تواترت الآيات والأحاديث النبوية في ذكر الجنة وأهلها، وذكر الأسباب الموجبة لدخولها، وما ذلك إلا لعظم منزلة الجنة فهي دار الكرامة، الداخل فيها ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، وفيها أعدَّ الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
فحيَّا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيّم
وقد اختص الله سبحانه هذه الدار بأوليائه، ينعمون فيها بأصناف الملذات، فما يشتهي أحدهم شيئاً إلا جاءه، قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الزخرف:71).
ومن أعظم نِعَم تلك الدار ما كتب الله لأهلها من الخلود الأبدي فيها، فلا يخافون موتاً أو فناءً، قال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} (التوبة:21).
ومن أعظم ما ينال أهل الجنة من النعيم أن يحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) رواه البخاري ومسلم.
وأعظم نعمة في الجنة على الإطلاق هي رؤية وجهه الكريم سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟!.. فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم) رواه مسلم.
ومن صفات جنة النعيم خلوها من المنغصّات والمكدّرات، فلا هم يلحق أهلها، ولا تعب يصيبهم، قال صلى الله عليه وسلم: (من دخلها - يعني الجنة - ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم) رواه مسلم.
أما رزق أهل الجنة، فيأتيهم {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} (مريم:62) وما اشتهى أحدهم شيئا إلا أتاه، قال تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الزخرف:71) فما أعظَمَ نعيمهم، وما ألذَّ سرورهم.
أما نساؤهم فالحور العين، يبلغ من جمال الواحدة منهن أن لو طلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بين الجنة والأرض، ولملأت ما بينهما بريحها، ولخمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، قال تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان:54).
هذا عن الحور العين، أما عن نساء أهل الدنيا، فينعم الله عليهن في الجنة بجمال أشدَّ من جمال الحور العين، قال تعالى: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ} (الواقعة: 35 - 38).
لهاك النوم عن طلب الأماني وعن تلك الأوانس في الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيـها وتلهو في الخيام مع الحسـان
تيقظ من منامك إن خيـراً من النوم التهجـد بالقــرآن
وأما أنهار الجنة فقد ذكرها سبحانه في كتابه الكريم فقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} (محمد: 15).
وأما سعة الجنة فلا يعلم ذلك إلا الله، وقد أخبرنا سبحانه عن عرضها بأنه ما بين السماء والأرض، قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد:21).
وقال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) وذكر العلماء أن الله ذكر عرض الجنة ولم يذكر طولها للدلالة على سعتها العظيمة.
هذه بعض أوصاف الجنة وأوصاف أهلها، وهي غيض من فيض، ونقطة من بحر. ومن أراد أن يتعرف على جنة الله ودار كرامته فعليه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فليس بعد بيانهما بيان، فهل بعد هذا من مشمِّرٍ إلى الجنة، فإن الجنة - ورب الكعبة - نورٌ يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر جار، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة.
فحيَّا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيّم
وقد اختص الله سبحانه هذه الدار بأوليائه، ينعمون فيها بأصناف الملذات، فما يشتهي أحدهم شيئاً إلا جاءه، قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الزخرف:71).
ومن أعظم نِعَم تلك الدار ما كتب الله لأهلها من الخلود الأبدي فيها، فلا يخافون موتاً أو فناءً، قال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} (التوبة:21).
ومن أعظم ما ينال أهل الجنة من النعيم أن يحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) رواه البخاري ومسلم.
وأعظم نعمة في الجنة على الإطلاق هي رؤية وجهه الكريم سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟!.. فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم) رواه مسلم.
ومن صفات جنة النعيم خلوها من المنغصّات والمكدّرات، فلا هم يلحق أهلها، ولا تعب يصيبهم، قال صلى الله عليه وسلم: (من دخلها - يعني الجنة - ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم) رواه مسلم.
أما رزق أهل الجنة، فيأتيهم {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} (مريم:62) وما اشتهى أحدهم شيئا إلا أتاه، قال تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الزخرف:71) فما أعظَمَ نعيمهم، وما ألذَّ سرورهم.
أما نساؤهم فالحور العين، يبلغ من جمال الواحدة منهن أن لو طلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بين الجنة والأرض، ولملأت ما بينهما بريحها، ولخمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، قال تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان:54).
هذا عن الحور العين، أما عن نساء أهل الدنيا، فينعم الله عليهن في الجنة بجمال أشدَّ من جمال الحور العين، قال تعالى: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ} (الواقعة: 35 - 38).
لهاك النوم عن طلب الأماني وعن تلك الأوانس في الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيـها وتلهو في الخيام مع الحسـان
تيقظ من منامك إن خيـراً من النوم التهجـد بالقــرآن
وأما أنهار الجنة فقد ذكرها سبحانه في كتابه الكريم فقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} (محمد: 15).
وأما سعة الجنة فلا يعلم ذلك إلا الله، وقد أخبرنا سبحانه عن عرضها بأنه ما بين السماء والأرض، قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الحديد:21).
وقال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) وذكر العلماء أن الله ذكر عرض الجنة ولم يذكر طولها للدلالة على سعتها العظيمة.
هذه بعض أوصاف الجنة وأوصاف أهلها، وهي غيض من فيض، ونقطة من بحر. ومن أراد أن يتعرف على جنة الله ودار كرامته فعليه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فليس بعد بيانهما بيان، فهل بعد هذا من مشمِّرٍ إلى الجنة، فإن الجنة - ورب الكعبة - نورٌ يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر جار، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة.