[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذا
كنا نتعامل مع يوم 16 مارس كيوم عادي مثل باقي الأيام، فإنهم في إسرائيل
يعتبرونه يومًا مختلفًا، ويترقبونه منذ فترة طويلة جدًا، فهو اليوم الذي
حدده الصهاينة لبناء ما يسمى «هيكل سليمان الثالث» والذي يقع مكانه تحت
المسجد الأقصى، التهديدات في هذه المرة تستحق أن نأخذها على محمل الجد،
لنطلق صيحة تحذير تتطلب من الجميع أن يعيها.
من
المهم للغاية أن نفهم أصل الموضوع، ونعرف كيف يفكر عدونا، وما هي مخططاته؟
حتى نتمكن من التعامل مع حيله، والوقوف في وجه أطماعه، وترجع بداية القصة
إلى نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن الثامن عشر، والمعروف باسم «جاؤون
فيلنا» حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث يوم السادس عشر من مارس
2010، فهذا التاريخ ليس مجرد يوم عادي عند اليهود؛ فهو أيضًا اليوم الذي
تم فيه تدمير هيكل سليمان عام 587 قبل الميلاد، من قبل «نبوخذنصر» ملك
بابل، الذي حاول احتلال مصر وفشل وتكبد خسائر جسيمة، مما أدى لثورة عدة
دول في بلاد الشام كانت خاضعة له، منها مملكة يهودا (فلسطين) التي توقف
ملكها «يهوياقيم» عن دفع الجزية له، مما دفع «نبوخذنصر» لحصار القدس
وإخراج ممتلكاتها والاستيلاء على جميع خزائن الهيكل، ونفى الملك وحاشيته
مع قسم كبير من السكان، فلم يبق إلا فقراء الأرض، وهذا السبي البابلي
موصوف في (العهد القديم) حسب الروايات اليهودية.
هذه
التقدمة التاريخية كان لا بد منها، لنفهم من خلالها ما يحدث حاليًا من
مواقف وأحداث، بدأت يوم 8 فبراير الماضي حين قام 39 نائبًا في الكنيست هم
أعضاء (اللوبي من أجل أرض إسرائيل)، بمطالبة "نتنياهو" بضم مواقع أثرية
إسلامية في كل أنحاء الضفة الغربية مثل : الحرم الإبراهيمي بالخليل، وقبر
"راحيل" في مدينة بيت لحم (مسجد بلال بن رباح)، وقبر يوسف في نابلس،
بالإضافة إلى الكثير من المواقع التاريخية الإسلامية الأخرى، وبناء عليه
فقد قررت الحكومة الإسرائيلية ضم تلك الأماكن للتراث اليهودي، وأعلن
نتنياهو بوضوح أن "وجودنا كدولة ليس مرتبطًا بالجيش فقط، أو بمناعتنا
الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني والديني، الذي سننقله
للأجيال المقبلة"
ولكن
الخطوة الأكثر دهاء في سبيل تحقيق الحلم التاريخي لليهود، بإعادة بناء
الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، هي إعادة افتتاح معبد «حوربا» اليهودي-
ومعناه (الخراب) - والذي يبعد 50 مترًا فقط عن المسجد الأقصى، الافتتاح
سيتم يوم 15 مارس المقبل، بحضور رئيس الدولة الإسرائيلي، ورئيس وزرائه،
وهذا المعبد تم بناؤه في أوائل القرن ال18 على يد تلاميذ الحاخام "يهوذا
هحاسيد"، ثم جرى تدميره بعد ذلك بوقت قصير على أيدي المسلمين –وفق
الروايات الإسرائيلية- ثم أعيد بناؤه مرة ثانية في منتصف القرن ال19 ليكون
من أكبر المعابد وقتها، ليتم تدميره مرة أخرى خلال حرب عام 1948 من قبل
أحد فيالق الجيش الأردني، وكانت الخطوة الأخيرة في العام 2001 حينما قررت
الحكومة الإسرائيلية بشكل مفاجئ إعادة تشييد المعبد بالتزامن مع زيادة
الحفريات في محيط المسجد الأقصى.
