طرائف طبية!
طبيب مشهور وأستاذ مرموق في إحدى المدن السويسرية، حسب مزاعمه الشخصية، فجر قنبلة اجتماعية ودراماتيكية منذ بضع سنوات تناولتها الوسائل الإعلامية العالمية وبعض الجمعيات الطبية لعلم النفس وعزمت هوليوود بإنتاج فيلم حولها. خلاصة هذه القصة الطريفة والمحزنة في آن واحد أن أحد «الأطباء» السويسريين أقنع عائلته وأقرباءه وأصدقاءه أنه يمتلك شهادات طبية عالية حصل عليها من بعض الجامعات الأوروبية وأنه يعمل كطبيب في أحد المستشفيات المرموقة وأستاذ محاضر في الجامعة. وقد حاز هذا الطبيب على احترام وتقدير زوجته وأولاده ومجتمعه وبرز اسمه في الأوساط الشعبية بمهارته وثقافته الطبية وسمعته الجلية وأخلاقياته المثالية ونزاهته وتفانيه في خدمة المرضى. وكان هذا الطبيب يستقيظ عند شروق الشمس وبعد تناوله فطوراً سريعاً وتوديعه أفراد عائلته يتجه مباشرة إلى المستشفى لمعاينة مرضاه وإلقاء المحاضرات في كلية الطب، كما أقنع أهله وأصدقاءه، ثم يعود في المساء «منهكاً» بعد نهار مثقل بالمعاينات والمحاضرات وذلك حسب مزاعمه. وبعد عدة سنوات من تلك المسرحية فضح أمره واتضح أن هذا «الطبيب» لا يملك أية شهادة طبية ولم يعاين أي مريض ولم يلق أية محاضرة بل كان طيلة ممارسته الطبية المزعومة يشتغل كعامل بسيط في إحدى الشركات البعيدة عن منزله في مقاطعة أخرى وأنه خلق تلك «الهالة» الطبية لكسب احترام وتقدير وإعجاب زوجته وأولاده وأصدقائه. وبعد أن فُضح أمره وتداولته الصحف ووسائل الإعلام المحلية قام على الانتحار تاركاً وراءه أسئلة كثيرة حول أسباب انتحاره ثم مناقشتها في بعض المحافل الطبية والاجتماعية واحدثت جدلاً بين اخصائيي الأمراض النفسية وكرست لها عدة مقالات علمية ودراماتيكية بدون التوصل إلى معرفة الحقيقة حول تلك الأسباب أو الاتفاق حول اضطرار «هذا الطبيب المزعوم» على الانتحار.
وهنالك قصة طريفة أخرى تشبه المسرحيات غير انها حقيقية وقعت فصولها منذ بضع سنوات في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة وكان بطلها اخصائي في الطب التوالدي والعقم اشتهر بمهارته الطبية ونتائجه المميزة في مساعدة المئات من الرجال والنساء العقيمين على الانجاب مهما كانت حالتهم صعبة ومستعصية. وقد لمع اسمه وقصده المرضى من مختلف الولايات الأمريكية بعد أن يئسوا من التوصل إلى الحمل بعد عدة محاولات فاشلة. وكانت أبرز الحالات التي عالجها بنجاح لا مثيل له تلك التي تشمل العقم عند الرجال نتيجة فقدان كامل غير انسدادي للحيوانات المنوية التي لم تتجاوب لأية معالجة، حتى بتلقيح البويضات بالنطاف سابقاً، بسبب ضمور كامل في الخصيتين. وكان نجاح معالجته حتى في تلك الحالات اليائسة موضوع إعجاب وتقدير من طرف المرضى وتساؤل وشكوكية من جانب الجسم الطبي المختص في هذا الحقل. وما لبث هذا الطبيب أن افتضح أمره بعد أن تبين أنه كان يستعمل سائله المنوي الشخصي في عملية تلقيح الرحم أو البيوضات كما أكدته التحاليل المخبرية على أكثر من 35 طفلاً بواسطة إجراء فحص الحمض النووي أو ال (د ن ا) لهم. وخلقت تلك الحادثة الفريدة زوبعة إعلامية وظهر هذا «الفحل» الدجال على شاشات التلفزيون مكبلاً ومقتادا إلى المحكمة حيث اعترف بعمله الإجرامي فسحبت منه رخصته الطبية وحكم عليه بالسجن لعدة سنوات وبتعويض مالي ضخم لمرضاه الذين وثقوا به وائتمنوه لمساعدتهم في الانجاب وليس ليصبح أباً متستراً لأطفالهم!.
