اصبح قيام الخلافة (دولة إسلامية توحد جميع بلاد المسلمين) هاجسا عند الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية. ففي الشهور الماضية حذر رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ورجالات الإدارة الأميركية رامسفيلد ومايرز، من الحركات الإسلامية التي تسعى لتغيير الأنظمة الموجودة في بلاد المسلمين. ومؤخرا قال بوش في خطاب بتاريخ 6/10 إن المتشددين الإسلاميين يعتقدون بأن السيطرة على بلد "ستستقطب حشود المسلمين وتمكنهم من الإطاحة بجميع الحكومات المعتدلة في المنطقة وتأسيس إمبراطورية إسلامية أصولية تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا".
ينظر الغرب إلى الخلافة كمارد مخيف سيطر على العالم لمئات من السنين، فدخل مع هذا المارد في صراع طويل ونجح في هزيمته القرن الماضي عندما هدم الخلافة عام 1924. فالدولة الإسلامية قد صارعت الدول الأوروبية مدة طويلة خلال الحروب الصليبية، ثم عندما تسلم العثمانيون قيادة المسلمين فتحوا القسطنطينية إحدى أهم العواصم المسيحية آنذاك، ووصلت جيوش الخلافة إلى أبواب فيينا ولكن استطاعت أوروبا صدها. ومن الملاحظ تعامل الغرب البشع مع المسلمين خلال غزواتهم، فقد أباد الغرب سكان القدس والأندلس بينما كان العفو شيمة المسلمين عندما استرجعوا القدس وفتحوا القسطنطينية، وهذا باعتراف المؤرخين الغربيين.
وقد سعى الغرب لتشويه صورة الخلافة والمسلمين في التاريخ، فيقول احد العلماء الفرنسيين وهو الكونت هنري دكاستري في كتابه "الإسلام" سنة 1896م ما نصه: "لست ادري ما الذي يقوله المسلمون لو علموا أقاصيص القرون الوسطى، وفهموا ما كان يأتي في أغاني القُوّال من المسيحيين، فجميع أغانينا حتى التي ظهرت قبل القرن الثاني عشر صادرة عن فكر واحد .... وكلها محشوة بالحقد على المسلمين ... وقد نتج عن تلك الأناشيد تثبيت تلك القصص في العقول ضد ذلك الدين، ورسوخ تلك الأغلاط في الأذهان، ولا يزال بعضها راسخا إلى هذا اليوم. فكل منشد كان يعد المسلمين مشركين غير مؤمنين وعبدة أوثان مارقين". وقد دخل اللورد النبي القدس سنة 1917م قائلا: "اليوم فقط انتهت الحروب الصليبية".
وبعد الحرب العالمية الأولى نجح الاوروبيون في استعمار البلاد الإسلامية وهدم الخلافة العثمانية، مدعين أنهم جاءوا لإنقاذ العرب، تماما كما ادعت أميركا أنها جاءت لإنقاذ العراق من صدام حسين. وكما ارتكبت أميركا الفظائع ضد العراق قامت بريطانيا وفرنسا بارتكاب أبشع الجرائم ضد البلاد الإسلامية. ومع الاستعمار سخر الغرب عملاءه لتحريف مناهج التعليم لإنشاء جيل من المسلمين يبجل الغرب ويخجل من تاريخه، تماما كما يجري تغيير مناهج التعليم الآن. ففي المدارس أصبح المسلمون يحفظون تاريخ أوروبا أكثر من تاريخ بلادهم ويحفظون تفاصيل معارك رئيس الوزراء الألماني بسمارك أكثر من معرفتهم بمعارك صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر بيبرس. وعلّم هذا التاريخ المحرف العرب أن ينظروا إلى الخلافة العثمانية كدولة مستعمرة غير مدركين أنها كانت ترعى شؤون المسلمين وتحميهم، وحتى في فترة انحطاطها في نهاية عهدها لم تصل إلى الحضيض الذي وصلنا إليه الآن، ويكفي أن نقارن بين موقف السلطان عبد الحميد الذي حمى فلسطين، بموقف حكام اليوم الذين يلهثون لإرضاء "إسرائيل".
إن هذا التحريف قد اثر على المسلمين فمنهم من تبرأ من الحضارة الإسلامية وكان الأولى لهؤلاء أن يتساءلوا إن كان تاريخ المسلمين بهذا السوء فلماذا استمرت دولة الإسلام أكثر من 1300 عام؟ ولماذا استمرت الشعوب في اعتناق الإسلام بعد هدم الخلافة؟ ولماذا كانت الدولة الإسلامية منارة للعلم بينما كان الغرب يتخبط في ظلمات العصور الوسطى؟ ولماذا كانت الأندلس مثالا ليس له مثيل لتعايش الديانات باعتراف الغربيين؟ فكان الواجب على هؤلاء الرجوع إلى تاريخهم ودراسته من المصادر الموثقة بدلاً من أخذه من أعدائهم. وتصريحات بوش عن الخلافة هي استمرار في تشويه الإسلام لتبرير استمرار الحرب على المسلمين، ولكن هذا القلق من الخلافة ما هو إلا بشرى بأن التغيير قد بات قاب قوسين أو أدنى.
