[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علاقة التدخين بالصحة العامة معروفة، وكتب عنها الكثير
نظرا لاقتران التدخين بأمراض القلب والسرطان، ولكن دور التدخين في الصحة
النفسية لا يزال غير واضح لدى الكثيرين، بل وهناك من يعتقد بأن التدخين
يساعد على إزالة أو التخفيف من التوتر العصبي.
ما هي بالضبط حقيقة علاقة التدخين بالصحة النفسية؟
الإجابة عن هذا السؤال تتلخص بالنقاط التالية:
* تعتبر مادة النيكوتين مادة منبهة ومنشطة للجهاز العصبي تماما مثل
الكافيين، وبالتالي فإن التدخين يحمل نفس مخاطر القهوة وبقية المواد التي
تحتوي على الكافيين. وأهم هذه المخاطر هو وضع الجسم في حالة التوتر
النفسي، وبالتالي حدوث ردة فعل الجسم الفسيولوجية المصاحبة للضغوط النفسية
التي تشمل إفراز الهرمونات المضادة للتوتر النفسي، أي نشاط خلايا الجسم
المسئولة عن الدفاع عن الصحة الداخلية للجسم والتوازن الفسيولوجي
والعاطفي.
* على أي حال، ردة فعل الجسم للتدخين (النيكوتين) ورغم كونها نفس ردة
الفعل التي تحدث في حالة ردة فعل التعرض للضغوط النفسية، إلا أنها تختلف
عنها بكونها ناجمة بغياب العوامل والأسباب النفسية المؤدية للضغوط
النفسية، وبالتالي فإن ارتفاع درجة النشاط الأيضي في الخلايا وزيادة
النشاط والتوتر العصبي تصبح هي الحالة الطبيعية بالنسبة للمدخن، وهذا
معناه أن غياب النيكوتين من الجسم يؤدي إلى ردة فعل فسيولوجية- عصبية،
تتمثل بمشاعر اكتئاب خفيفة تؤدي للقلق والتوتر العصبي والرغبة الشديدة في
التدخين للعودة بالجسم للحالة الطبيعية التي تعود عليها المدخن.
* في نفس الوقت، التدخين لمدة طويلة يؤدي إلى زيادة تحمل المدخن
للنيكوتين، وبالتالي فإن الاستجابة الفسيولوجية الطبيعية للجسم ضد الضغط
النفسي الناجم عن زيادة النيكوتين تصبح أقل، ولكن التأثير السلبي للتدخين
على الرئتين بشكل خاص يبقى ساري المفعول وبدون تغيير.. هذا بالنسبة
للتدخين الإيجابي.
أما التدخين السلبي ومن خلال التواجد في أماكن ملوثة بدخان السجائر أكثر
خطورة على غير المدخن وذلك لسبب بسيط وهو غير المدخن لم تحدث لديه مناعة
أو بالأحرى تحمل للنيكوتين وبالتالي الآثار السلبية للنيكوتين تكون أكثر
حدة عند غير المدخن، كما وأن غير المدخن يصاب بالتهيج في العينين والأنف
بشكل أكبر من الشخص المدخن، وهذا يؤثر على قدرة الفرد على أداء الأعمال
والمهام الدقيقة والتي تحتاج لتركيز، بل وتدل الأبحاث والدراسات على أن
نسبة التغيب عن العمل لدى المدخن السلبي أكبر من نسبة الغياب لدى المدخن
نفسه أي المدخن الإيجابي .
