يلا حلقات جديده
46 و 47
**************
نسمة: انتي رايحة برضة من غير ماتقوليله؟.
قالت نسمة هذا الكلام لندى التي دخلت غرفتها تأخذ حقيبة, فردت ندى
بعصبية.وهي تكمل ارتداء ملابسها امام المرآة.
ندى: والله هو الي قافش ومبيكلمنيش بقاله اسبوع ونص, ايه يعني؟, خلاص
بيعاقبني على غلطة هو عملها, والله انا مش مستعدة انا كمان الي اصالحه
ماهو دا الي ناقص.
وضعت نسمة اللاب توب عن ساقها وهي تقول.
نسمة: انا مبقلكيش صالحيه, انا بقلك متعمليش حاجة تزعله من وراه, يعني
متخرجيش من وراه.
قالت ندى وهي ترتدي شرابا في سرعة.
ندى: والله انا عملت الي عليا امبارح وبعتله مسدج اقله انا عايزة اخرج
بكرة اروح قراية فتحة هايدي, وهو معبرنيش لا بأه ولا لأ , اعمله ايه انا
بقى؟.
نسمة: تعملي انك متروحيش. مادام مردش عليكي.
قالت ندى ساخرة.
ندى: اااه, دا عند ام تيتي .
نسمة: ندى انتي كده بتعملي مشاكل.
قامت ندى وهي ترتدي حقيبتها.
ندى: والله بقى هو الي عايز كده, وهايدي عازمة ناس يتعدو على الصوابع انا
منهم , مش هحرجها يعني ومروحش.
نسمة: انتي بتلعبي بالنار يا ندى, شادي هيزعل وانتي عارفة.
ندى: والله هو الي اختار.
نسمة: يا ندى اسمعي كلام هالة, قالتلك هي مامته وهتفضل طول عمرها مامته
وعمره ما هيخسرها عشانك, متحاوليش تلوي دراعه, يا تستحمليها يا تسبيه.
التفتت اليها ندى بتعبير صارخ على وجهها.
ندى: بصي بقى يا ست نسمة انتي واختك, يالي قاعدين تفتو, الي ايده في المية
مش زي الي ايده في النار,هي واحدة حماته زي قلتها لا بتهش ولا بتنش
وانتي واحدة متعرفش حاجة في الدنيا, يبقى كل واحد يخلى رأيه لنفسه, والي
عايز يفتي يفتي بعيد عني عشان انا مش ناقصاكو.
وانصرفت في عاصفة, فهتفت نسمة.
نسمة: انتي الي خسرانة على فكرة.
***************************
شعرت نسمة بقمة الحرج وهي تجلس مع هالة واسلام امام ابراهيم ,فقالت هالة
محاولة كسر حاجز الحرج.
هالة: ياجماعة احنا جايبنكو هنا عشان تتكلمو مع بعض, مش نعد ساكتين,
عايزين نطلع بنتيجة بقى عشان نخلص منكو بقى, هتفضلو مكسوفين ومش هنوصل
لحاجة.
وصمتت فعاد الصمت يخيم على المكان فقالت, بعصبية.
هالة: لااا احنا هنقوم بقى, تعالى يا اسلام نعد في مكان تاني يمكن مكسوفين
مننا.
قالت نسمة في سرعة, وهي تمد يدها تمسك اختها.
نسمة: لا.
فقال اسلام في رفق لنسمة.
اسلام: احنا مش هنقوم بس هنعد في اخر الترابيزة ايه رأيك كويس كده؟.
قالت نسمة في استسلام.
نسمة: ماشي.
وارتبكت بمجرد ابتعادهما, فقال ابراهيم في لهجة ودودة.
ابراهيم: انا اسف ان انا كاسفك بالطريقة دي.
نظرت نسمة الى اللا مكان وهي لا تدري ما تقول.
نسمة:..........
ابراهيم: انتي مبسوطة في اعلام؟.
نسمة: .....اه انا بحب الكلية.
قال مباشرة.
ابراهيم: عندك مشكلة انك تتخطبي وانتي في الكلية؟.
عاد وجه نسمة ليحمر بشدة.
نسمة:.........
ابراهيم: اصل فيه ناس تفرق معاهم في الكلية او بعد.
ارتبكت نسمة قبل ان تقول.
نسمة:....مش حكاية... في الكلية...,الحاجات دي مبتعتمدش على الوقت اكتر ما
بتعتمد على البني ادمين.
ابراهيم: صح فعلا, بس صعب ان الواحد يلاقي حد مناسب دلوقتي مش كده ولا
ايه؟.
ابتسمت في حرج.
نسمة: دا بقى مستحيل مش صعب.
ابراهيم: انتي مالك متعقدة كده ليه؟.
زمت شفتيها في ضيق.
نسمة: من الي شفته.
نظر اليها لحظة قبل ان يقول.
ابراهيم: بس انا الي فهمته انك مشفتيش حاجة .
نسمة: انا شفت من الي حواليا الي يخليني اخاف اجرب بنفسي.
قال بتأن.
ابراهيم: انتي خايفة يعني اني ممكن اجرحك او اسيبك؟.
اطرقت نسمة برأسها.
نسمة: ......معرفش.
ابراهيم: انا مش وحش يانسمة.
نسمة: الناس مبتجرحش بعض عشان هي وحشة, بس بتجرح عشان العند والغضب وسوء
الفهم والتمسك بالرأي.
ابراهيم: طيب مانتي ماشاء الله كلامك كبير وعاقلة اهه, امال ايه الي
مخوفك؟.
نسمة: انا لسه صغيرة ومن حقي اخاف.
عاد بظهره الى الخلف لحظة يلتقط انفاسه قبل ان يقول.
ابراهيم: انا مش هقلك انا طيب وهادي ومؤدب وكل الكلام دا واضحك عليكي, انا
هقلك الحقيقة من غير اي تزويق, انا عصبي وكتير اوي بغلط , بس انا لو
غلطت بعتذر ودي حاجة مش ناس كتير تقدر تعملها, وبرجع الحق لاصحابه, بصي
يا نسمة انا اهم حاجة عندي في الدنيا دي امي واخواتي الصغيرين, انا لما
بابا مات وانا صغير كنت انا راجل البيت دا, وامي بتعتمد عليا في كل حاجة,
ولكي ان تتخيلي انا دوري مهم اد ايه في بيتنا, وانا لما بختارك ليا ,
فدا مش ليا لوحدي انتي هتكوني ليا زوجة ولامي بنت كبيرة ولاخواتي اخت ,
وللبيت دا هتبقى سند معايا, انا متدلعتش ولا بابا جابلي زي العيال ما
بيتدلعو, انا شفت ايام وحشة اوي عليا, وعملت نفسي بنفسي, وصعت وجربت
ولفيت, بس الحمد لله عرفت ان كل دا مش جايب همه,و لقيت اني محتاج اني
ارتاح واختار حاجة لنفسي بقى, انا عايز يا نسمة احب, انا محبتش, انا لعبت
كتير بس معرفتش يعني ايه حب بجد, انا محتاج البنت الي اتجوزها تكون
حبيبتي واختي وصاحبتي وكل حاجة, انا عاذرك انك خايفة بس جربيني انا مش
وحش..ولو لقتيني وحش ساعديني اني اكون احسن, متتوقعيش من حد ان تلاقيه
كامل او زي مانتي متخيلة, كل واحد فيه عيوبه, ولمانقبل الناس بعيوبها هما
كمان هيقبلونا بعيوبنا.
وصمت منتظرا ان ترد.
ابراهيم: وانا امي ست طيبة جدا جدا, لما تتعرفي عليها هتحبيها, وهي كمان
انا متأكد انها هتحبك, عشان هي اهم حاجة عندها سعادتي ومادام انا مبسوط
هتكون هي مبسوطة,...انا هكون محتاجلك اكتر مانتي محتاجالي يا نسمة.
نسمة:................
ابراهيم: انتي مبتتكلميش وانا قاعد بتكلم من الصبح.
نسمة: مانا بركز في الكلام الي قلته.
ابراهيم: اصل انا مش جايبك هنا اكلمك في ظروفي مانتي عرفاها ودي اول حاجة
خليت اسلام يشرحهالك, والحمد لله انا عندي شقتي وواقفة على التوضيب,
هوريهالك اكيد ياريت تعجبك, بس انا قاعد معاكي القعدة دي عشان اوصلك انتي,
لدماغك انتي,عايزك تتكلمي في كل حاجة اسألي في اي حاجة, مش عايز اشوف
الخوف الي بينط من عنيكي دا, محدش بياخد غير نصيبه يا نسمة, وفي الاول
والاخر الخطوبة دي معمولة عشان التعارف, اكيد يعني مش هنتفاهم في قعدة او
قعدتين, دي الدنيا اتخلقت في ست ايام.
نسمة: ايوة عندك حق.
ابراهيم: انا مش جاي احكم عليكي او تحكمي عليا, انا جاي اقلك لو عايزة
تبني بيت بجد, انا ناوي ومعاكي ان شاء الله.
نسمة:...........ربنا يسهل.
************************
نسمة: مش عارفة, كلامه كبير كده ومكلكع, يعني انا ببني بيت, وعايز اختار
حاجة لنفسي, يعني شوية محاضرات كده مدخلتش دماغي,يعني بالرحة علينا يا عم
الحج, بس انا مستريحة شوية, عنده حق, الخطوبة مش اخر الدنيا يعني
ومعمولة عشان الناس تجرب بعض.