ينظر الغرب إلى الخلافة كمارد مخيف سيطر على العالم لمئات من السنين، فدخل مع هذا المارد في صراع طويل ونجح في هزيمته القرن الماضي عندما هدم الخلافة عام 1924. فالدولة الإسلامية قد صارعت الدول الأوروبية مدة طويلة خلال الحروب الصليبية، ثم عندما تسلم العثمانيون قيادة المسلمين فتحوا القسطنطينية إحدى أهم العواصم المسيحية آنذاك، ووصلت جيوش الخلافة إلى أبواب فيينا ولكن استطاعت أوروبا صدها. ومن الملاحظ تعامل الغرب البشع مع المسلمين خلال غزواتهم، فقد أباد الغرب سكان القدس والأندلس بينما كان العفو شيمة المسلمين عندما استرجعوا القدس وفتحوا القسطنطينية، وهذا باعتراف المؤرخين الغربيين.
وقد سعى الغرب لتشويه صورة الخلافة والمسلمين في التاريخ، فيقول احد العلماء الفرنسيين وهو الكونت هنري دكاستري في كتابه "الإسلام" سنة 1896م ما نصه: "لست ادري ما الذي يقوله المسلمون لو علموا أقاصيص القرون الوسطى، وفهموا ما كان يأتي في أغاني القُوّال من المسيحيين، فجميع أغانينا حتى التي ظهرت قبل القرن الثاني عشر صادرة عن فكر واحد .... وكلها محشوة بالحقد على المسلمين ... وقد نتج عن تلك الأناشيد تثبيت تلك القصص في العقول ضد ذلك الدين، ورسوخ تلك الأغلاط في الأذهان، ولا يزال بعضها راسخا إلى هذا اليوم. فكل منشد كان يعد المسلمين مشركين غير مؤمنين وعبدة أوثان مارقين". وقد دخل اللورد النبي القدس سنة 1917م قائلا: "اليوم فقط انتهت الحروب الصليبية".
وبعد الحرب العالمية الأولى نجح الاوروبيون في استعمار البلاد الإسلامية وهدم الخلافة العثمانية، مدعين أنهم جاءوا لإنقاذ العرب، تماما كما ادعت أميركا أنها جاءت لإنقاذ العراق من صدام حسين. وكما ارتكبت أميركا الفظائع ضد العراق قامت بريطانيا وفرنسا بارتكاب أبشع الجرائم ضد البلاد الإسلامية. ومع الاستعمار سخر الغرب عملاءه لتحريف مناهج التعليم لإنشاء جيل من المسلمين يبجل الغرب ويخجل من تاريخه، تماما كما يجري تغيير مناهج التعليم الآن. ففي المدارس أصبح المسلمون يحفظون تاريخ أوروبا أكثر من تاريخ بلادهم ويحفظون تفاصيل معارك رئيس الوزراء الألماني بسمارك أكثر من معرفتهم بمعارك صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر بيبرس. وعلّم هذا التاريخ المحرف العرب أن ينظروا إلى الخلافة العثمانية كدولة مستعمرة غير مدركين أنها كانت ترعى شؤون المسلمين وتحميهم، وحتى في فترة انحطاطها في نهاية عهدها لم تصل إلى الحضيض الذي وصلنا إليه الآن، ويكفي أن نقارن بين موقف السلطان عبد الحميد الذي حمى فلسطين، بموقف حكام اليوم الذين يلهثون لإرضاء "إسرائيل".
إن هذا التحريف قد اثر على المسلمين فمنهم من تبرأ من الحضارة الإسلامية وكان الأولى لهؤلاء أن يتساءلوا إن كان تاريخ المسلمين بهذا السوء فلماذا استمرت دولة الإسلام أكثر من 1300 عام؟ ولماذا استمرت الشعوب في اعتناق الإسلام بعد هدم الخلافة؟ ولماذا كانت الدولة الإسلامية منارة للعلم بينما كان الغرب يتخبط في ظلمات العصور الوسطى؟ ولماذا كانت الأندلس مثالا ليس له مثيل لتعايش الديانات باعتراف الغربيين؟ فكان الواجب على هؤلاء الرجوع إلى تاريخهم ودراسته من المصادر الموثقة بدلاً من أخذه من أعدائهم. وتصريحات بوش عن الخلافة هي استمرار في تشويه الإسلام لتبرير استمرار الحرب على المسلمين، ولكن هذا القلق من الخلافة ما هو إلا بشرى بأن التغيير قد بات قاب قوسين أو أدنى.