التوهمات النفسية للتدخين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بدأت حملة الدعاية للتدخين والترويج له بالامتيازات
الزائفة التي ألصقت به منذ زمن بعيد على يد جو نيكون سفير فرنسا في لشبونة
آنذاك الذي بيّن بأن التدخين مصدر لإعادة الوعي وعلاج كثير من الأمراض،
ولقد سميت مادة (النيكوتين) باسمه، كما ظهر التدخين بشكله الحالي سنة
1870م في البرازيل وفي أمريكا سنة 1880م وهناك من يعتبر التدخين مثل شرب
الشاي والقهوة، كما يشعر بعض الأفراد بأن التدخين يخفف من شدة التوتر
والضيق والخجل وصعوبة التفاعل مع المجتمع، ويضيف آخرون على أنه مؤشر لنضج
الشخصية خاصة المراهقون منهم، وهناك من يعتبر التدخين بأنه نوع من أنواع
الاسترخاء وأنه يشعر بالمتعة في تلك الفترة التي يدخن بها، وآخر يشير إلى
أن الحركات اللاإرادية التي تصاحب عملية التدخين من فتح العلبة وإخراج
السيجارة وإشعالها والبدء في ارتشاف الدخان حركات لا يمكنه السيطرة عليها،
كما يعتبر البعض التدخين مظهر من مظاهر الرقي، وأنه مؤشر من مؤشرات الطبقة
الراقية، وآخرون يعتبرون تقديم السجاير للضيف على إنه من إكرامه.
تدحض بعض الأبحاث تلك الادعاءات وتعليل بعض المدخنين بأن لديهم إدمان على
النيكوتين وتشير بأنه لا صحة لذلك الادعاء. كما أن التبريرات وما يذكره
المدخنون واندفاعهم لاستعمال السيجارة لغرض التخلص من التوتر والضيق، أو
عندما يحتاج الأمر إلى التفكير في حل المشاكل، أو عندما يشعرون بالاكتئاب
والوحدة، أو زيادة المشاكل والصراعات النفسية فيلجأون لزيادة عدد السجائر
التي يدخنونها وهدفهم من ذلك التخلص من هذه الحالة ولا يدركون أنها تزيد
الطين بلة نتيجة للدخان المحمل بالمضار المختلفة، إضافة إلى أن التوتر
يحتاج إلى كمية من الأوكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم يؤدي إلى
زيادة التوتر والضيق وهناك من يذكر بأنه يدخن أكثر عندما يشعر بالسعادة
والفرح وهذا نوع من التبريرات لذلك التدخين أيضاً، كثيراً ما يأتي الأفراد
بتبريرات لا حصر لها للسلوك الذي يقومون به ومن بين هذا السلوك التدخين.
التدخين أم الاكتئاب .. من المتسبب في الآخر ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دراسة جديدة خرجت نتائجها أخيراً من مركز أبحاث هنري
فوردالأمريكي للعلوم الصحية تقول إن المرضى الذين شخصت حالاتهم (اكتئاب
نفسي شديد) يكونون أكثر استعداداً لإدمان التبغ بمعدل ثلاثة أضعاف أقرانهم
من غير المصابين بالاكتئاب
وأن هناك دلائل علي وجودأسباب مشتركة بين السلوك الاكتئابي والتدخين وأن
البيئة الاجتماعية والعامل الشخصي يلعبان دوراً أساسياً في اكتساب عادة
الإدمان.
في حين يري الدكتور ناومي بريسلاو الباحث النفسي بالمركز والمشرف علي
الدراسة التي استمرت خمس سنوات علي أكثر من ألف شاب – أن السبب في ذلك قد
يرجع إما إلي تأثير النكوتين الذي يظهر بشكل خاص علي المعرضين للاكتئاب ،
أو أن يكون التدخين علاجاً ذاتياً للحالة المزاجية للمكتئب أو أن يكون
الاكتئاب الشديد دافعاً للمكتئب الشاب علي تنمية عادة التدخين يومياً خاصة
خلال فترة المراهقة .
ويرى الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجماعة القاهرة أن هناك
علاقة مؤكدة ومتعددة الاتجاهات بين الحالة المزاجية بصفة عامة والتدخين
بصفة خاصة حيث تدفع حالة المزاج المتقلب صاحبها إلى التدخين ويمكن أن يمثل
عند المكتئب نوعاً من التسلية أو المرح الذي قد يخفف من إحساسه بالضيق
والكآبة أما أخطر ما في الأمر فهو قوله بأن السيجارة قد تكون عند بعض
المكتئبين بمثابة الرفيق الذي يخفف من وطأة شعوره بالتوتر والقلق
والاغتراب والوحدة أو العزلة الاجتماعية وأن انغماس المكتئب في التدخين قد
يكون بدافع الرغبة في تدمير الذات وأن هذا واقع لاحظه خلال حديثة مع
المرضى الذين يعانون الاكتئاب.