وأخيراً هنالك حادثة طريفة لا اعلم إن كانت حقيقية أو خيالية نُشرت في إحدى المجلات الأميركية حول رجل يفتخر بمكره وبراعته في تذليل أية عقوبات تعترضه وهو مفلس. وقد اصيب هذا العقبري (حسب زعمه) بآلام شديدة في بطنه لم يتمكن عدة أطباء من تشخصيها ومعالجتها فقام بالتحري عن أشهر طبيب في الأمراض الهضمية ليستشيره فحصل على اسم اخصائي بارع في أحد المستشفيات الأميركية البارزة ولكنه نُبّه أن أجر هذ الطبيب لأول زيارة باهظة تصل إلى حوالي 250 دولاراً للمعاينة فقط وذلك بدون تكاليف التحاليل والأشعة. وأما أجر المعاينات اللاحقة فهي معقولة لا تزيد على 50 دولاراً. فقرر مريضنا «العبقري» أن يحتال على هذا الطبيب فدخل إلى عيادته وألقى التحية عليه قائلاً إنني أتيتك مجدداً لمتابعة حالتي والتماس رأيك الطبي حول تطورها. فعاينه الطبيب وفحصه بكل دقة واهتمام ثم التفت إليه وقال «ما من مشكلة عويصة لديك إنني انصحك بمتابعة نفس العلاج الذي وصفته لك في البداية عند أول استشارة» (للعلم إنه لم يره بتاتاً فيما مضى). وهذه القصة تؤكد صواب المثل العربي المعروف «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها» وتشدد تلك القصص على أهمية الصدق والإخلاص في التعامل مع الناس لأن «حبل الكذب قصير» وأن الاحتيال والشعوذة والكذب عورات شاذة ما تلبث أن تقود أصحابها نحو العار والفساد في جميع المجالات والمهن.
طبيب مشهور وأستاذ مرموق في إحدى المدن السويسرية، حسب مزاعمه الشخصية، فجر قنبلة اجتماعية ودراماتيكية منذ بضع سنوات تناولتها الوسائل الإعلامية العالمية وبعض الجمعيات الطبية لعلم النفس وعزمت هوليوود بإنتاج فيلم حولها. خلاصة هذه القصة الطريفة والمحزنة في آن واحد أن أحد «الأطباء» السويسريين أقنع عائلته وأقرباءه وأصدقاءه أنه يمتلك شهادات طبية عالية حصل عليها من بعض الجامعات الأوروبية وأنه يعمل كطبيب في أحد المستشفيات المرموقة وأستاذ محاضر في الجامعة. وقد حاز هذا الطبيب على احترام وتقدير زوجته وأولاده ومجتمعه وبرز اسمه في الأوساط الشعبية بمهارته وثقافته الطبية وسمعته الجلية وأخلاقياته المثالية ونزاهته وتفانيه في خدمة المرضى. وكان هذا الطبيب يستقيظ عند شروق الشمس وبعد تناوله فطوراً سريعاً وتوديعه أفراد عائلته يتجه مباشرة إلى المستشفى لمعاينة مرضاه وإلقاء المحاضرات في كلية الطب، كما أقنع أهله وأصدقاءه، ثم يعود في المساء «منهكاً» بعد نهار مثقل بالمعاينات والمحاضرات وذلك حسب مزاعمه. وبعد عدة سنوات من تلك المسرحية فضح أمره واتضح أن هذا «الطبيب» لا يملك أية شهادة طبية ولم يعاين أي مريض ولم يلق أية محاضرة بل كان طيلة ممارسته الطبية المزعومة يشتغل كعامل بسيط في إحدى الشركات البعيدة عن منزله في مقاطعة أخرى وأنه خلق تلك «الهالة» الطبية لكسب احترام وتقدير وإعجاب زوجته وأولاده وأصدقائه. وبعد أن فُضح أمره وتداولته الصحف ووسائل الإعلام المحلية قام على الانتحار تاركاً وراءه أسئلة كثيرة حول أسباب انتحاره ثم مناقشتها في بعض المحافل الطبية والاجتماعية واحدثت جدلاً بين اخصائيي الأمراض النفسية وكرست لها عدة مقالات علمية ودراماتيكية بدون التوصل إلى معرفة الحقيقة حول تلك الأسباب أو الاتفاق حول اضطرار «هذا الطبيب المزعوم» على الانتحار.
