قالت: أكاد أفقد ايمانى بكل شئ جميل فى الحياة..لم أعد أرى فى الناس غير أشباح محنطة
تحترف الكذب وتمارس السفه بكل أنواعه وأشكاله أكاد أفقد ايمانى بالحب وسط زمان جارح لم
يعد يفرق بين العصافير التى تريد أن تعيشفى أمان بين جدران عش صغير وبين غربان تتسكع
على أشلاء الآخرين.أكاد أفقد ايمانى بالصدق أمام وجوه تغير أقنعتها كل لحظة فلا ...أرى أمامى
غير هياكل من الشمع لا نبض فيها ولا أحساس. قلت: لا أعرف تماما مالذى حمل لك كل هذه
الأحزان كنت أراك دائما متفائلةوكانت ضحكتك البريئة تطوف بنا عبر أحلام وردية كثيرة ماذا
حدث وماذا أصاب قلبكا لجميل هذا الطفل البرئ العاشق للحياة كيف تسللت لك مشاعر
الوحشة بهذهالصورة القاسية لا أصدق ما أسمع هذه ليست شجرتى العنيدة التى كانت
دائما تفوح بعطرها فى كل مكان..هذه ليست سحابتى الممطرة..هذه ليست اللؤلؤة الثمينة
التى حافظت دوما على ضوئهاحزين أنا من أجل عصفورتى الشاردة لكنى أختلف معك
كثيرا:اذا بقيت فى المدينة شجرة حيدة مثمرة فيجب أن تحافظ على نفسهاقبل أن تطلبمن
الآخرين أن يحافظوا عليها..واذا بقى فى الآفق عصفور وحيد يغنى فيجب أنينطلق فى سماء
الكون حتى تتعلم منه العصافير الصغيرة قيمة الغناء..واذاحاصرت الرمال فى البحر لؤلؤة جميلة
فيجب أن تتمسك بالحياة فسوف تأتى موجةعاتية وتلقى الرمال بعيدا ويعود مرة أخرى الضوء
للؤلؤة الحزينةاذا وجدنا حولنا أشباحا محنطة من البشر يكفى أن ننظر من بعيد وندرك أنهناك
أنسانا وحيدا فى الكون يحمل لنا من المشاعر مايكفى آلاف المحبين والعشاق.
فاروق جويدة
حبيبتى ولكن