أين اختفيتما.. لقد كنتما لون هذه الحياه، ونورها ، ونشوتها ، ومع الأسف اختفيتما في زمن كنت أنا وغيري أحوج لرؤيتكما ولملامسة عطائكما ، وإلى اللجوء الى احضانكما ، ولقد اختفيا صفتان كانت نعم الصفات ...
صفة الصدق واختها التوازن ، فغابت من حياة اغلب الناس ، واصبحوا يتعاملون بوحشيه بعيدة عن الاخلاق والقيم ...
فالصدق عالما لا يفهمه الا الصادقون ، وجوهرة لا يثمنها الا ذو العقول الحكيمة ، فهو كالنور متى رايته ارتسم على وجه الذي امامك ، فاعلم انه يملك كنز الصدق ، فالصدق ليس كما هو دارج في يومنا هذا هو صدق الحديث فقط بل الصدق ..
هو اولا صدق العبد مع ربه :، عنما ترى دموع التوبة والندم والخشية تتساقط بحياء من عيني العبد فاعلم انه يعيش اعذب لحظه صدق مع ربه ونفسه ...
والصدق ثانيا هو صدق في الارادة والعزيمة والقوة: للتغلب على الحياة وعلى شياطين الجن والانس من الناس ...
وثالثا الصدق في حب الناس :وهذا الصدق الذي حكم عليه مؤبد في عالمنا هذا واندثرت حتى معالمه ، فلم نعد نسمع عنه ولا نراه ولا حتى نستنشق عبيره ، ان هذا الصدق هو ان تكون صادقا مشاعرك نحو الاخرين ، فلا تجعلهم كالكرة كلما مللت ركلتها باقوى ما لديك ، فاعلم ان الدنيا تدور وسوف يتوقف دولابها ذات يوم يوم عندك وستستشعر عباراتي هذه ، عندها تعلم انك وقتها تجردت من اسمى معاني الانسانيه ، وحتى في ابتسامتك مع الناس يدخل مدخل الصدق ، فلا تكن كالمنافق يبتسم وفي داخله بركان من الحقد والكرة والبغض، فعبوسك في وجهي اهون علي من ابتسامتك الخبيثة ، والصدق في مودتك للناس فلا توهمهم انك تودهم لانهم يشاركونك العمل ويحملون عنك التعب ، وبجرد ان تتجرد اعناقهم من هذا العمل تتجرد نفسك الدنيئة من مودتهم وحبهم ، فقط لان خدمتهم انتهت الآن وكانك آرحلت مودتهم للتقاعد الاجباري لانهم الآن لن ينفعوا مصالحك
ورابع انواع الصدق هو صدق التوجيه: ، فعندما تحاول توجيه الناس ونصحهم ضع نصب عينيك مبدا الصدق فلا تنصحهم بما يساير هواك ويخدم مصالحك ويحقق مطالبك ، ولكن جدد نيتك وتذكر انك توجههم بغرض النصح وليس بغرض النقد والتجريح والتقليل ، فتكبروتضخم اخطاء الاخرين وتستر وتغطي عيوبك .
خامس انواع الصدق في حمل القيم والمبادئ: فتحترم مبادءك وقيمك واحرص ان تقيسها على نفسك وغيرك دون ان تحللها لنفسك وتحرمها وتعيبها على الاخرين ، ولنتذكر مقولة عمر بن الخطاب حين قال :"عليك في اخوان الصدق فعش في اكنافهم فهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء " والى وقت كتابة هذا المقال وصفة الصدق مختطفة ومنعدمة ، فمن يجدها فليخبرني ويدلني عليها ، فنفسي مشتاقة كل الشوق لها وروحي ملهوفة لنسيمها ...