أما أغرب النتائج وأفضلها والتي تؤكد أن التدخين عادة يمكن التخلي عنها
بسهولة مع توفر الإرادة القوية ، فهو إن مريض الاكتئاب المدخن يكون أكثر
قدرة من غيره على الإقلاع عن التدخين بمجرد شعوره بالتحسن وارتفاع
معنوياته واستعادته لإرادته وقدرته علي السيطرة علي رغباته .
وعموماً فالرأي الراجح الذي أكدته الأبحاث في مختلف أنحاء العالم أن
575;لنيكوتين مادة إدمانية تعمل علي ربط المدخن بها مادامت قد ضعفت
إرادته وهي تهمة تحاول شركات التبغ دائماً أن تنفيها عن نفسها ولهذا فسوف
يظل الجدل ومحاولات النفي والإثبات مستمرة لتحسمها إرادة كل مدخن فإما أن
يتمسك بالسيجارة ويتنازل عن إرادته وأما أن يتخلى عنها ويستعيد إرادته.
التدخين ... عادة و إدمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإدمان هو اعتياد الجسم على مادة غريبة، بحيث
أنه يصبح بحاجة لها بشكل مستمر للحفاظ على توازن معين، و التوقف عن تناول
هذه المادة، يؤدي إلى متلازمة السحب.
وقد انتشرت الكثير من الدراسات والشائعات في نفس الوقت في السابق حول
طبيعة العلاقة بين المدخن وسجائره والتي تأكد فيما بعد أن عملية الإدمان
كان لها دور كبير في تلك العلاقة .
يؤدي النيكوتين إلى نوعين من الإدمان:
- إدمان كيميائي: أي أن الجسم يحتاج إلى هذه المادة الكيميائية، و ذلك نتيجة تأثيرها على مستقبلات السيروتونين في الخلايا الدماغية.
- إدمان نفسي: أي الإدمان على حركات معينة و وضعيات معينة يتخذها الشخص
أثناء التدخين (مثلاً: حركات اليدين، المشروبات المرافقة، طريقة التكلم،
الإحساس بالثقة ... إلخ) .
يعد النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان، إذ أن 80 % من اللذين يتوقفون عن التدخين، يعودون إليه يوماً ما.
أما أعراض السحب (الحاجة الملحة للتدخين) فتظهر بعد بضع ساعات من
الانقطاع، مما يفسر حاجة المدخنين للسيكارة الصباحية أكثر من أي شيء آخر.
و يقوم الطبيب المشرف على برنامج التوقف عن التدخين، عادة، بطرح مجموعة من
الأسئلة على المريض (استجواب مبرمج من قبل جمعيات الإدمان)، مما يساعده
على تحديد نسبة الإدمان الكيميائي و النفسي لدى المريض، و بالتالي تحديد
تفاصيل البرنامج الواجب اتباعه.
تقر منظمة الصحة العالمية وجميع الهيئات الطبية في العالم أن التدخين هو
أكبر خطر على الصحة يواجه البشرية اليوم . ومع ذلك يمكن بجهود منسقة أن
يتم التغلب على مشاكله العديدة .
ويعتبر إدمان النيكوتين (وهو المادة المسببة للاعتماد في التبغ ) من أشد
أنواع الإدمان . وقد قامت الكلية الملكية للأطباء بلندن بإجراء بحث مطول
على الإنسان والحيوان لمعرفة مدى الإدمان الذي يسببه النيكوتين ، ومقارنته
بالمواد المعروفة باسم المخدرات .
والمذهل حقا أن الباحثين قد وجدوا بدرجة يقينية أن النيكوتين في التبغ لا
يقل عن إدمان أعتى المخدرات تسببا للإدمان وهما الهيروين والكوكايين . بل
إن بعض الأبحاث تشير إلى أن إدمان النيكوتين أشد من إدمان الهيروين وإدمان
الكوكايين . وبدون ريب فإن إدمان النيكوتين هو أوسع انتشارا من جميع أنواع
المخدرات والخمور مجتمعة ، وذلك لكثافة استخدام التبغ ، فمن بين كل مئة
شخص يتعاطون التبغ ، فإن ما بين 85 و 90 % سيصحبون مدمنين له وإذا قارنا
ذلك بالخمور مثلا فمن بين كل مئة يتعاطون الخمور فإن نسبة 15 % فقط هم
الذين سيصبحون مدمنين لها .