هالة: لا يا حبيبتي مين قالك كده, دلوقتي الدنيا ماشية بالعكس, البنت
احسنلها تمشي مع ولد واتنين وتلاتة في السر ومحدش يعرف , ولا انها تتخطب
ويتحسب عليها خطوبة.
شردت نسمة قبل ان تكمل.
نسمة: بس لما بدأ يتكلم عن مامته انا اتضايقت.
هالة: ليه دي مامته اسمع انها زي العسل من اسلام.
نسمة: لا ياهالة , انتي عارفة يعني ايه يبقى هو راجل البيت, يعني امه عنده
رقم واحد ومحدش هياخد مكانها ابدا, وبعدين اكيد هي بتعشقه هو بالذات
وهتغير عليه وهتوريني النجوم في عز الضهر.
هالة: طب وايه المشكلة يا حبيبتي دا الي مالوش خير في امه مش هيبقى له خير
فيكي.
نسمة: انا فاهمة والله, بس انتي مشفتيش الي بيحصل في ندى, ام شادي مطلعة
عينها.
هالة: يا نسمة متقارنيش نفسك بحد , انتي لا وضعك هو وضع ندى ولا شادي هو
ابراهيم, ابراهيم هو راجل البيت اما شادي مامته هي راجل البيت, وبعدين
متتصرفيش على تجارب ناس تانية, خدي خطوة وعيشي تجاربك انتي بنفسك, ومتخافيش
, ولكل قاعدة شواذ, مش هتلاقي ابدا حاجتين زي بعض, فمتتسرعيش وصلي
استخارة, ومادام الولد كويس ومحترم, يبقى عيوبه مقدور عليها.
نسمة: انا خايفة اتسرع.
هالة: لا خدي وقتك , ومتخافيش وبعدين اسمعي كلامي بقى شغل الخطوبة الي
عايشين فيه شادي وندى دول مش هو الصح, قوليلي لو بعد الشر فركشو هيبقى
شكلها ايه بقى على الصور والخروجات والفسح الي هنا وهنا, والهبل الي هما
بيعملوه دا كله, عشان كده الناس واخدة فكرة زفت عن البنت المخطوبة قبل
كده, لكن انتي طول مانتي محافظة على نفسك كويس, يبقى فعلا مش هتفرق معاكي
خطوبة ولا اتنين ولا عشرة لانه دخل البيت زي مادخلوش, ومحدش يقدر يتكلم
عليكي نص كلمة.
نسمة: بس اسكتي ياهالة دول ندى وشادي كده اتلمو ,دول كانو بيعملو وهما
متصاحبين اكتر من وهما مخطوبين, وسفر وخروج وحاجة تقرف.
هالة: متفكرنيش, الحمد لله انا ربنا تاب عليا من القرف دا, فعلا الي جرب
الغلط بيحس بجد بقيمة الصح.
وشردتا لحظة كلا بأفكاره قبل ان تقول نسمة في ضيق.
نسمة: انا خايفة اوي يا هالة.
هالة: خايفة من ايه؟.
نسمة: احب ابراهيم !!!!.
***************
شادي: الو.
ندى: الو.
شادي: انا نازل بكرة ان شاء الله.
ندى: طيب.
شادي:.......يعني هي اسمها طيب؟؟.
ندى: يعني وهو دا اسلوب الي بتتكلم بيه؟.
بدأ شادي يحتد.
شادي: ماهو من عمايلك ياندى, برضة رحتي الخطوبة واعرف من اصحابي.
ندى: انت مقلتليش اروح ولا مروحش, بعتلك مسدج ومعبرتنيش, استأذنت بابا
ورحت.
شادي: عشان انامكانش معايا رصيد وقلتلك انا بشحن هنا بالعافية.
ندى: ومقلتليش اشحنلك ليه؟.
شادي: عشان مش انتي الي هتصرفي عليا.
ندى: دا كلام جديد بقى, اصل فيه بينا فرق يا شادي, بقى كده.
شادي: انا مش عايز ارغي كتير انا جاي بكرة ان شاء الله, هتستنيني عند
السوبر جيت ولا اخلي سامح يستناني.
ندى: لا هجيلك, قال سامح قال.
*********************
ركب شادي السيارة بجوار ندى راسما الاقتضاب على وجهه, فعدلت هي من وضع
حقيبته في المقعد الخلفي وهي تقول مديرة محرك السيارة للانطلاق.
ندى: اكلت حاجة على الطريق؟.
رد شادي باقتضاب.
شادي: يهمك يعني؟.
ندى: يا سلام يا شادي!!.
شادي: اكلت بسكويت.