وهنالك قصة طريفة أخرى تشبه المسرحيات غير انها حقيقية وقعت فصولها منذ بضع سنوات في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة وكان بطلها اخصائي في الطب التوالدي والعقم اشتهر بمهارته الطبية ونتائجه المميزة في مساعدة المئات من الرجال والنساء العقيمين على الانجاب مهما كانت حالتهم صعبة ومستعصية. وقد لمع اسمه وقصده المرضى من مختلف الولايات الأمريكية بعد أن يئسوا من التوصل إلى الحمل بعد عدة محاولات فاشلة. وكانت أبرز الحالات التي عالجها بنجاح لا مثيل له تلك التي تشمل العقم عند الرجال نتيجة فقدان كامل غير انسدادي للحيوانات المنوية التي لم تتجاوب لأية معالجة، حتى بتلقيح البويضات بالنطاف سابقاً، بسبب ضمور كامل في الخصيتين. وكان نجاح معالجته حتى في تلك الحالات اليائسة موضوع إعجاب وتقدير من طرف المرضى وتساؤل وشكوكية من جانب الجسم الطبي المختص في هذا الحقل. وما لبث هذا الطبيب أن افتضح أمره بعد أن تبين أنه كان يستعمل سائله المنوي الشخصي في عملية تلقيح الرحم أو البيوضات كما أكدته التحاليل المخبرية على أكثر من 35 طفلاً بواسطة إجراء فحص الحمض النووي أو ال (د ن ا) لهم. وخلقت تلك الحادثة الفريدة زوبعة إعلامية وظهر هذا «الفحل» الدجال على شاشات التلفزيون مكبلاً ومقتادا إلى المحكمة حيث اعترف بعمله الإجرامي فسحبت منه رخصته الطبية وحكم عليه بالسجن لعدة سنوات وبتعويض مالي ضخم لمرضاه الذين وثقوا به وائتمنوه لمساعدتهم في الانجاب وليس ليصبح أباً متستراً لأطفالهم!.
وأخيراً هنالك حادثة طريفة لا اعلم إن كانت حقيقية أو خيالية نُشرت في إحدى المجلات الأميركية حول رجل يفتخر بمكره وبراعته في تذليل أية عقوبات تعترضه وهو مفلس. وقد اصيب هذا العقبري (حسب زعمه) بآلام شديدة في بطنه لم يتمكن عدة أطباء من تشخصيها ومعالجتها فقام بالتحري عن أشهر طبيب في الأمراض الهضمية ليستشيره فحصل على اسم اخصائي بارع في أحد المستشفيات الأميركية البارزة ولكنه نُبّه أن أجر هذ الطبيب لأول زيارة باهظة تصل إلى حوالي 250 دولاراً للمعاينة فقط وذلك بدون تكاليف التحاليل والأشعة. وأما أجر المعاينات اللاحقة فهي معقولة لا تزيد على 50 دولاراً. فقرر مريضنا «العبقري» أن يحتال على هذا الطبيب فدخل إلى عيادته وألقى التحية عليه قائلاً إنني أتيتك مجدداً لمتابعة حالتي والتماس رأيك الطبي حول تطورها. فعاينه الطبيب وفحصه بكل دقة واهتمام ثم التفت إليه وقال «ما من مشكلة عويصة لديك إنني انصحك بمتابعة نفس العلاج الذي وصفته لك في البداية عند أول استشارة» (للعلم إنه لم يره بتاتاً فيما مضى). وهذه القصة تؤكد صواب المثل العربي المعروف «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها» وتشدد تلك القصص على أهمية الصدق والإخلاص في التعامل مع الناس لأن «حبل الكذب قصير» وأن الاحتيال والشعوذة والكذب عورات شاذة ما تلبث أن تقود أصحابها نحو العار والفساد في جميع المجالات والمهن.