموجود في الحجرة الداخلية التي وصفت في القران الكريم ( وهم في فجوة منه) التي يدخل منها الهواء ايضا ".
وبين " انه بناء على دلالة النص القرآني فلا بد أن يكون الباب في الجهة الجنوبية الغربية من الكهف وهذا مطابق لحال كهف الرقيم دون غيره ".
واشار الى قوله تعالى " فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا" وهذا ما يؤكد انه لا بد من وجود مصلى فوق الكهف مباشرة الامر الذي ينطبق على كهف الرقيم الذي يوجد فوقه مقام للعبادة وهو المصلى الذي ذكرناه وتحول إلى مسجد اسلامي فيما بعد".
واستعرض الشيخ الحنيطي أقوال العلماء في هذا الشأن حيث ذكر الإمام الواقدي وهو أقدم مؤرخ إسلامي " خرجت مجموعة من الصحابة من مكة والمدينة لنصرة المسلمين في معركة اليرموك فوصلوا إلى منطقة لاح منها جبل فقال قائدهم سعيد بن عامر الجهني أبشروا أنتم في كهف أهل الكهف وكان بالقرب منه عين ماء ".
وأكد الشيخ الحنيطي وجود آثار لمجاري هذه العين في الموقع على الرغم من جفافها.
وكشفت التنقيبات الاثرية التي قامت بها دائرة الاثار العامة عام 1963 باشراف المرحوم رفيق وفا الدجاني ان كهف الرقيم يحتوي على عدة قبور نحتت في الصخر ويرجع تاريخها إلى العصر الروماني والبيزنطي وفق ما ذكره الدكتور فوزي زيادين في كتابه عمان الكبرى تاريخ الحضارة.
واشار الى المدفن - الذي زينت واجهته الامامية حنيتان واعمدة نصفية متلاصقة يعلوها زنار نقش عليه ورود بزخرفة هندسية متقنة - يتكون من حجرتين تفصل بينهما قنطرة نصف دائرية وبداخلها إلى اليمين فجوة مربعة تتصل بسطح المدفن.
وبين زيادين في كتابه ان كهف الرقيم بني عليه مسجد يعتقد انه مصلى بيزنطي ثم تحول إلى مسجد اسلامي نظرا لوجود محراب في الجدار القبلي من المصلى.
ولفت الى ان تنقيبات دائرة الاثار العامة عثرت عند جدار المصلى فوق الكهف على قطعة عملة بيزنطية ضربت باسم (جستينيان) والذي كان حاكما رومانيا على المدن العربية منها فيلادلفيا بين اعوام ( (565 - 527) قبل الميلاد.
ويوضح زيادين في كتابه ان الموقع لا يزال يعرف باسم الرجيب وهو تحريف لاسم الرقيم الذي يعني (الصخر المنحوت).
يشار الى انه تم بناء مجمع ديني مجاور لموقع أهل الكهف لإعادة تأهيل وتدريب الدعاة يضم مسجدا ومركزا للمعلومات ومتحفا ومكتبة ودارا للقرآن الكريم وحدائق وساحة استقبال واستراحة وركنا لبيع المنشورات السياحية الدينية.
وروعي في تصميم المجمع الذي بلغت كلفته الإجمالية حوالي تسعمئة ألف دينار على نفقة اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الصحابة والشهداء انسجامه مع البعد الديني والأثري والبيئي للمكان".
*بترا