ندى: انت هتروح تتغدى وتيجي عندنا بالليل.
اشاح بوجهه.
شادي: معرفش يا ندى.
ندى: شادي بقلك ايه, ماما عازماك النهاردة على العشا عايزين يسلمو عليك ,
مش لازم نعرفهم اننا قافشين.
شادي: انا مش قافش.
ندى: اصل انا الي دلقتي قافشة.
لم يجبها انما ظل على صمته, فقالت هي بدلال.
ندى: .......مش هتوريني الشقة يعني؟.
نظر اليها مندهشا, ثم قال وكأنه فهم الحيلة.
شادي: عايزة تشوفيها عشان تطلعي فيها القطط الفطسانة؟.
عادت تقول بدلال اكبر.
ندى: لا....خلاص يا شادي مادام عجباك تبقى عاجباني, انا المهم عندي تكون
انت مبسوط.
شادي: يا سلام؟؟.
ندى: مالك مستغرب اوي كده ليه؟.
شادي: عشان دا مش كلام امبارح.
ندى: خلاص يا شادي انا لقيت ان مالوش لزمة, مادام هي فعلا عاجباك , انا بس
كل الي كان مضايقني ان مامتك اخدت القرار لوحدها كأنها بتلغي شخصيتك
مثلا, او كأن ملكش لزمة سوري يعني, بس خلاص مادام انت الي عايز كده, يبقى
يا حبيبي الي يريحك.
نظر اليها مطولا محاولا تبين الصدق في صوتها, بينما تذكرت هي انها ذهبت مع
اختيها لتريا موقع الشقة وحجمها كما قالت ليها هالة, وتأكدت بنفسها انها
ذات موقع جميل ومساحة مقبولة, فشعرت بقليل من الارتياح فتعلقت بكلمات
اختها ان تقبل هذا الوضع ارضائا له, ومن ناحية اخرى, انها ستكسبه في صفها
ان حدث وواجهت امه مرة اخرى, لقد شعرت بالمعارك تقترب وحان التجهز لها
على اتم وجة, فقررت ان تقول له هذا الكلام وان تبدأ هي بمصالحته, او كما
قالت لها هالة" عديله الصغيرة يعديلك الكبيرة".
شادى: ودا ايه العقل دا كله؟.
ندى: منا قلتلك يا حبيبي انا يريحني الي يريحك.
شادي: ربنا يهديكي كمان وكمان.
ندى: يبقى هتيجي بالليل؟.
شادي: حاضر.
ندى: انا بحبك يا شادي, اوعى تزعلني تاني.
شادي: انا مزعلتكيش اولاني, انتي الي بقيتي عبيطة وفاكرة ان ماما حاطاكي
في دماغها, يا حبيبتي ماما مش فاضيالنا خالص, هي مركزة مع هاني اليومين
دول.
ندى: والله هاني دا انا كنت عايزة اشوفله عروسة عشان يركز.
شادي: لا هاني دا مش بتاع يركز, دا عامل زي هايدي كده كل شوية بحال, هي
صحيح دبست الواد دا في خطوبة ازاي, لؤي صح؟, مش كان بيحب نسمة.
ندى: ربنا بس يهديها وتبعد عن حمادة بقى.
شادي: ونسمة خلاص واقفت على صاحب اسلام دا؟.
ندى: دا واد خنيق, انا مش عارفة ايه الي عاجبها هي وهالة وبابا فيه, انا
وماما مسميينه يوسف وهبي, لما بيجي يضحك فعلا بيقول ها ها ها, ابقى خد
بالكمن ضحكته , دانت هتموت من الضحك.
شادي: وهو عاجب نسمة؟.
ندى: اهي نسمة دي بميت رأي هتجننا ان شاء الله, رايحة جاية تقول وايه
يضمنلي انه مش هيضحك عليا زي ما فلان عمل مع فلانة, ولا هيسيبني زي ما مش
عارفة مين سابو بعض, دي مجنونة, دي لغاية دلوقتي مش معاه رقم موبايلها
وهما خلاص ايام ويتخطبو.
شادي: والله نسمة دي عاقلة وطول عمرها زكية, خليها بدماغها يمكن هي مرتاحة
كده.
ندى: انت بتقول زكية, طب دانا قلت اخطبها لهاني لما يخلص بس استخسرته
فيها, هاني واد فرفوش ولذيذ وهي بقت خنيقة.
شادي: انتي كل الناس بقت خنيقة عندك.
ندى: الا انت يا حبيبي,انت اسمريت يا دودو, انت شكلك متبهدل وخسيت خالص,
انت متعرفش انا كنت عاملة ازاي وانت مش جمبي انا كنت بشد معاك من خنقتي
انك بعيد بس مش اكتر.