"
هذه السنة لن نكون الخاسرين ، بل سنكون إلى جبل الهيكل من الصاعدين " هو
الشعار الذي رفعته جميع الجماعات اليهودية بإسرائيل، وذلك في إطار حملة
إعلانية تدعو إلى اقتحام المسجد الأقصى، وإقامة الشعائر التوراتية
والتلمودية داخل الأقصى يوم 16 مارس، الذي تم اعتباره كيوم عالمي من أجل
الهيكل الثالث المزعوم ، ومن ضمن ما أعلنت عنه الجماعات اليهودية: افتتاح
مكتب خدمات مجانية لكل من يريد اقتحام المسجد الأقصى، أو تقديم الدعاء
التوراتي فيه، بالطريقة المباشرة، أو بالإنابة، أو بالطريقة الإلكترونية،
بالإضافة إلى نشر الصور الفوتوغرافية لعمليات اقتحام الحرم القدسي خلال
الأسبوعين الأخيرين ، كما تزامنت هذه الإعلانات مع حملة لجمع التبرعات من
أجل بناء الهيكل الثالث على أشلاء المسجد الأقصى.
على
الجانب الآخر فإن قادة وعلماء القدس قد اعتبروا الخطوة الصهيونية لضم
المسجد الإبراهيمي ضمن الآثار اليهودية رسميًا، ما هي إلا "بروفة" صهيونية
لتهويد المسجد الأقصى، فمنذ أن ارتكب "باروخ غولدشتاين" مجزرته بالمسجد
الإبراهيمي في مثل هذه الأيام منذ 14عامًا، والتي راح ضحيتها عشرات
المصلين من المسلمين، منذ ذلك الحين وإسرائيل تسيطر على المسجد سيطرة
كاملة، بعد أن قسمته إلى جزأين، أحدهما للمصلين المسلمين والآخر لليهود،
واستمرت في مصادرة الأراضي من حوله، ووضعت الحواجز أمام المسلمين لمنعهم
من الوصول إلى المسجد، إضافة إلى منع رفع الأذان في المسجد، ويجب أن نفهم
أن هذه الخطوة الآن إنما تستهدف جس نبض العالم العربي والإسلامي للخطوة
المقبلة، فهم يطالبون في المسجد الأقصى بنفس ما طالبوا به في الحرم
الإبراهيمي، والغاية الرئيس من وراء ذلك هي السيطرة الدينية اليهودية علي
المسجد الأقصى وتهويده، أو تدميره.
وفي
النهاية.. سواء تمت هذه الحملة لاقتحام المسجد الأقصى أم لم تتم، فان سير
الأحداث بهذا الشكل يعزز من محاولات ترسيخ وتعزيز السيادة الدينية لليهود
على القدس والضفة الغربية، واكتساب شرعية دينية يمكن التفاوض حولها
مستقبلا بادعاء أن هذه آثار يهودية تحت السيادة "الإسرائيلية" فكيف يمكن
الانسحاب منها في الضفة الغربية والقدس !؟.
إذا
كنا لا نتوقع الكثير من الأنظمة العربية التي تهرول للمفاوضات المجانية مع
إسرائيل، المباشرة منها وغير المباشرة، فإن الأمل يبقى معلقا علينا نحن
الشعوب، يجب أن نفهم أنا وأنت عزيزي القارئ ما يدبره العدو، ونترجم ذلك
على شكل غضبة شعبية تبين للعالم أن الأمة الإسلامية لا زالت على قيد
الحياة، وهو أقل ما يمكن فعله للتعامل مع ما يدور حولنا من أحداث، خذوا
حذركم من مؤامراتهم فقد يكون يوم 16 مارس المقبل هو يوم فاصل في تاريخ
القدس.