التدخين اليومي يزيد الرغبة في الانتحار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اكتشف الباحثون في جامعة ميتشيغان الأمريكية، أن
الرغبة في الانتحار والموت السريع قد تنتج بصورة أساسية عن عادة التدخين
اليومية عند من يمارسونها حالياً، وليس عند من تركوها.
ووجد هؤلاء في دراستهم التي تابعوا فيها 900 شخص لأكثر من 10 سنوات،
تراوحت أعمارهم آنذاك بين 21 – 30 عاماً، ومراقبة عادات التدخين والصحة
النفسية لديهم في الأعوام 1992م ـ 1994م ومن 1999م إلى 2001 حاول 19 منهم
الانتحار خلال فترة الدراسة، وتم تسجيل 130 حالة لنية الانتحار والموت
السريع .
ولاحظ الباحثون وجود علاقة بين من يدخنون يومياً والإقبال على سلوكيات
الانتحار ، في حين لم تظهر مثل هذه العلاقة عند المدخنين السابقين الذين
تركوا هذه العادة الضارة مشيرين إلى أن النتائج بقيت ثابتة حتى بعد الأخذ
في الاعتبار الإصابة السابقة بالاكتئاب وإدمان المخدرات والاضطرابات
النفسية ومحاولة الانتحار الماضية. وقال الخبراء في مجلة "أرشيف الطب
النفسي العام" أن أساس هذه العلاقة بين التدخين و الانتحار لم يتضح بعد,
كما لم يتم التوصل إلى التفسير البيولوجي لارتباط التدخين الحالي بسلوكيات
الانتحار المتكررة.
__________________
علاقة التدخين بالصحة العامة معروفة، وكتب عنها الكثير
نظرا لاقتران التدخين بأمراض القلب والسرطان، ولكن دور التدخين في الصحة
النفسية لا يزال غير واضح لدى الكثيرين، بل وهناك من يعتقد بأن التدخين
يساعد على إزالة أو التخفيف من التوتر العصبي.
ما هي بالضبط حقيقة علاقة التدخين بالصحة النفسية؟
الإجابة عن هذا السؤال تتلخص بالنقاط التالية:
* تعتبر مادة النيكوتين مادة منبهة ومنشطة للجهاز العصبي تماما مثل
الكافيين، وبالتالي فإن التدخين يحمل نفس مخاطر القهوة وبقية المواد التي
تحتوي على الكافيين. وأهم هذه المخاطر هو وضع الجسم في حالة التوتر
النفسي، وبالتالي حدوث ردة فعل الجسم الفسيولوجية المصاحبة للضغوط النفسية
التي تشمل إفراز الهرمونات المضادة للتوتر النفسي، أي نشاط خلايا الجسم
المسئولة عن الدفاع عن الصحة الداخلية للجسم والتوازن الفسيولوجي
والعاطفي.
* على أي حال، ردة فعل الجسم للتدخين (النيكوتين) ورغم كونها نفس ردة
الفعل التي تحدث في حالة ردة فعل التعرض للضغوط النفسية، إلا أنها تختلف
عنها بكونها ناجمة بغياب العوامل والأسباب النفسية المؤدية للضغوط
النفسية، وبالتالي فإن ارتفاع درجة النشاط الأيضي في الخلايا وزيادة
النشاط والتوتر العصبي تصبح هي الحالة الطبيعية بالنسبة للمدخن، وهذا
معناه أن غياب النيكوتين من الجسم يؤدي إلى ردة فعل فسيولوجية- عصبية،
تتمثل بمشاعر اكتئاب خفيفة تؤدي للقلق والتوتر العصبي والرغبة الشديدة في
التدخين للعودة بالجسم للحالة الطبيعية التي تعود عليها المدخن.