شادي: يعني انا الي كنت مبسوط ياندى؟, انا كان هاين عليا اول ما اشوفك
احضنك من كتر مانتي واحشاني.
مدت ندى يدها تضغط على يده في رفق وهي تقول.
ندى: امتى بقى ترجع على طول عشان انا زهقت.
تنهد شادي وامسك يدها يقبلها.
شادي: ربنا يقدرني واخلص السنة دي وارجعلك يا حبيبتي ونتجوز ونخلص من
القرف الي احنا عايشين فيه دا.
ندى: ان شاء الله يا حبيبي , ان شاء الله.
***************************
نظرت ام
نسمة اليها في غيظ وقالت بغضب.
الام: يا بنتي انتي هتطلعي كده, حطي اي زفت في وشك, حطي كحل ولا حاجة.
قالت نسمة مازحة وهي تنظر الى وجهها في المرآة.
نسمة: لا ياماما انا مش محتاجة, بنتك زي القمر.
الام: قمر ايه بس وزفت ايه , ينفع يعني ياربي الكلام دا, مش كفاية عاملالي
خطوبة ع الساكت في البيت, كمان مش هتحطي حاجة في وشك, يا بنتي دي خطوبتك.
نسمة: ماما ممكن تريحي نفسك, سبيني براحتي, انا جربت قدامك احط امبارح وكان
شكلي شبة العفريت,انا حرة يا ستي انتي ايه الي مضايقك, انتي الي هتطلعي
وحشة ولا انا؟.
الام: وهو الي انتي حطتيه دا كان ماكياج, دا كان هباب وانتي مبتعرفيش تحطي,
يا حبيبتي سيبي ندى بس تحطلك حاجات خفيفة, الولد هيهرب منك كده.
نسمة: والله الولد لو مش عاجبة مش مهم, حتى لو حطيت ميك اب النهاردة هي دي
الخلقة الي هيشوفها بعد كده برضة, عشان يتعود من اولها.
الام: طب بلاش هو, مامته تقول ايه, الناس الي اول مرة هتشوفك تقول ايه.
نسمة: يا ماما ارحميني بقى, نفسي تشجعيني على حاجة واحدة صح, عشان خاطري,
انا والله جميلة من غير ماكياج يا حبيبتي بصيلي شوية, طب حتى جامليني دانا
بنتك.
دخلت هالة الغرفة وهي تقول.
هالة: يا ماما سبيها البنت احلى واحدة فينا وعايزة تثبتله انها حلوة من غير
حاجة.
ثم نظرت الى نسمة مليا, فقالت الام بعصبية.
الام: طب تحط كحل طيب.
تنهدت نسمة وهي تقول بضيق.
نسمة: حاضر يا ماما هحط كحل....اهه....حلو كده, ارتحتي.
الام: ايوة كده على الاقل عنيكي بانت شوية.
وخرجت الام وهي تتمتم.
الام: والله ماحد هيجنني الا انتي, انا عارفة جايبة الدماغ دي منين.
قهقهت هالة وهي تقول بخفوت.
هالة: عندها حق, حد يعمل كده في خطوبته, يغسل وشه ويطلع.
نسمة: والله اذا كان عاجبه, هو اخدني كده ميتوقعش مني اني اغير مبادئي عشان
خاطره.
هالة: طيب يلا يا فالحة البسي واخلصي قبل ماييجو الناس ويشوفو مبادئك.
************************
نظرت ندى في قلق الي هايدي التي جاءت مبكرة, وتسائلت.
هايدي: مالك يابنتي مبوزة ليه؟.
قالت وهي تجلس بغرفة ندى.
هايدي: دا بني ادم خنيق, اتخانقنا امبارح, مش عايزني اجي, بيقولي انا مش
رايح انتي ايه الي يوديكي, قلتله عايز تيجي معايا تعالى مش عايز متجيش, قول
بقى ان انت مش عايز تيجي عشان متشفش نسمة, والله بقى هما عازمني وانا
هروح, هي حكاية نسمة بقى انت لسه فاكرها, ودا اتشال واتحط واتنرفز, وقالي
والله لو رحتي ما هكلمك تاني.
التفتت اليها ندى وهي تضع الماسكارا من يدها وتقول.
ندى: وبعدين؟.
هايدي: ولا قبلين.
ندى: وجيتي برضة؟.
هايدي: اه يتفلق, انا اصلا بدأت اتخنق.
ندى: تتخنقي ايه يا بنتي انتو مبقالكوش تلات اسابيع.
هايدي: بصي ياندى, مخه صغير جدا, وخانقني جدا.
جلست ندى بجانبها على السرير.
ندى: الله دا كلام جديد دا بقى, فين مخه كبير وفاهمني.