إذا
كنا نتعامل مع يوم 16 مارس كيوم عادي مثل باقي الأيام، فإنهم في إسرائيل
يعتبرونه يومًا مختلفًا، ويترقبونه منذ فترة طويلة جدًا، فهو اليوم الذي
حدده الصهاينة لبناء ما يسمى «هيكل سليمان الثالث» والذي يقع مكانه تحت
المسجد الأقصى، التهديدات في هذه المرة تستحق أن نأخذها على محمل الجد،
لنطلق صيحة تحذير تتطلب من الجميع أن يعيها.
من
المهم للغاية أن نفهم أصل الموضوع، ونعرف كيف يفكر عدونا، وما هي مخططاته؟
حتى نتمكن من التعامل مع حيله، والوقوف في وجه أطماعه، وترجع بداية القصة
إلى نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن الثامن عشر، والمعروف باسم «جاؤون
فيلنا» حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث يوم السادس عشر من مارس
2010، فهذا التاريخ ليس مجرد يوم عادي عند اليهود؛ فهو أيضًا اليوم الذي
تم فيه تدمير هيكل سليمان عام 587 قبل الميلاد، من قبل «نبوخذنصر» ملك
بابل، الذي حاول احتلال مصر وفشل وتكبد خسائر جسيمة، مما أدى لثورة عدة
دول في بلاد الشام كانت خاضعة له، منها مملكة يهودا (فلسطين) التي توقف
ملكها «يهوياقيم» عن دفع الجزية له، مما دفع «نبوخذنصر» لحصار القدس
وإخراج ممتلكاتها والاستيلاء على جميع خزائن الهيكل، ونفى الملك وحاشيته
مع قسم كبير من السكان، فلم يبق إلا فقراء الأرض، وهذا السبي البابلي
موصوف في (العهد القديم) حسب الروايات اليهودية.
هذه
التقدمة التاريخية كان لا بد منها، لنفهم من خلالها ما يحدث حاليًا من
مواقف وأحداث، بدأت يوم 8 فبراير الماضي حين قام 39 نائبًا في الكنيست هم
أعضاء (اللوبي من أجل أرض إسرائيل)، بمطالبة "نتنياهو" بضم مواقع أثرية
إسلامية في كل أنحاء الضفة الغربية مثل : الحرم الإبراهيمي بالخليل، وقبر
"راحيل" في مدينة بيت لحم (مسجد بلال بن رباح)، وقبر يوسف في نابلس،
بالإضافة إلى الكثير من المواقع التاريخية الإسلامية الأخرى، وبناء عليه
فقد قررت الحكومة الإسرائيلية ضم تلك الأماكن للتراث اليهودي، وأعلن
نتنياهو بوضوح أن "وجودنا كدولة ليس مرتبطًا بالجيش فقط، أو بمناعتنا
الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني والديني، الذي سننقله
للأجيال المقبلة"
ولكن
الخطوة الأكثر دهاء في سبيل تحقيق الحلم التاريخي لليهود، بإعادة بناء
الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، هي إعادة افتتاح معبد «حوربا» اليهودي-
ومعناه (الخراب) - والذي يبعد 50 مترًا فقط عن المسجد الأقصى، الافتتاح
سيتم يوم 15 مارس المقبل، بحضور رئيس الدولة الإسرائيلي، ورئيس وزرائه،
وهذا المعبد تم بناؤه في أوائل القرن ال18 على يد تلاميذ الحاخام "يهوذا
هحاسيد"، ثم جرى تدميره بعد ذلك بوقت قصير على أيدي المسلمين –وفق
الروايات الإسرائيلية- ثم أعيد بناؤه مرة ثانية في منتصف القرن ال19 ليكون
من أكبر المعابد وقتها، ليتم تدميره مرة أخرى خلال حرب عام 1948 من قبل
أحد فيالق الجيش الأردني، وكانت الخطوة الأخيرة في العام 2001 حينما قررت
الحكومة الإسرائيلية بشكل مفاجئ إعادة تشييد المعبد بالتزامن مع زيادة
الحفريات في محيط المسجد الأقصى.