* في نفس الوقت، التدخين لمدة طويلة يؤدي إلى زيادة تحمل المدخن
للنيكوتين، وبالتالي فإن الاستجابة الفسيولوجية الطبيعية للجسم ضد الضغط
النفسي الناجم عن زيادة النيكوتين تصبح أقل، ولكن التأثير السلبي للتدخين
على الرئتين بشكل خاص يبقى ساري المفعول وبدون تغيير.. هذا بالنسبة
للتدخين الإيجابي.
أما التدخين السلبي ومن خلال التواجد في أماكن ملوثة بدخان السجائر أكثر
خطورة على غير المدخن وذلك لسبب بسيط وهو غير المدخن لم تحدث لديه مناعة
أو بالأحرى تحمل للنيكوتين وبالتالي الآثار السلبية للنيكوتين تكون أكثر
حدة عند غير المدخن، كما وأن غير المدخن يصاب بالتهيج في العينين والأنف
بشكل أكبر من الشخص المدخن، وهذا يؤثر على قدرة الفرد على أداء الأعمال
والمهام الدقيقة والتي تحتاج لتركيز، بل وتدل الأبحاث والدراسات على أن
نسبة التغيب عن العمل لدى المدخن السلبي أكبر من نسبة الغياب لدى المدخن
نفسه أي المدخن الإيجابي .
التوهمات النفسية للتدخين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بدأت حملة الدعاية للتدخين والترويج له بالامتيازات
الزائفة التي ألصقت به منذ زمن بعيد على يد جو نيكون سفير فرنسا في لشبونة
آنذاك الذي بيّن بأن التدخين مصدر لإعادة الوعي وعلاج كثير من الأمراض،
ولقد سميت مادة (النيكوتين) باسمه، كما ظهر التدخين بشكله الحالي سنة
1870م في البرازيل وفي أمريكا سنة 1880م وهناك من يعتبر التدخين مثل شرب
الشاي والقهوة، كما يشعر بعض الأفراد بأن التدخين يخفف من شدة التوتر
والضيق والخجل وصعوبة التفاعل مع المجتمع، ويضيف آخرون على أنه مؤشر لنضج
الشخصية خاصة المراهقون منهم، وهناك من يعتبر التدخين بأنه نوع من أنواع
الاسترخاء وأنه يشعر بالمتعة في تلك الفترة التي يدخن بها، وآخر يشير إلى
أن الحركات اللاإرادية التي تصاحب عملية التدخين من فتح العلبة وإخراج
السيجارة وإشعالها والبدء في ارتشاف الدخان حركات لا يمكنه السيطرة عليها،
كما يعتبر البعض التدخين مظهر من مظاهر الرقي، وأنه مؤشر من مؤشرات الطبقة
الراقية، وآخرون يعتبرون تقديم السجاير للضيف على إنه من إكرامه.
تدحض بعض الأبحاث تلك الادعاءات وتعليل بعض المدخنين بأن لديهم إدمان على
النيكوتين وتشير بأنه لا صحة لذلك الادعاء. كما أن التبريرات وما يذكره
المدخنون واندفاعهم لاستعمال السيجارة لغرض التخلص من التوتر والضيق، أو
عندما يحتاج الأمر إلى التفكير في حل المشاكل، أو عندما يشعرون بالاكتئاب
والوحدة، أو زيادة المشاكل والصراعات النفسية فيلجأون لزيادة عدد السجائر
التي يدخنونها وهدفهم من ذلك التخلص من هذه الحالة ولا يدركون أنها تزيد
الطين بلة نتيجة للدخان المحمل بالمضار المختلفة، إضافة إلى أن التوتر
يحتاج إلى كمية من الأوكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم يؤدي إلى
زيادة التوتر والضيق وهناك من يذكر بأنه يدخن أكثر عندما يشعر بالسعادة
والفرح وهذا نوع من التبريرات لذلك التدخين أيضاً، كثيراً ما يأتي الأفراد
بتبريرات لا حصر لها للسلوك الذي يقومون به ومن بين هذا السلوك التدخين.
