أنا «صبرية» اللي بتدوروا عليها.. «صبرية» اللي دفنت جوزها في الغربة
علشان توفر جهاز بنتها.. «صبرية» الحزينة لحد ما «محمد» يرجع
علشان توفر جهاز بنتها.. «صبرية» الحزينة لحد ما «محمد» يرجع
بجلباب فضفاض وخيوط من الصوف حول معصمها، جلست «صبرية الجيزاوي» أمام منزلها الصغير ذي الطابق الواحد في قرية «سراندو»، تباهي جيرانها بقصة كفاحها ودفاعها عن أرضها والتي توجت بقرار المحكمة بأحقيتها في الأرض التي تنازعت عليها وأحد كبار القرية..
وقفت «صبرية» أمامه في المحكمة وقالت له: «أنا صبرية الجيزاوي اللي بتدوروا عليها.. لو لمست الأرض هدفينك فيها.. عايزينا نروح فين؟ نجوع ونموت علشان تستريحوا؟».
صلابة وعناد وقوة لم تستمدها «صبرية» من أحد، فهي سيدة أمية بسيطة تنادي علي ابنها الصغير «جمال» كلما احتاجت إلي قراءة ورقة من أوراقها التي تدسها في كيس بلاستيك وتخفيها تحت وسادتها.
صبرية تنسي أحيانًا متي مات زوجها، لكنها تتذكر شيئًا واحدًا «مات في ليبيا من ١٣ سنة وساب لي فدان و١٦ قيراط و٤ ولاد وبنت.. علشان كده قررت إنه يندفن هناك عشان أوفر المصاريف وقلت: اللي هيتصرف عليه وهو جاي يتصرف علي جهاز بنته لما تكبر».
وبينما تحتفل عزبة سراندو ببراءة بعض أبنائها من تهم التجمهر وإثارة الشغب بقرار من محكمة أمن الدولة العليا في بنها، حرمت «صبرية» علي نفسها الفرحة ومنعت الزغاريد في انتظار عودة نجلها الغائب «محمد راضي الجرف» طالب الشريعة والقانون والمحبوس علي ذمة القضية نفسها، حيث تنبأ له المحامون بالبراءة هو الآخر: «ابني هو كل اللي حيلتي.. وإن كان علي الأرض تروح وتيجي.. بس اللي يلمس محمد أكله بسناني».
حلم «صبرية» البسيط لا يتجاوز عودة ابنها «محمد» وإنشاء حجرة فوق سقف دارها المهدم وزراعة أرضها والسهر عليها وتغذيتها بالكيماوي والأسمدة، لكنها لم تلتفت أثناء رحلتها إلي صحتها التي تدهورت لكثرة همومها، إذ تبدو في الستين من عمرها رغم أنها لم تتجاوز الـ ٤٠ عامًا: «نفسي أكمل رسالتي وأعمل اللي عليا، وولادي يفتخروا بيا وياخدوا من رحلتي وكفاحي عظة تنفعهم في الأيام السودة اللي جاية».
وقفت «صبرية» أمامه في المحكمة وقالت له: «أنا صبرية الجيزاوي اللي بتدوروا عليها.. لو لمست الأرض هدفينك فيها.. عايزينا نروح فين؟ نجوع ونموت علشان تستريحوا؟».
صلابة وعناد وقوة لم تستمدها «صبرية» من أحد، فهي سيدة أمية بسيطة تنادي علي ابنها الصغير «جمال» كلما احتاجت إلي قراءة ورقة من أوراقها التي تدسها في كيس بلاستيك وتخفيها تحت وسادتها.
صبرية تنسي أحيانًا متي مات زوجها، لكنها تتذكر شيئًا واحدًا «مات في ليبيا من ١٣ سنة وساب لي فدان و١٦ قيراط و٤ ولاد وبنت.. علشان كده قررت إنه يندفن هناك عشان أوفر المصاريف وقلت: اللي هيتصرف عليه وهو جاي يتصرف علي جهاز بنته لما تكبر».
وبينما تحتفل عزبة سراندو ببراءة بعض أبنائها من تهم التجمهر وإثارة الشغب بقرار من محكمة أمن الدولة العليا في بنها، حرمت «صبرية» علي نفسها الفرحة ومنعت الزغاريد في انتظار عودة نجلها الغائب «محمد راضي الجرف» طالب الشريعة والقانون والمحبوس علي ذمة القضية نفسها، حيث تنبأ له المحامون بالبراءة هو الآخر: «ابني هو كل اللي حيلتي.. وإن كان علي الأرض تروح وتيجي.. بس اللي يلمس محمد أكله بسناني».
حلم «صبرية» البسيط لا يتجاوز عودة ابنها «محمد» وإنشاء حجرة فوق سقف دارها المهدم وزراعة أرضها والسهر عليها وتغذيتها بالكيماوي والأسمدة، لكنها لم تلتفت أثناء رحلتها إلي صحتها التي تدهورت لكثرة همومها، إذ تبدو في الستين من عمرها رغم أنها لم تتجاوز الـ ٤٠ عامًا: «نفسي أكمل رسالتي وأعمل اللي عليا، وولادي يفتخروا بيا وياخدوا من رحلتي وكفاحي عظة تنفعهم في الأيام السودة اللي جاية».