هايدي: لا بيغير بطريقة تخنق, انا مكنتش كده مع حد ابدا, محدش كان بيخنق
عليا بالشكل دا.
ندى: عشان محدش كان عايزك جد يا هبلة, كله كان بيهزر ميهموش انتي تعملي
ايه, بس دا خطيبك, وليه حقوق عليكي.
هايدي: انتي بتصدقي الحركات دي,يابنتي هو مش عايز يشوف نسمة يا ندى, لسه
بيفكر فيها.
ندى: ياشيخة اتقي الله دا الراجل حارب الدنيا عشان يخطبك, وخطبك قبل ما
نسمة تفكر تتخطب, والي بتطلبيه بيجيبهولك, دانا مع شادي اهه بقالي سنة
مخطوبة مجابليش نص الي جابهولك لؤي في شهر , هدوم وبرفانات ودهب , حتى
الموبايل هو الي بيشحنلك, انا لو مكانك احطه في عنيا, واد جنتل جدا.
هايدي: بلا نيلة, سيبك انتي منه , هه انتي وشادي تمام؟.
ندى: تمام الحمد لله,بس امه دي انا ناويالها بقى, انا صحيح هعمل كل حاجة
عشان اكسبها, بس بعد الجواز بقى مش هسيبهولها ابدا, انا هخطفه منها زي ما
بيقولو, مش هي عايزاه يفضل ننوس عينها, والله يا شادي انا في كوم وامك دي
في كوم تاني خالص, بس احنا نتجوز بس.
هايدي: بس امه مش سهلة يا ندى, اسأليني انا دانا معايا بقى مصيبة, مش بترمي
بقى من تحت لتحت زي ام شادي , لا دي نازلة فيا تلطيش, انا حالفة مانا
هدخلها بيت تاني المجنونة بنت المجنونة دي, كل شوية تقول اكبر منه وتعلق
تعليقات سخيفة وكده,ست بقى جزمة بصحيح.
عادت ندى لاكمال ماكياجها وهي تقول في تحد.
ندى: بس انا بحب شادي ومستعدى اتحدى الكون عشانه, مش امه بس, وهو هيجي يوم
ويختار يا انا يا امه.
*********************
جلست نسمة بجانب ابراهيم على الاريكة في بيتها بعد الباس الدبل وبعد
التهاني والتصوير, وانشغال الجميع في احاديث جانبية مفسحين المجال قليلا
للعروسين للحديث, تحت اصوات الاغاني, نظر ابراهيم الى نسمة مليا, ثم مال
برأسه مقتربا من اريكتها وهو يقول.
ابراهيم: انتي عارفة ان الكحل جميل جدا عليكي, عشان عنيكي لونها تحفة.
التفتت اليه واحمرت وجنتاها قليلا وهي تقول, واضعة اصابعها على عينيها في
اضطراب كأنها تخفيها.
نسمة: دي ماما الي قالتلي اعمله.
ظهر تعبير جدي قليلا على وجة ابراهيم , قبل ان يقول.
ابراهيم: هو جميل عليكي فعلا, بس الحاجات دي بقى مفيش منها برة انتي عارفة
اكيد, متعمليهاش تاني يا ريت.
نظرت اليه نسمة في دهشة ووجهها يحمر من الانفعال قليلا هذه المرة, وقالت.
نسمة: انا قلت انا مبحطش اصلا, انا بس حطيت عشان ماما.
قال بنفس اللهجة الجدية.
ابراهيم: مانا فاهم, انا بس بعرفك يعني, دا تبقى بقى تحطيهولي كده لما
اجيلكو البيت, نبقى قاعدين مع بعض, بس برة لا طبعا.
تراجعت نسمة برأسها للخلف وهي تشعر بشيء من الغيظ وجاهدت حتى لا تجيبه,
فناداها بعد لحظات.
ابراهيم: نسمة, انتي زعلتي؟؟.
ردت باقتضاب.
نسمة: لا مزعلتش.
ابراهيم: طيب كويس.
نظرت اليه باستنكار بعد ان اشاح بوجهه عنها في لا مبالاة,وشعرت بالانفعال
وارادات طبيعتها المتنمرة ان ترد عليه, ولكنها تراجعت , وهدأت من حدتها
قليلا مذكرة اياها بأنها حقا لا تضع ماكيا وان مافعلته ماكان الا رضوخا
لرغبة والدتها, وان ماقاله على الرغم من اللهجة الآمرة التي قاله بها هو
صحيح, مع انها لن يحدث وتتزين له اذا جاء بيتها, ومازادها احمرار وجهها من
الانفعال الا جمالا, فدنت امه منها تقبلها.
الام: ماشاء الله يا نسمة زي القمر ربنا يحفظك يا حبيبتي ويباركلك.