التدخين أم الاكتئاب .. من المتسبب في الآخر ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دراسة جديدة خرجت نتائجها أخيراً من مركز أبحاث هنري
فوردالأمريكي للعلوم الصحية تقول إن المرضى الذين شخصت حالاتهم (اكتئاب
نفسي شديد) يكونون أكثر استعداداً لإدمان التبغ بمعدل ثلاثة أضعاف أقرانهم
من غير المصابين بالاكتئاب
وأن هناك دلائل علي وجودأسباب مشتركة بين السلوك الاكتئابي والتدخين وأن
البيئة الاجتماعية والعامل الشخصي يلعبان دوراً أساسياً في اكتساب عادة
الإدمان.
في حين يري الدكتور ناومي بريسلاو الباحث النفسي بالمركز والمشرف علي
الدراسة التي استمرت خمس سنوات علي أكثر من ألف شاب – أن السبب في ذلك قد
يرجع إما إلي تأثير النكوتين الذي يظهر بشكل خاص علي المعرضين للاكتئاب ،
أو أن يكون التدخين علاجاً ذاتياً للحالة المزاجية للمكتئب أو أن يكون
الاكتئاب الشديد دافعاً للمكتئب الشاب علي تنمية عادة التدخين يومياً خاصة
خلال فترة المراهقة .
ويرى الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجماعة القاهرة أن هناك
علاقة مؤكدة ومتعددة الاتجاهات بين الحالة المزاجية بصفة عامة والتدخين
بصفة خاصة حيث تدفع حالة المزاج المتقلب صاحبها إلى التدخين ويمكن أن يمثل
عند المكتئب نوعاً من التسلية أو المرح الذي قد يخفف من إحساسه بالضيق
والكآبة أما أخطر ما في الأمر فهو قوله بأن السيجارة قد تكون عند بعض
المكتئبين بمثابة الرفيق الذي يخفف من وطأة شعوره بالتوتر والقلق
والاغتراب والوحدة أو العزلة الاجتماعية وأن انغماس المكتئب في التدخين قد
يكون بدافع الرغبة في تدمير الذات وأن هذا واقع لاحظه خلال حديثة مع
المرضى الذين يعانون الاكتئاب.
أما أغرب النتائج وأفضلها والتي تؤكد أن التدخين عادة يمكن التخلي عنها
بسهولة مع توفر الإرادة القوية ، فهو إن مريض الاكتئاب المدخن يكون أكثر
قدرة من غيره على الإقلاع عن التدخين بمجرد شعوره بالتحسن وارتفاع
معنوياته واستعادته لإرادته وقدرته علي السيطرة علي رغباته .
وعموماً فالرأي الراجح الذي أكدته الأبحاث في مختلف أنحاء العالم أن
575;لنيكوتين مادة إدمانية تعمل علي ربط المدخن بها مادامت قد ضعفت
إرادته وهي تهمة تحاول شركات التبغ دائماً أن تنفيها عن نفسها ولهذا فسوف
يظل الجدل ومحاولات النفي والإثبات مستمرة لتحسمها إرادة كل مدخن فإما أن
يتمسك بالسيجارة ويتنازل عن إرادته وأما أن يتخلى عنها ويستعيد إرادته.
التدخين ... عادة و إدمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإدمان هو اعتياد الجسم على مادة غريبة، بحيث
أنه يصبح بحاجة لها بشكل مستمر للحفاظ على توازن معين، و التوقف عن تناول
هذه المادة، يؤدي إلى متلازمة السحب.
وقد انتشرت الكثير من الدراسات والشائعات في نفس الوقت في السابق حول
طبيعة العلاقة بين المدخن وسجائره والتي تأكد فيما بعد أن عملية الإدمان
كان لها دور كبير في تلك العلاقة .
يؤدي النيكوتين إلى نوعين من الإدمان:
- إدمان كيميائي: أي أن الجسم يحتاج إلى هذه المادة الكيميائية، و ذلك نتيجة تأثيرها على مستقبلات السيروتونين في الخلايا الدماغية.