"
هذه السنة لن نكون الخاسرين ، بل سنكون إلى جبل الهيكل من الصاعدين " هو
الشعار الذي رفعته جميع الجماعات اليهودية بإسرائيل، وذلك في إطار حملة
إعلانية تدعو إلى اقتحام المسجد الأقصى، وإقامة الشعائر التوراتية
والتلمودية داخل الأقصى يوم 16 مارس، الذي تم اعتباره كيوم عالمي من أجل
الهيكل الثالث المزعوم ، ومن ضمن ما أعلنت عنه الجماعات اليهودية: افتتاح
مكتب خدمات مجانية لكل من يريد اقتحام المسجد الأقصى، أو تقديم الدعاء
التوراتي فيه، بالطريقة المباشرة، أو بالإنابة، أو بالطريقة الإلكترونية،
بالإضافة إلى نشر الصور الفوتوغرافية لعمليات اقتحام الحرم القدسي خلال
الأسبوعين الأخيرين ، كما تزامنت هذه الإعلانات مع حملة لجمع التبرعات من
أجل بناء الهيكل الثالث على أشلاء المسجد الأقصى.
على
الجانب الآخر فإن قادة وعلماء القدس قد اعتبروا الخطوة الصهيونية لضم
المسجد الإبراهيمي ضمن الآثار اليهودية رسميًا، ما هي إلا "بروفة" صهيونية
لتهويد المسجد الأقصى، فمنذ أن ارتكب "باروخ غولدشتاين" مجزرته بالمسجد
الإبراهيمي في مثل هذه الأيام منذ 14عامًا، والتي راح ضحيتها عشرات
المصلين من المسلمين، منذ ذلك الحين وإسرائيل تسيطر على المسجد سيطرة
كاملة، بعد أن قسمته إلى جزأين، أحدهما للمصلين المسلمين والآخر لليهود،
واستمرت في مصادرة الأراضي من حوله، ووضعت الحواجز أمام المسلمين لمنعهم
من الوصول إلى المسجد، إضافة إلى منع رفع الأذان في المسجد، ويجب أن نفهم
أن هذه الخطوة الآن إنما تستهدف جس نبض العالم العربي والإسلامي للخطوة
المقبلة، فهم يطالبون في المسجد الأقصى بنفس ما طالبوا به في الحرم
الإبراهيمي، والغاية الرئيس من وراء ذلك هي السيطرة الدينية اليهودية علي
المسجد الأقصى وتهويده، أو تدميره.
وفي
النهاية.. سواء تمت هذه الحملة لاقتحام المسجد الأقصى أم لم تتم، فان سير
الأحداث بهذا الشكل يعزز من محاولات ترسيخ وتعزيز السيادة الدينية لليهود
على القدس والضفة الغربية، واكتساب شرعية دينية يمكن التفاوض حولها
مستقبلا بادعاء أن هذه آثار يهودية تحت السيادة "الإسرائيلية" فكيف يمكن
الانسحاب منها في الضفة الغربية والقدس !؟.
إذا
كنا لا نتوقع الكثير من الأنظمة العربية التي تهرول للمفاوضات المجانية مع
إسرائيل، المباشرة منها وغير المباشرة، فإن الأمل يبقى معلقا علينا نحن
الشعوب، يجب أن نفهم أنا وأنت عزيزي القارئ ما يدبره العدو، ونترجم ذلك
على شكل غضبة شعبية تبين للعالم أن الأمة الإسلامية لا زالت على قيد
الحياة، وهو أقل ما يمكن فعله للتعامل مع ما يدور حولنا من أحداث، خذوا
حذركم من مؤامراتهم فقد يكون يوم 16 مارس المقبل هو يوم فاصل في تاريخ
القدس.