******************
احتضنت ندى بكفها كف شادي بهدوء وهما منزويان في احد الاركان يتهامسان.
شادي: انا بابا قالي نلحق اليومين دول ننزل ننقي المطبخ والحمام عشان يبدأو
فيهم على طول ان شاء الله, يعني ارجع الاجازة الجاية الاقيهم شغالين في
الشقة.
دنت منه وهي تهمس.
ندى: ياحبيبي انسى بقى الشقة والمطبخ والحمام والتوضيب, انساهم بقى وخليك
معايا شوية.
شادي: وهو انا مش معاكي ياحبيبتي, انا بعمل كل دا ليه يعني , مش عشان نعدي
اسنة دي على خير, والسنة الجاية كمان ونتجوز بقى, انا نفسي اول ما تخلص
الشقة نتجوز, مش لسه هستنى اما تخلصي كلية.
ندى: لا ياشادي اهو دا الي مش ممكن, بابا اصلا عمره ماهيرضى وبعدين انا
ياحبيبي مش هقدر, مع اني نفسي نتجوز النهاردة قبل بكرة, بس انت شايف الكلية
عاملة فيا ايه, هتموتني.
شادي: هانت, اهي السنة دي تخلص, اكون خلصت جيش, والسنة الي بعدها هتخلص في
ثواني نكون خلصنا توضيب حتى نكون فقنا شوية.
ندى: انا مش عارفة هصبر ازاي على الايام دي يا شادي, دانت وانت بعيد انا
بموت.
ضغط على يدها وهو يقول برقة.
شادي: يا حبيبي دانا الي بموت, انتي متعرفيش انا ببقى قاعد ازاي هناك, لا
ليا حد اكلمه ولا حد يهون عليا, انا بحبك يا ندى بشكل محدش يصدقه اصلا, وكل
الي تاعبني اني ببقى مش شايفك قصادي كل الوقت دا, انا الي مش عارف هصبر
على الايام ازي.
وقفت هايدي امامهما بغتة وهي تقول في سخرية.
هايدي: ابعدو شوية عن بعض مامة شادي هتقوملكو.
قال شادي ببرود.
شادي: عايزة ايه؟.
قالت لندى.
هايدي: انا ماشية يا ندى, لؤي تحت.
ندى: ايه دا؟, هو جالك؟, كويس عشان تتصالحو.
هايدي: نتصالح مين دا جاي يتخانق, يلا بقى اسيبكو عشان انا ورايا يوم طويل
وصداع ان شاء الله.
بعد انصرافها قال شادي في مقت.
شادي: اهو انا لغاية دلوقتي مش عارف ازاي لؤي دا اخد هايدي.
***********************
جلست نسمة بجانب ابراهيم في المطعم وهي تشعر بالحرج, على الرغم من وجود
اسلام وهالة معهما, الا انها شعرت بالتوتر من وجوده, انها لم تعتد عليه
بعد,اخذت تلف الدبلة في اصبعها بعصبية, وهي تنظر الى الفراغ, حتى شعرت
باصابع تعدل لها الدبلة في رفق, فنزعت يدها بغتة وهي تتلفت الى ابراهيم في
اندهاش.
ابراهيم: ايه مالك؟, اتخضيتي ليه؟.
نسمة: .......
ابتسم لها.
ابراهيم: تحبي تاكلي ايه؟.
احمر وجة نسمة.
نسمة: انا مش جعانة.
قالت هالة.
هالة: ااااه, انت لسه هتسألها , لو استنيتها تقرر , يبقى مش هناكل
النهاردة, جيبلها زيي يا بني وخلاص.
قال ابراهيم وهو ينظر لنسمة.
ابراهيم: لا بجد عايزة ايه؟.
نسمة: هو انتي هتاخدي ايه ياهالة؟.
قالت هالة وهي تجمع قوائم الطعام من امامهم تناولها للجارسون.
هالة: الي انتي هتاكلي منه, خلاص, احنا اصلا خلصنا طلبات وانتي نايمة ولا
سرحانة شكلك.
نسمة:.................
وبعد قليل انتفضت نسمة للمرة الثانية حين شعرت بكف توضع على كفهافي هدوء,
فنزعت كفها ثانية وهي تنظر اليه في استنكار, انه لم يحاول ان يلمسها بتاتا
في حفل الخطوبة بل كان يلعب اكروباتا ليلبسها الدبلة حتى يتجنب لمس يدها
وهذا ماحدث, حتى ان امه تضايقت وقامت تلبسها الدبلة وهي تقول.
"ولما انت مش عايز تلبسهالها بتلبسهالها انت ليه قولي وانا البسهالها"
وقد لاقى الامر هواً في نفس نسمة, اذ فرحت انها وجدت شخصا يماثلها الافكار
والشعور نحو الصواب والخطأ.