- إدمان نفسي: أي الإدمان على حركات معينة و وضعيات معينة يتخذها الشخص
أثناء التدخين (مثلاً: حركات اليدين، المشروبات المرافقة، طريقة التكلم،
الإحساس بالثقة ... إلخ) .
يعد النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان، إذ أن 80 % من اللذين يتوقفون عن التدخين، يعودون إليه يوماً ما.
أما أعراض السحب (الحاجة الملحة للتدخين) فتظهر بعد بضع ساعات من
الانقطاع، مما يفسر حاجة المدخنين للسيكارة الصباحية أكثر من أي شيء آخر.
و يقوم الطبيب المشرف على برنامج التوقف عن التدخين، عادة، بطرح مجموعة من
الأسئلة على المريض (استجواب مبرمج من قبل جمعيات الإدمان)، مما يساعده
على تحديد نسبة الإدمان الكيميائي و النفسي لدى المريض، و بالتالي تحديد
تفاصيل البرنامج الواجب اتباعه.
تقر منظمة الصحة العالمية وجميع الهيئات الطبية في العالم أن التدخين هو
أكبر خطر على الصحة يواجه البشرية اليوم . ومع ذلك يمكن بجهود منسقة أن
يتم التغلب على مشاكله العديدة .
ويعتبر إدمان النيكوتين (وهو المادة المسببة للاعتماد في التبغ ) من أشد
أنواع الإدمان . وقد قامت الكلية الملكية للأطباء بلندن بإجراء بحث مطول
على الإنسان والحيوان لمعرفة مدى الإدمان الذي يسببه النيكوتين ، ومقارنته
بالمواد المعروفة باسم المخدرات .
والمذهل حقا أن الباحثين قد وجدوا بدرجة يقينية أن النيكوتين في التبغ لا
يقل عن إدمان أعتى المخدرات تسببا للإدمان وهما الهيروين والكوكايين . بل
إن بعض الأبحاث تشير إلى أن إدمان النيكوتين أشد من إدمان الهيروين وإدمان
الكوكايين . وبدون ريب فإن إدمان النيكوتين هو أوسع انتشارا من جميع أنواع
المخدرات والخمور مجتمعة ، وذلك لكثافة استخدام التبغ ، فمن بين كل مئة
شخص يتعاطون التبغ ، فإن ما بين 85 و 90 % سيصحبون مدمنين له وإذا قارنا
ذلك بالخمور مثلا فمن بين كل مئة يتعاطون الخمور فإن نسبة 15 % فقط هم
الذين سيصبحون مدمنين لها .
التدخين اليومي يزيد الرغبة في الانتحار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اكتشف الباحثون في جامعة ميتشيغان الأمريكية، أن
الرغبة في الانتحار والموت السريع قد تنتج بصورة أساسية عن عادة التدخين
اليومية عند من يمارسونها حالياً، وليس عند من تركوها.
ووجد هؤلاء في دراستهم التي تابعوا فيها 900 شخص لأكثر من 10 سنوات،
تراوحت أعمارهم آنذاك بين 21 – 30 عاماً، ومراقبة عادات التدخين والصحة
النفسية لديهم في الأعوام 1992م ـ 1994م ومن 1999م إلى 2001 حاول 19 منهم
الانتحار خلال فترة الدراسة، وتم تسجيل 130 حالة لنية الانتحار والموت
السريع .
ولاحظ الباحثون وجود علاقة بين من يدخنون يومياً والإقبال على سلوكيات
الانتحار ، في حين لم تظهر مثل هذه العلاقة عند المدخنين السابقين الذين
تركوا هذه العادة الضارة مشيرين إلى أن النتائج بقيت ثابتة حتى بعد الأخذ
في الاعتبار الإصابة السابقة بالاكتئاب وإدمان المخدرات والاضطرابات
النفسية ومحاولة الانتحار الماضية. وقال الخبراء في مجلة "أرشيف الطب
النفسي العام" أن أساس هذه العلاقة بين التدخين و الانتحار لم يتضح بعد,
كما لم يتم التوصل إلى التفسير البيولوجي لارتباط التدخين الحالي بسلوكيات
الانتحار المتكررة.
__________________