من
المعلوم ان الزواج حلم كل شاب وفتاة فاذا تحقق لهما ذلك فان املهما هو
تحقيق السعادة الزوجية اذ ان الاصل في كل بيت ان يبنى على المودة والرحمة
وانك لتحزن حين ترى بيتا قد سلب شيئا من هذين الركنين او احدهما وتود لو
ان السعادة تشترى لاشتريتها بما تملك واهديتهماياها .
ومن الامور التي غفل عنها الزوجان كثيرة منها:
1-المصارحة الزوجية :الاختلاف وحصول المشكلات بين الزوجين امر طبعي قد
تحتمه كثرة المخالطة واعتماد كل من الزوجين على الاخر في كثير من امور
حياته ولكن الامر الذي يجب ان يكون سائدا بين الزوجين هو المصارحة بينهما
بضوابطها واختيار الوقت المناسب لها فيكون هناك تهيئة مسبقة بين الزوجين
على مبدا المصارحة .
واذا علم ان المصارحة المعتدلة تذهب احن الصدور وتزيل العتب وتشد من اواصر
العلاقة الزوجية واذا علم ذلك تهيات النفوس لقبولها بل سعدت بها واتخذتها
سلما ترتقي من خلاله في مراقي السعادة .
ولابد ان تكون الصراحة مغلفة بالادب محمولة بالحب حتى نخفف من مرارتها على متلقيها .
وبكلمات جميلة ينمو التقدير ويزداد الحب وتصلح الحال باذن الله .
وكلما كانت هذه الكلمات عفوية كانت ابلغ في النفس وامتع للسمع.
2-رسالة من نوع اخر :جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (تهادوا تحابوا)
والهدية لها معنى يفوق قيمتها وهي بين الزوجين رسالة حب ودليل وفاء يبعثها
المهدي ولها مناسبات كثيرة منها: العيد والولادة والنجاح والترقية والقدوم
من سفر وبعد انجلاء المشكلة وبعد الشفاء من المرض وعندما تمر العلاقة
الزوجية بشيء من البرود والفتور.
وماجمل الهدية حينما تكون مفاجئة ولامناسبة لها الا الحب والوفاء .
واذا كانت المراة غير مقتدرة فلا باس ان تطلب من زوجها شيئا من المال يستطيعه ثم تفاجئه بالهدية.
ومن اجمل الهدايا ما يشرك فيها احد الزوجين الاولاد فيقدمونها لامهم او لابيهم.
ولتقديم الهدية طرق تزيد من جمالها وتخلد ذكراها في النفس .
ليس ثمن الهدية بقيمتها المادية فهي جميلة وان كانت وردة صغيرة فالاهم من
ذلك هو قيمتها المعنوية وما تتركه من اثر ايجابي في نفس من قدمت اليه .
وهي تحمل رسالة مفادها اني احبك ولم انساك ولن اتخلى عنك........
3-اخطات انا اسف :اخطا وارد ولا احد معصوم من الخطا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون)
لكن المشكلة حينما يدرك احد الزوجين انه مخطئ ويصر على خطئه ويرفض
الاعتراف به بدافع ان الاعتراف بالخطا امام الطرف الاخر يجرؤه عليه ويضع
من كرامته وهذه مغالطة يزينها الشيطان .
وتصورا معي ايها الزوجان ان شخصا اخطا عليكما ثم قام بالاعتراف بالخطا
والاعتذار منه هل سيبقى في نفس من وقع عليه الخطا شيء؟!انني اكاد اجزم ان
مكانته في قلب من وقع عليه الخطا ستكون احسن مما هي عليه قبل وقوع الخطا
وكم من خطا صار سبب بداية علاقة حميمة بين اثنين حينما اعترف المخطئ بخطئه
وتجاوز صاحب الحق .
حتى قيل ان العلاقة التي تنشا بعد مشكلة هي اقوى من اي علاقة اخرى.