قال ابراهيم ببراءة وكأنه لم يفعل شيئا.
ابراهيم: ايه؟, في ايه؟.
وضعت يدها اسفل المنضدة وهي تقول باقتضاب.
نسمة: مفيش.
مال عليها وقال مداعبا.
ابراهيم: على فكرة ماشاء الله انتي كنتي النهاردة زي القمر.
احمر وجهها وهي تقول.
نسمة: شكرا.
ابراهيم: لا بجد, انا فرحان بيكي اوي يا نسمة , انتي فعلا بنت اخلاق وطيبة
وتتحبي, انا ماما راضية عنك جدا.
قالت نسمة.
نسمة: الحمد لله , انا اهم حاجة عندي مامتك تكون راضية.
ابراهيم: انا اهم حاجة عندي انك انتي تكوني راضية.
نسمة: بجد يا ابراهيم؟.
ابراهيم: صدقيني يا نسمة انا بجد اتشديتلك , انا خايف اقلك انا حبيتك
متصدقينيش, انا بجد ما صدقت لقيتك انا دورت على البنت الي بتجمع بين الادب
والحلاوة والذكاء وكل الي فيكي دا, بجد يا نسمة انا محظوظ بيكي اوي.
شعرت نسمة بالسعادة قليلا من حديثه الحلو, وشعرت بقلبها يختلج, ونظرت اليه,
وجدته حلو الملامح ذو تعبير صادق, وشعرت بالراحة, وبدأ الحديث يجد طريقه
بينهما في سلاسة بعد ذلك.
********************
قالت والدة شادي في استنكار.
الام: احمر؟؟, حد ينقي الحمام احمر؟؟.
قال شادي وهو يدخل غرفته محاولا الهرب من حديثها.
شادي: يا ماما الحمامات كلها دلوقتي حمرا, ما بيوت بنات اخواتك الاتنين
حماماتها حمرا, ولا هو عشان ندى الي اختارته.
الام: وانا مالي ياخويا هو انا الي هعيش فيه , انتو حرين احمر احمر.
شادي: وبعدين هو احمر في ابيض, واللون شيك جدا والحمام تحفة, وانتي نفسك
كان عاجبك وانا شفتك وانتي بتبصي عليه, بس هي اول ما ندى قالت دا جميل
قلبتي وشك.
الام: انا ؟, انا يا شادي قلبت وشي؟, ربنا يسامحك يابني.
التفت شادي وجلس على فراشه وهو يقول.
شادي: يا فريدة, يافريدة بطلي شغل الحما دا بقى,انا بحبها وهي تتمنالك
الرضا ترضي, عايزة ايه تاني.
الام: وهو انا بعملك حاجة, انت وهي بتعملو كل الي في دماغكو ومحدش بيهمكو,
وبعدين هي متتمناليش ارضى ولا حاجة.
شادي: يا ماما ندى بنت كويسة, انا نفسي تحبيها.
الام: هو مش انت بتحبها؟, مالك بقى انا احبها ولا لأ؟.
شادي: يعني ازاي يعني يا فوفة,انتي عارفة انك اغلى حاجة في حياتي, ايه
هتغيري من ندى ولا ايه؟, مهما حصل يا روح قلبي محدش يقدر ياخدني منك, دانتي
امي واغلى الناس عندي.
الام: يا سلام يا كداب, اعد اعمل عليا الفيلمين بتوع كل مرة دول, عشان
اجيبلك الي انت عايزه.
قبل شادي يدها وهو يحاول امتصاص غضبها قدر الامكان.
شادي: يا فوفة يا حياتي انا كل الي عايزة انك تكوني مبسوطة وراضية عليا وعن
مراتي.
انتفضت الام بحدة,
الام: مراتك؟؟؟, لسه مبقتش مراتك, لما تبقى ابقى اشوف هرضى ولا مرضاش.
ونزعت يدها منه وهي تقوم.
الام: وبعدين بطل بقى كل شوية عزومات عندهم, انت راجع الاجازة عشان تعد مع
اهلك ولا مع ندى.
وانصرفت في حدة وهي تقول.
الام: قال مراتي قال, انتو لسه كملتو سنة مخطوبين عشان تبقى مراتك, عايزني
ارضها عنها ازا وانا كل ما بشوفها بتنكد.
و تركته متعجبا يضرب كفا بكف, وهو يقول.
شادي: انا مش عارف اعمل ايه؟, والله مابقيت عارف انا اعمل ايه في دنيتي
عشان اريحكو كلكو, بحاول ارضي الكل وبرضه زعلانين مني, مش عارف هلاقيها
منين ولا منين , ارضي مين بس عشان استريح ياربي ارضي مين.